الزكاة لا تعطى لكافر إلا أن يكون من المؤلفة قلوبهم
الزكاة على قول الجمهور لا تعطى لذمي ولا غيره من الكفرة ، وهو الصواب ، والآيات والأحاديث في هذا كثيرة معلومة ؛ لأن الزكاة مواساة من المسلمين لفقرائهم ورعاية لسد حاجاتهم ، فيجب أن توزع بين فقرائهم ، وغيرهم من بقية الأصناف الثمانية ، إلا أن يكون الكافر من المؤلفة قلوبهم وهم الرؤساء المطاعون في عشائرهم ، فيعطى ترغيباً له في الإسلام أو لكف شره عن المسلمين ، كما يعطى المؤلف أيضاً لتقوية إيمانه إذا كان مسلماً ، أو لإسلام نظيره أو لغير ذلك من الأسباب التي نص عليها العلماء . والأصل في ذلك قوله عز وجل : إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ...[1] ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل لما بعثه لليمن (( ادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، فإن أجابوك لذلك ، فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة فإن أجابوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم ))[2] الحديث متفق عليه .
[1] سورة التوبة ، الآية 60
[2] رواه البخاري في ( الزكاة ) باب وجوب الزكاة برقم (1395 )، ومسلم في ( الإيمان ) باب الدعاء إلى الشهادتين برقم 19