بتـــــاريخ : 3/29/2009 9:35:58 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 948 0


    السابقون - الحلقة 12 - المتحابون في الله

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : الدكتور أحمد الكبيسي | المصدر : www.islamiyyat.com

    كلمات مفتاحية  :
    المتحابون الله
    الحلقة 12: المتحابون في الله
    تحدثنا في الحلقة السابقة عن مدى الفضل العظيم في عملية إصلاح ذات البين كما بيّنا مدى السخط والقبح في التهاجر والتصارم والزعل بحيث لا يُسلِّم أحد المتهاجرين على الآخر. هذا يجعلنا نتحدث عن المحبة في الله وهو الإتجاه الآخر، فإذا كان التصارم بذلك القبح فإن المحبة في الله بهذا الجمال (وجبت محبتي للمتحابين فيّ) (المتحابون في الله على يمين الرحمن وكلتا يديه يمين) (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله منهم اثنان تحابا في الله وافترقا عليه). المحبة في الله تجعل أصحابها من السابقين لأن الله عز وجل يحب هذه العبادة حباً عظيماً فقال (وجبت محبتي للمتحابين فيّ) التحابب في الله أن لا يكون لك أي حاجة دنيوية تجعلك تحب فلاناً وإنما لا تحبه إلا لله عز وجل وهذا يكون قليلاً فالناس يتحابون للفضل بينهم أعطاك أو أكرمك أو منحك أو مدحك المطلوب هنا أن تحب فلاناً لا لشيء إلا لوجه الله عز وجل أنت تعتقد أنه إنسان طيب ويعبد الله عز وجل وأنت تحبه لذلك ليس لك عنده أي حاجة أو طلب. المحبة في الله لا تأتي أولاً وإنما يأتي أولاً الاقتراب من الآخر وهذا يعني أنك تبدأ بعبادة السلام فالمحبة في الله عبادات متداخلة في بعضها، البداية بالسلام والسلام في حد ذاته عبادة عظيمة تأمل إذا التقى مسلمان فسلم أحدهما على الآخر تتحات ذنوبهما كمت يتحات الأوراق من الغصن اليابس أي لا يبقى عليهما ذنب لا يفترقان إلا غفر لهما إذا تصافحا وابتسم كل منهما للآخر ولهذا جعل الله تعالى السلام آية عظيمة (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) قضية خطيرة فما عليك إلا أن تقول السلام عليكم. ولهذا أحد الصالحين استهون ذلك قال أبتحيةٍ يغفر لهما؟ فقال له العالِم الآخر ألم تعلم إلى قوله تعالى (لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلبوهم ولكن الله ألف بينهم)؟ فعلمت أن هذا الرجل عالم جليل. فعلاً أن تقول لصاحبك السلام عليكم فهذه خطوة كبيرة أن الله قد ألف بين قلوبكما ونحن نعرف أنه الآن السلام على المعرفة (لا تقوم الساعة حتى ) وفي الإسلام الأدب أن تسلم على من تعرف ومن لم تعرف كل من تلاقيه في الشارع أو في السوق تسلم عليه، بل الآن حتى الذي يعرفك لا يسلم عليك لسخف فكري أو طائفي يعتقد أنك كافر أو مشرك أو ما شابه ذلك. من أجل ذلك التحية والسلام عبادة جميلة إذا قال أحدكم السلام عليكم عشر حسنات، إذا قال السلام عليكم ورحمة الله هذه عشرون حسنة وإذا قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذه ثلاثون حسنة تأمل لو اتبعت سنن الإسلام وسلمت على من تعرف ومن لم تعرف فتأمل كم من الحسنات ستحصد في اليوم؟. وفي القرآن الكريم ورد السلام فر مواطن كثيرة (قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى) (فقل سلام عليكم) (وتحيتهم فيها سلام) حوالي ثلاثين مرة تحيات رب العالمين أو تحيات المؤمنين بعضهم لبعض. وبعد تحية السلام تأتي التزاور وهو داخل في نفس المنظومة (وجبت محبتي للمتزاورين فيّ) وتحدثنا عن الأجر العظيم الذي ينصب عليك إذا زرت أحداً في ناحية المصر لا تزوره إلا لله. إذن المحبة في الله والمحبة لله والمحبة بالله كل هذا يستدعي عبادات جميلة تنضم إليها فتكون المنظومة مجموعة عبادات جليلة بعضها يشد عضد البعض الآخر من أجل هذا كان المتحابون في الله عن يمين الرحمن يوم القيامة وكلتا يديه يمين. وهذه من عظمة هذا الدين وسماحة الله عو وجل وفي الحديث: ما فرح أصحاب رسول الله r كما فرحوا بقول المصطفى إن الرجل ليحب القوم لا يلحقهم بعمل فيُحشر معهم بحبّه لهم. أنت قد تحب الصحابة والعلماء والأنصار والمهاجرين لكن عملك لا يصل إلى عملهم فأنت تبعث معهم بنفس درجتهم يوم القيامة لشدة حبك لهم. ففرح الصحابة الكرام بهذا الحديث حيث وجدوا فيه سعة من سعة هذا الدين الذي كله من سعة الله عز وجل. هكذا هي المحبة في الله التي تأتي بعد التحية والسلام والتي تدور كلها في نطاق أن يبقى المسلمين متحابين متآلفين غير متخاصمين فيضمنان بذلك الرحمة التي تنزل عليهم في مواسمها وأن لا يحرموا من هذه الرحمة لأن بينهم المتهاجرون والمتخاصمون الذي شاع في هذا الزمان والعياذ بالله. ولهذا لا بد من أن يكون قلبك سليماً حتى تفوز بما ينبغي أن تفوز به. والقلب السليم ينبغي أن تحب الناس جميعاً وأن تتألف الخطائين وأن تحب هؤلاء جميعاً ويكفي أنهم من عباد الله وأنهم موحدون فعليك أن تكون بهم رفيقاً رحيماً (فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم). فعلينا أن نكثر من المحبة في الله ولكل نفعل ذلك لا بد من أن نكثر السلام وأن نشيعه (ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال أفشوا السلام بينكم) وأول ما وعظ به r في المدينة عندما جاءها مهاجراً قال (أفشوا السلام وصِلوا الأرحام وصلّوا بالليل والناس نيام) فبدأ بافشوا السلام فإفشاء السلام هي البداية الصحيحة لهذه المنظومة وأسأله تعالى أن يحشرنا مع الذين نحبهم من الصالحين
    كلمات مفتاحية  :
    المتحابون الله

    تعليقات الزوار ()