القصيدة للشاعر / عمر أبو ريشة
(( مر بصرحِ روماني قديم ، لا يستطيعُ غير الظن أن يتحدث عن ماضيه ، واسترعى انتباهه خلوه من الشوك وتألق ترابه النظيف . فقال في نفسه : إن الموت يقف أمام ضحيته ، مجروح الكبرياء ، لأنه لا يستطيع أن يفتك بها أكثر مما فتك )) .
|
قــــــفــــــــــــــي قدمي ! إن هذا المكان
|
يغيبُ به المرء عن حســــــــــــــــــــــــــــه
|
رمالٌ وأنقاضُ صــــــــــــــــــــــــــرحٍ هــوت
|
أعاليه تبحثُ عن أُســــــــــِــــــــــــــــــــــه
|
أقلِّبُ طــــــــــــــرفــــي به ذاهِـــــــــــــلاً
|
وأسألُ يومي عن أمسِـــــــــــــــــــــــــــــه
|
أكانت تســـــــــــــــــــــــــيلُ عليه الحياةُ
|
وتغفو الجفونُ على أنســــــــــــــــــــــــــه
|
وتشــــــــــــــــــــــــدو البلابلُ في سعده
|
وتجري المقاديرُ في نحســـــــــــــــــــــــه
|
أأســـــــــــــــــــــتنطقُ الصخرَ عن ناحِتيه
|
وأستنهضُ الميتَ من رمســــــــــــــــــه ؟
|
حوافر خيل الزمان المشــــــــــــــــــــــت
|
تكاد تُحدِّثُ عن بؤســـــــــــــــــــــــــــــــــه
|
فما يرضع الشــــــــــــــوكُ من صـــــــدرهِ
|
ولا ينعبُ البومُ في رأســــــــــــــــــــــــــه
|
وتلك العـــــنــــاكـــــــــــــــــــــبُ مذعورةٌ
|
تريدُ التفلُّتَ من حبســـــــــــــــــــــــــــــهِ
|
لقـــــد تعـــــــــــبتْ منه كـــــــــفُّ الدمار
|
وباتت تخاف أذى لمســــــــــــــــــــــــــــهِ
|
هنا ينفض الوهمُ أشــــــــــــــــــــــــباحهُ
|
وينتحرُ الموتُ في يأســــــــــــــــــــــــــــه
|