بسم الله الرحمن الرحيم
الطريق المستقيم
أيها المسلم الحبيب..
آن الأوان وحان الوقت لتسلك سبيل ربك المستقيم.
كفاك تضيعاً للعمر,وكفاك لعباً ولهواً وفرحاً.
أتدرى كم بقى من عمرك لكي تستمر في ذلك اللعب؟
أما حان الوقت بعد ؟
﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ [الحديد : 16].
أيها المسلم الحبيب..
نحن مع كل ركعة من ركعات صلاتنا – فريضة كانت أو نافلة – لنا مطلب نطلبه من الله تعالى الا وهو هاديتنا الى صراطه المستقيم .
فلتسمع أيها الحبيب ..
إلى قول حبيبك وحبيبنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم حيث يقول :
(( قال الله تعالى : قسمت صلاتي بيني وبين عبادي نصفين ولعبدي ما سأل ، فإذا قال العبد : الحمد لله رب العالمين . قال الله تعالى : حمدني عبدي ، وإذا قال : الرحمن الرحيم ، قال الله تعالى : أثنى علي عبدي . وإذا قال مالك يوم الدين . قال الله تعالى : مجدني عبدي – وقال مرة : فوض إلي عبدي – فإذا قال : إياك نعبد وإياك نستعين . قال : هذا بيني وبين عبدي ، ولعبدي ما سأل ، فإذا قال أهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين . قال : هذا لعبدي ، ولعبدي ما سأل )) .
فقل لي أيها الحبيب
هل فعلاً تطلب الهداية إلى طريق الله المستقيم .
هل تطلبه بجدية وتطلع ، وقلبك عند ذلك معلق بالله تعالى ، أم هي عبارة عن جملة أمرنا أن نرددها في صلواتنا مع كل ركعة .
فلك أيها الحبيب ...
قف لحظة مع نفسك ، واستمع إلى نفسك التي بين جنبيك ماذا تقول لك ؟.
هل قالت لك : انك صادق فعلاً في مطلبك أن تقول : اللهم ألهمنا الطريق الهادي وأرشدنا ووفقنا له ؟
أم إنها قالت لك : إنك كاذب في مطلبك ، ولو نظرت إلى حالك لعلمت ذلك؟.
فان قلت أيها الحبيب .
أريد فعلاً أ، أسير في الطريق المستقيم ، ولكن كيف السبيل ؟
نقول لك : إن سيرك في الطريق المستقيم يستلزم منك رفقة لهذا الطريق ، ونقول لك :
· هل من الممكن أن تنسب إلى أهل الطب ولست منهم؟
· هل من الممكن أن تنسب إلى أهل الهندسة ولست منهم؟
· هل من الممكن أن تنسب إلى أهل صنعة ولست منهم؟
وهذا أيضا واقعك مع طريق ربك المستقيم ، تحتاج إلى رفقة ينبغي أولاً أن تنضم إليهم ، وأن تحمل صفاتهم ، فهم القوم لا يشقى معهم جليس .
أتعلم أيها الحبيب ..
من المرشد إلى هذا الطريق المستقيم ؟
من الداعي والهادي لهذا الطريق المستقيم ؟
إنه حبيبك وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم .
﴿ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾[الشورى:52].
﴿ وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾[المؤمنون:73].
أتعلم أيها الحبيب..
من الذي قطع هذا الطريق بأمان؟!
﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ ﴾ [الفاتحة:7].
فأنت تحدد صفة الصراط ، فهؤلاء هم الذين وصفهم لنا الله تعالى :
﴿ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقًا ﴾ [النساء : 69].
ولتعلم أيها الحبيب ..
أن هذا الطريق هو طريق أهل السعادة في الدنيا والآخرة ، سعادة يراها أهل هذا الطريق عند المعاينة قبل مفارقة الدنيا ؛ حيث تكون البشرى:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30)نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31)نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ ﴾ [فصلت :30 - 32]
سعادة يراها أهل هذا الطريق في الآخرة في دار السلام:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (13) أُوْلَئِكَ-font-family: 'MS UI Gothic'">أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأحقاف :13 - 14].
فإن قلت أيها الحبيب:
ما هي العلامات البارزة لهذا الصراط المستقيم ؟
نقول لك : استمع إلى قول خالقك سبحانه الذي تطلب منه ذلك المطلب بإلحاح ، في كل يوم ليلاً ونهاراً سراً وجهراً.
﴿ قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ<