بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة لكل من قالت
أسلمت لرب العالمين
أيتها المسلمة:
- من تعبدين؟
- .وإلى من تستمعين؟
- ومن تجيبين؟
إجابات بديهية وبلا روية نقول:
- لا نعبد إلا الله0
- ولا نسمع إلا لنداء الله 0
- ولا نستجيب إلا لأوامر الله0
أليس كذلك؟
فهل أنت تعبدين الخالق أم تعبدين المخلوق؟
لا تسرعي ولا تتسرعي في الإجابة,ولا تتعجبي من صيغة السؤال,ولكن نقول:
مهلا أيتها المسلمة0
فما استقر في النفوس والفطر أنه لا خالق إلا الله0
﴿ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ﴾ [فاطر:3 ].
فليس أحد يخلق ولا يرزق إلا الله ؛ فلذا ينبه الله تعالى إلى أنه يجب إخلاص العبودية لله ، فكيف تصرف لغيره ، وكيف تنصرفون عن عبادة الخالق الرازق لعبادة المخلوق المرزوق؟!.
فمن أنت أيها الإنسان ؟
﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6)الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7)فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ ﴾ [الانفطار:6 ، 7].
فهذا عناب من الله تعالى للإنسان المقصر في حقه المتجرئ في معاصيه – فيقول الله لك :
- أتهاوناً منك في حقي ؟
- أم عدم إيمان منك بجزائي؟
- أم احتقاراً منك لعذابي ؟
أليس هو الذي خلقك فسواك في أحسن تقويم؟
§ طغيان وبغي الإنسان:
﴿ خَلَقَ الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ ﴾ [النحل :4].
﴿ أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ ﴾ [ يس :77].
فالله تعالى خلق الإنسان من اضعف شيء وأحقره قطرة المني ، ثم لم يزل ينقله من طور إلى طور ، حتى صار عاقلا متكلما ذا ذهن ورأي يخاصم ويجادل بعدما أخرجه الله من بطن أمه لا يعلم شيئا ، حتى إذا رباه إذا هو خصم لله يجادل ويعاند .
فنادى الله تعالى على الإنسان معاتباً : أتظن أيها الإنسان أن الله لا يعلم عنك شيئاً.
﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [ الملك :14].
فمن خلق الخلق وأتقنه وأحسنه ، كيف لا يعلمه ؟ كيف لا يعلم ما يصلحه وما يفسده ؟.
§ فما ظنك بربك ؟.
- اخلقنا الله سبحانه لنأكل ونشرب ؟
- أخلقنا الله لنمرح ونلعب ونلهو ؟
- أخلقنا الله تعالى لنتمتع بملذات الدنيا كما نشتهي ونرغب ؟
- أم خلقنا الله تعالى من باب العبث ؟
﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ﴾ [المؤمنون:115].
فهل يخطر على بالك أن مرجعنا إلى الله ، فيجازينا على أعمالنا .
§ فنقول لماذا خلقنا الله ؟
فكري أيتها المسلمة لماذا خلقنا الله تعالى؟.
فالله تعالى ما خلقنا إلا كما قال :
﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات : 56]
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة : 21]
﴿ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَـهَ إِلاَّهُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴾ [ الأنعام : 102]
فإذا ثبت في نفسك أن الله هو الاله المعبود ، وأنه لا غله إلا هو ، فوجب صرف جميع انواع العبادات له سبحانه دون سواء ، ولابد من إخلاصها لله تعالى ، فإن هذا هو المقصود من خلقك وإيجادك ، وأ، الله ما خلقك أيتها المسلمة إلا لهذه المهمة .
وكما أن الله تعالى متفرد بالخلق ، فنقول لا خالق إلا الله ، فهو كذلك متفرد بالأمر والنهي لا يشرك في أمره ولا في نهيه أحداً من خلقه.
أليس كذلك – أما تقرين بذلك؟.
﴿ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأعراف : 54].
فمن اعترف لله بأنه الخالق المتفرد بذلك ، فهذا يستلزم الاعتراف بان الله تعالى متفرد بحق الأمر والنهي دون سواه.
فيا أيتها المسلمة :
إن قال الله ، وقال غيره فإلى من تستمعين ون تجيبين ؟.
انطقي بلسلنك واكتبي بقلمك:
إلى من تستمعين ؟ ومن تجيبين ؟.
لا شك أن إجابتك لن تتعدى أن تقولي:
((إلى الله )).
فنقول لك :
هيا بنا سوياً نختبر صحة وصدق ما تقولين .
لقد قال الله تعالى في كتابه في سورة النور :
﴿ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا