بتـــــاريخ : 10/3/2009 7:51:12 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1410 0


    أحكام التعزية

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : محمد حسان | المصدر : www.mohamedhassan.org

    كلمات مفتاحية  :
    أحكام التعزية خطب مكتوبة


    أحكام التعزية

     

    انتهيتمن أحكام الدفن ، والآن مع احكام التعزية.

    التعزية مشروعة ، لما ثبت عن النبي r .

    ففي الحديث الذي رواه النسائي وأحمد والحاكم وصححه وأقره الذهبي والألباني قال : صحيح كما قال الذهبي والحاكم ، عن قرة المزني – رضي الله عنه – قال : كان نبي الله r إذا جلس يجلس إليه نفر من أصحابه وفيهم رجل له ابن صغير ، يأتيه من خلف ظهره فيقعده بين يديه فقال له النبي r : "تحبه؟". النبي يسأل الرجل أو الصحابي فيقول
    له : "تحبه؟" فقال : يا رسول الله أنا أحبه حباً بالغاً كبيراً فهلك – أي فمات هذا الغلام – فامتنع الرجل أن يحضر الحلقة حلقة رسول الله r ؛ لذكر ابنه ، فحزن عليه ، ففقده النبي r فقال : "ما لي لا أري فلانا؟".

    انظر إلي عظمة الرسول ، كان إذا أحضر أحد من اصحابه دعا له ، وإذا غاب أحد من اصحابه عن حلقته ومجلسه سأل . عنه هذا خلق المربي r .

    فالنبي يسأل ويقول : "ما لي لا أري فلانا؟" . فقالوا : يا رسول الله بنيه الذي رأيت هلك .. ابنه مات فلقيه النبي r فسأله عن بنيه .. عن ولده فأخبر بأنه هلك .. هذا هو الدليل دليل مشروعية التعزية ، حتي ولو لم يبلغك للوهلة الأولي أو في الأيام الأولي خبر موت فلان ، كما سأبين الآن إن شاء الله تعالي فعزاه عليه.

    ثم قال : "يا فلان أيما كان أحب إليك أن تمتع به عمرك – يعني في حياتك – أو لا تأتي إلي باب من أبواب الجنة إلا وجدته قد سبقك إلي هذا الباب يفتحه لك". انظر إلي هذه البشارة ، تموت وتتركه . أم يسبقك إلي باب الجنة كلما ذهبت إلي باب وجدت ولدك الذي مات وهو صغير في حياتك ، وجدت ولدك علي باب الجنة يفتح لك بابها ، فضل وكرامة .. فقال الرجل : يا نبي الله ، بل يسبقني إلي باب الجنة ليفتحه لي .. لا . هذا أحب إلي ، يموت الآن ويسبقني علي باب الجنة يفتحه لي أفضل ، قال r : "فذاك لك"([1]) . هذه بشارة "فذاك لك".

    فقال رجل من الأنصار : يا رسول الله ، جعلنى الله فداك يا رسول الله ، جعلنى الله فداك أو فداؤك ، أله خاصة ؟ يعنى هذه البشارة لهذا الرجل فقط أم لكلنا ، فقال المصطفى : (( بل لكلكم )) . فمن مات ابنه فصبر واحتسب دون أن يبلغ الحلم ، ابنه هذا على باب الجنة ليفتح له.

    الحديث له شاهد كما قال الشيخ الألبانى – رحمه الله تعالى .

    وعن أنس بن مالك – رضى الله عنه – عن النبى r قال : (( من عزى أخاه المؤمن فى مصيبته كساه الله حلة خضراء يحبر بها يوم القيامة )) ([2]) . فقال رجل : يا رسول الله، ما يحبر بها ؟ فقال r : (( يغبط )) . يعنى يغبط على هذه الحلة ، إذا رأى الناس عليه هذه الحلة الخضراء ، غبطوه.

    الحديث أخرجه الخطيب فى تاريخ بغداد ، وابن عساكر فى تاريخ دمش ، وله شاهد عن طلحة بن عبيد الله مقطوعا أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف قال الشيخ – رحمه الله : هو حديث حسن بمجموع الطريقين ، وقد فصل ذلك الشيخ – رحمه الله – فى إثبات أن الحديث حسن بطريقيه فى كتابه الماتع إرواء الغليل فى تخريج أحاديث منار السبيل .

    هناك حديث : (( من عزى مصابا فله مثل أجره )) ([3]) هذا الحديث المشهور على الألسنة ، لكنه حديث ضعيف كما بين ذلك الإمام النووى – رحمه الله تعالى – فى كتابه الماتع المجموع شرح المهذب ، وكما بين ذلك أيضا الإمام الحافظ ابن حجر فى التلخيص ، وكذا حكم عليه بالضعف أيضا الشيخ الألبانى – رحمه الله – فى ارواء الغليل .

    أيضا من السنة : أن يعزى المسلم أخاه بما يظن أن فيه تسلية له ، فإن حضره كلام النبى r فى التعزية ، فهو أكمل و أولى وأفضل ، لكن إن لم يحضره فلا بأس أن يعزى المسلم إخوانه بأى كلام يظن أن فيه تسلية وتصبيرا لأهل الميت فى مصيبتهم – يعنى رجل من آبناءنا يقول لى : والله يا شيخ أنا لا أحفظ حديث النبى r : (( لله ما أخد ولله ما أعطى وكل شئ عنده بأجل مسمى فلتصبر ولتحتسب )).

    هذه هي الصيغة الثابتة في تعزية النبي r زينب، لصبى يحضر فممن باب أولى أن يكون لمن مات.تستحلف رسول الله مرة أخرى، تستحلف رسول الله، بالله أن يذهب إليها فقام النبي r وقمنا.. يعنى قمنا مع رسول الله r فرفع الصبى إلي حجر رسول الله، أو أوضع في حجر رسول الله r ونفسه تقعقع – يعني يرتج ويرتجف، كأنها في شنه- يحدث صوتا، وفي القوم سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب وزيد بن ثابت، ورجال من أصحاب رسول الله r فلما رفع الصبي في حجر المصطفى، ووجده يعاني من خروج الروح، بكى رسول الله r فتعجب الصحابة فقال له سعد بن عبادة- رضي الله عنه: ما هذا يارسول الله؟ تبكي- توقع آلا يبكى النبي أو استكثر أن يبكي على الطفل- فقال r : "إنها رحمة يضعها الله في قلوب من يشاء من عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء"([4]). يالله !! كلمة رقراقة رقيقة جدا كلها رحمة.

    يعني البكاء رحمة، تدل علي رقة القلب، فرسول الله r هو أرحم بشر عرفته الأرض.. أرحم قلب وأشفق قلب لا أقول بالمؤمنين فحسب، بل والله حتى بالمشركين قال الله في حقه: {بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (128) سورة التوبة حتى بالمشركين والأمثلة على ذلك كثيرة جدا، تعلمون ماذا به في مكة؟ عذب وأوذى ووضعت النجاسة على ظهره، وخنق حتى كادت أنفاسه أن تخرج وطرد من بلده، واتهم في عرضه، واتهم في عقله، واتهم في شرفه، ومع ذلك لما أرسل الله إليه ملك الجبال، وقد أرسلنى الله إليك، فمرنى بما شئت، لو أمرتنى أن أطبق عليهم الأخشبين لفعلت – والأخشبان جبلان عظيمان يقال للجبل الأول: أبو قبيس ويقال للجبل الثاني: الأحمر.

    فقال الرحمة المهداة: "لا يامالك الجبال بل إنى أرجو الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئا".

    قمة الرحمة الدم يسيل، رؤية الدم تثير الدم- يعنى لو رأى الإنسان دماءه تنزف لإيذاء وقع عليه، يثور دمه لينفعل، ليرد عن نفسه الظلم- فدماء رسول الله تنزف لكنه ما غضب يوما لنفسه قط، وما انتقم يوما لنفسه قط، أبدا وما ثأر يوما لنفسه قط، فحينما يغضب الإنسان يثأر لنفسه وينتصر لنفسه، وينتقم لنفسه.

    رسول الله r ما غضب لنفسه قط، وإنما كان غضبه إذا انتهكت محارم الله تبارك وتعالى.

    سبحان الله، عبدالله بن أبى السرح كان قد آذى رسول الله وأهدر النبي دمه، أتعرف إهدار الدم – يعني: يقتل إن رآه المسلمون ولو رآه المسلمون ولو في الحرم- تخيل الرحمة الكبيرة في النبي r ومع ذلك يهدر دم إنسان، فتصور وتخيل من خلال هذا ما عاناه النبي والإسلام من هذا الرجل الذى أهدر النبي r دمه- يعني يصل به إلي هذا الحد – فيقول: "اقتلوه ولو رأيتموه معلقا بأستار الكعبة". ومع ذلك يأتي به عثمان بن عفان – رضي الله عنه- بعد فتح مكة إلي النبيr، فلما رآه النبي r أعرض عنه لم ينظر إليه، وسيدنا عثمان يقول: بايعه يارسول الله ... النبي يعرض عنه، سيدنا عثمان يقول: بايعه يارسول الله فيعرض يعرض عنه. فقال: بايعه يارسول الله : فمد النبي يده فبايعه.

    سبحان الله، فلما انصرف قال النبي r لأصحابه: "أوما كان فيكم رجل رشيد رآني كففت يدي عن بيعته مرة أو مرتين فيقوم ليقتله". فقالوا: هلا أو مأت إلينا يارسول الله؟ فقال النبي r: "ماينبغي لنبي أن تكون له خائنة أعين"([5]).

    عبدالله بن أبي بن سلول رأس النفاق الذي قال: لئن رجعنا إلي المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل.. سمن كلبك يأكلك، لقد غبر علينا حمار ابن أبي كبشة، إلي آخره لا تنفقوا علي من عند رسول الله حتى ينفضوا، كلمات خطيرة وكثيرة.

    ومع ذلك لما مات عبد الله بن أبي بن سلول أعطاه النبي جبته فكفن فيها وصلى عليه، رحمة منه بعبد الله بن عبد الله بن أبى بن سلول أعطاه النبى جبته فكفن فيها وصلى عليه، رحمة منه بعبد الله بن عبدالله بن أبى سلول، أنظر الرحمة، فرحمة النبى لا حدود لها.

    يأتيه شاب فيقول: يارسول الله ائذن لى في الزنا، ائذن لى في الزنا فقال الصحابة: مه مه فقال النبي: "أدنه" قرب اقترب "تحية لأمك؟". لا يارسول الله جعلني الله فداك.. يقول: "وكذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم، اتحبه لأختك؟ أتحبه لابنتك؟" إلى آخره.. "وكذلك الناس لا يحبونه لبناتهم وأخواتهم".

    وبعد كل هذا يمد النبي يده ليضعها على صدر هذا الشاب وهو يقول: "اللهم طهر قلبه واغفر ذنبه وحصن فرجه"([6]) الأمثلة كثيرة حتى بالحيوان .. "إن الله كتب الإحسان على كل شئ، فإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته"(2).

    انظر الرحمة: "دخلت امرأة النار في هرة". و"دخلت بغي الجنة في كلب".

    فأول من أصل الرفق بالحيوان هو سيد ولد عدنان، وليس الغرب الكافر الظالم الجائر الذى يتلاعب بالعواطف والمشاعر.

    فترى المرأة منهم تحمل القطة علي يديها فتخرج لتجرى لها جراحة تتكلف ألف دولار عملية جراحية، أنا أتكلم عن واقعة، كنت أصلى الفجر في المركز الإسلامي في منطقة بروكلين في نيويورك، وفي برد قارس وبعد خروجي من المسجد، أو المركز الإسلامي وأنا إلي جوار أحد الأخوة، رأيت امرأة أمريكية تحمل قطتها وتبكي فقلت: سبحان الله، ما هذا المنظر يأخ فلان؟ قال: والله لا أدرى، قلت له: إسألها.

    فوقف وسألها فقالت: بأن القطة مريضة، وهي خرجت في هذا الجو البارد لتجري لها عملية جراحية، طبعا أنا دخلت المستشفي أعزكم الله مستشفي خاصة بالكلاب، مستشفي متكامل خاص بالكلاب فقط، فصممت أدخل، فرأيت شيئا رهيباً لا أنكره، لكن أنا أريد أبين لك التناقض عند هؤلاء الكذابين فقلت إسالها: كم تتكلف العملية؟ قالت: ألف دولار- يعني آلاف ونصف تقريبا، عملية جراحية لقطة، وهم الذي يرون بأعينهم مشهداً كمشهد الطفل محمد الدرة الذى مات برصاص الغدر والخيانة على أيدي اليهود المجرمين، يرون هذا المشهد الذى يخلع الأفئدة، لكن لا تتحرك أفئدتهم لمثل هذه المشاهد، ولا أريد أن أتفرغ.

    فإذا الرسول r يبكى، فيقول له سعد بن عبادة: تبكي يا رسول الله فقالr: "إنها رحمة يضعها الله في قلوب من يشاء من عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء"(1)

    والحديث رواه البخارى ومسلم.

    والشاهد من الحديث هو لفظ التعزية: "إن الله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شئ عنده بأجل مسمى فلتصبر ولتحتسب".

    قال الإمام النووي في كتاب الأذكار: هذا الحديث أحسن ما يعزى به.. يعني هذا أفضل الألفاظ في التعزية.

    وعن بريدة بن الحصين قال: كان رسولr يتعهد الأنصار ويعودهم، ويسأل عنهم، فبلغه عن امرأة من الأنصار مات ابنها وليس لها غيره، أمرأة من الأنصار مات ابنها، وليس لها غيره، وإنها جزعت عليه جزعاً شديداً فأتاها النبىr ومعه أصحابه، فلما بلغ باب المرأة – قيل للمرأة: إن نبى الله يريد أن يدخل للتعزية، فدخل رسول الله r فقال: "أما إنه قد بلغني أنك جزعت علي ابنك". فأمرها بتقوى الله وبالصبر.. فقالت: يارسول الله، ومالي لا أجزع وإني امرأة رقوب- أى لا ألد ولم يكن لي غيره- فقال رسول الله: "الرقوب الذى يبقى ولدها". ثم قال: "ما من امرئ مسلم أو امرأة مسلمة يموت لها ثلاثة أولاد يحتسبهم- أى عند الله- إلا أدخله الله بهم الجنة". فقال عمر وهو علي يمين النبي: بأبي انت وأمي يارسول الله واثنين قال: "واثنين"(1)

    والله لو قال له صحابي: وواحد، والله لقالr، طبعا ليس هذا من باب الافتآت على رسول الله حاش وكلا، وإنما هو من باب رحمتهr.

    الحديث أخرجه الحاكم وقال: صحيح الاسناد ووافقه الذهبي وقال شيخنا الألباني: بل هو صحيح على شرط مسلم.

    فالشاهد من الحديث أن رسول اللهr قد ذهب لتعزية هذه المرأة. أيضا: قولهr حينما دخل على أم سلمة- رضي الله عنها- عقب موت أبى سلمة هذا أيضا لفظ يدخل في التعزية قالr "اللهم اغفر لأبى سلمة وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يارب العالمين، وأفسح له في قبره ونور له فيه"(2). هذا أيضا دعاء ثابت في التعزية.

    أيضا: قولهr في تعزيته لعبد الله بن جعفر في أبيه جعفر ابن أبى طالب- رضي الله عنه – قال r: "الله اخلف جعفرا في أهله وبارك لعبد الله في صفقة يمينه" – يعنى عبد الله ابن جعفر- قالها النبىr ثلاث مرات.

    والحديث أخرجه أحمد بسند حسن.

    من المسائل المهمة التى تغيب على كثير من المسلمين: أن التعزية لاتحد بثلاثة أيام، يعنى بعض الناس يضن أنه إن فات على موت الميت ثلاثة أيام فلا يعزى، هذا خطأ لم يثبت هذا عن النبىr، بل التعزية ثابته في أى وقت تبلغك فيه مثل هذه الأنباء لتطيب وتصبر أهل الميت فلا تحد التعزية أتى بها، فقد ثبت عن النبىr أنه عزى بعد ثلاثة أيام.

    كما في حديث عبد الله بن جعفر- رضي الله عنه- بعث رسول اللهr جيشا استعمل عليه زيد بن حارثة وقال: "فإن قتل زيد، فجعفر بن أبى طالب، فإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة- رضي الله عنهم جميعا- قال: فأخذ الراية زيد فقاتل حتى قتل، ثم أخذ الراية جعفر بن أبى طالب فقاتل، ثم قتل ثم أخذ الراية عبد الله بن رواحة فقاتل حتى قتل، ثم أخذ الراية خالد بن الوليد ففتح الله عليه" وأتى خبرهم النبىr، فخرج النبيr إلى الناس فحمد الله وأثنى عليه وقال: "إن إخوانكم لقوا العدو، وإن زيدا أخذ الراية فقاتل حتى قتل واستشهد". وهذه شهادة من النبي لهم بالشهادة "ثم أخذ الراية عبد الله بن رواحة فقاتل حتى قتل فاستشهد، ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله" وهذه شهادة عظيمة من رسول الله لخالد بن الوليد – رضي الله عنه- "ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله خالد بن الوليد ففتح الله عليه"، ثم أمهل النبيr آل جعفر ثلاثا أن يأتيهم، فلم يذهب إليهم بعد هذه التعزية في المسجد مباشرة، بل أمهلهم ثم أتاهم فقالr: "لا تبكوا على أخى بعد اليوم". يقصد جعفر بن أبى طالب.. "ادعو لي ابن أخى" قال عبد الله: فجئ بنا كأنا أفراخ أو أفرخ- يعنى فراخ صغيرة- أطفال صغار فجئ بنا كأنا أفرخ.

    فقالr: "ادعو لي الحلاق". فجئ بالحلاق فحلق رؤوسناr ثم قال: "أما محمد فشبيه عمنا أبى طالب".

    انظر المداعبة الجميلة، وأبو طالب كان مات، ومات على الكفر، لكن انظر إلى النبى فشبيه عمنا أبى طالب.. وأما عبد الله فشبيه خلقى وخُلقى.

    يالله، عبد الله بن جعفر – رضوان الله عليه وعلى أبيه- أخذ بيديه فقال: "اللهم اخلف جعفرا في أهله".

    يالها من غنيمة "وبارك لعبد الله في صفته يمينه". قالها ثلاث مرات قال: فجاءة أمنا فذكرت له يتمنا، وجعلت تفرحه له..أى تحزنه عليه، أى علي اليتم.. يتم أولاد جعفر فقالr: "العيلة تخافين". يقول لأمهما: العيلة تخافين.. يعني تخافين عليهم من الفقر "وأنا وليهم في الدنيا والآخرة"(1) الحديث رواه أحمد باسناد صحيح بهذا اللفظ، على شرط مسلم، ورواه من هذا الطريق أيضا الحاكم في مستدركه.

    الثابت أو الشاهد من الحديث: أن النبىr عزى آل جعفر بعد نعى جعفر للمسلمين بثلاثة أيام، فلا تحد التعزية بثلاثة أيام.

    ومن السنة أيضا: هذه كانت سنة قديمة وعادة موجودة في بلادنا، وقرأنا ولكنها انقرضت الآن نسأل الله أن يردها؛لأنها من السنة- ألا وهي أن يصنع المسلمون والجيران والأقارب من أهل الميت، أن يصنعوا لأهل طعاما- انظر إلي عظمة الدين فإن النبىr لما نعى جعفر بن أبى طالب حين قتل قالr: "اصنعوا لآل جعفر طعاما لأنه آتاهم أمرا يشغلهم أو آتاهم ما شغلهم"(2). أي الموت، هذه من السنن الرقيقة التي تلقي المحبة والمودة بين الناس، إذا مات ميت لا يكلف أهل الميت بإعداد الطعام، قد وقعت بهم مصيبة تشغلهم لمثل هذا، فيجب على أهل الحي أو أهل المكان أو اهل الميت من الأقارب أن يصنعوا الطعام؛ أهل الميت هذه سنة وقد ينسي أيضا أهل الميت فينشغلون بمن حضر للعزاء فقط.

    فمن السنة: أن يصنع الطعام لأهل الميت كما قال النبىr والحديث رواه أبو داوود والترمذي وحسنة وكذا رواه الإمام الدار قطني والشافعي والإمام أحمد وهو صحيح الاسناد وكما قال الحاكم والذهبي والألباني.

    ومن المسائل الرقيقة في باب التعزية: أنه يستحب أن يمسح على رأس اليتيم، وأن يكرم. إذا رأيت يتيما فامسح على رأسه، وبالغ في إكرامه، إن ذلك كان من هدى النبىr قال الله تعالى: { فَأَمَّا اليَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ }[الضحى/9] وأود أن أقول لكل يتيم على وجه الأرض: إن المصطفي كان يتيما، ونشأ يتيما، فكان يتمه تشريفا وتكريما لكل يتيم.

    يقول عبد الله بن جعفر: لو رأيتني وعبيد الله بن عباس، وقف- مولي من الموالي- ونحن صبيان نلعب إذ مر النبىr على دابة فقال: "إرفعوا هذا لى". يعنى عبد الله بن جعفر، فعبد الله ابن أخيه، فالنبىr ترىب في حجر أبى طالب فالنبىr يقول: "ارفعوا هذا لى" قال: فحملني أمامه والنبىr راكب دابة فرفعوا له عبد الله بن جعفر فوضعوه أمامه على الدابة وقال لقف: "ارفعوا هذا". ووضعه النبى وراءه، وكان عبيد الله أحب إلى العباس من قف، عبيد الله بن عباس، فما استحيا من عمهr أن حمل قفا، وترك عبيد الله بن عباس.

    قال عبد الله بن جعفر: ثم مسح على رأسي ثلاثا، وقال كلما مسح: اللهم اخلف جعفرا في ولده.

    قال عبد الله: "ما فعل قف" قال: استشهد قال: قلت الله أعلم ورسوله بالخير قال: أجل (1)

    إذا كانت التعزية من باب تسلية أهل الميت. فهل ينتفع الميت بشئ منها أو بعمل غيره؟

    والجواب: لا شك أن الميت ينتفع من غيره من المسلمين بالدعاء، فلو دعا المسلم لأخيه يظهر الغيب فدعاؤه مقبول كما ثبت عن النبىr وقال الله تعالي: }وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ{.

    ثم يقول النبىr "دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه خير بخير قال الملك الموكل: ولك به آمين ولك بمثل"(2). يعنى الرجل الذكي المسلم الذي يريد الله أن يقضى حاجته، هو يدعو لأخيه بحاجته، فيؤمن الملك على دعاءه ويقول لك: بمثل، ودعاء الملك مستجاب إذا قال الملك: ولك بمثل. هذه مضمونة الإجابة؛ لأن الذي أمن على دعاءه لا يرد، مقبول، فدعوه المسلم لأخيه المسلم يظهر الغيب مستجابة. والحديث رواه مسلم وأحمد وغيرهما.

    ثانيا: الشاهد من هذا أن صلاة الجنازة المعلوم أن جلها دعاء للميت، وكما رأينا ألفاظ التعزية فيها أيضا دعاء للميت "اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المهدييين، واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين، وافسح له في قبره ونور له فيه"

    يعني كل التعزية ألفاظها دعاء فالميت ينتفع بالدعاء، لاسيما إن كان الدعاء بظهر الغيب كما قلنا، ولا بأس أن تدعو أيضا في التعزية فهذا ثابت عنهr.

    أيضا من الأمور المتعلقة بهذا: قضاء ولى الميت صوم النذر عنه.

    فعن عائشة – رضي الله عنها- قالت قال النبيr: "من مات وعليه صيام صام عنه وليه"(1). يعني أنا والدى مات وعليه صيام، صيام الفريضه أصوم عنه.. ابنه أو أي فرد من أهله، والحديث رواه البخاري ومسلم.

    وعن أبن عباس- رضي الله عنه- أن أمرأة ركبت البحر فنذرت بأن الله تعالى إن نجاها أن تصوم شهرا، فأنجاها الله عز وجل ولم تصم حتى ماتت، فجاءت قرابة لها أي جاء أهلها أمها أو أختها أو ابنتها إلى النبىr فذكرت ذلك له فقال النبىr: "أرأيت إن كان عليها دين أو كنت تقضيه" قالت: نعم. قال: "فدين الله أحق أن يقضى" (2)

    لكن الصلاة فيها قولان والراجح: أنه لا يصلى عنه، بل تصوم عنه، تؤدى عنه دينه كما فصلت قبل ذلك.

    والحديث رواه أبو داوود وأحمد وغيرهما وسندهما صحيح، أيضا: عن سعد بن عباده- رضي الله عنه- استفنى رسول اللهr قال له سائل: إن أمي ماتت وعليها نذر قالr: "اقضيه عنها اقضيه عنها"(1). والحديث رواه البخاري ومسلم فقضاء الدين عنه من أي شخص وليا كان أو من غير أولياءه – يعنى لو قام رجلا مسلما- كما قلت قبل ذلك – وقال: على دين فلان ولو لم يكن من أهله أو أقاربه فله ذلك، وهو مأجور، وقد سبق الدليل على ذلك، أيضا: ما يفعله الولد الصالح من الأعمال الصالحة فإن لوالديه مثل أجره، يعنى ابنك الصالح إن ربيت ولدك على القرآن السنة والصلاح، كل عمل يعمل ولدك في ميزانك وفي ميزان أمه، نعم، فإن النبىr قال: "إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه وإن ولده من كسبه"(2) أيضا:يؤيد ذلك أن عائشة – رضي الله عنها- قالت: إن رجلا قال: إن أمى ماتت ولم توص، الورع لو تكلمت تصدقت – يعنى أظنها لو كانت ستوصى بشئ كانت ستوصى بالصدقة – فهل لها اجر إن تصدقت عنها؟ قالr: "نعم فتصدق عنها"(3). أى فلها أجر إن تصدق عنها، وأمرهr أن يتصدق عنها.

    والحديث في صحيح البخارى وغيرهما وهذا لفظ البخارى أيضا: عن ابن عباس- رضي الله عنه- أن سعد بن عبادة توفيت أمه وهو غائب عنها فقال: يارسول الله، إن أمى توفيت وأنا غائب عنها، فهل ينفعها بشئ إن تصدقت عنها؟ هذا شئ نحتاجه كلنا قال: فهل ينفعها بشئ إن تصدقت عنها؟ قال: "نعم".

    فقال سعد بن عبادة فإنى أشهدك أن حائط المخراف صدقة لها(4).

    وحائط المخراف: أى الذى أثمر وأينعت ثمرته أى لامة. الحديث رواه البخارى وأبو داوود وغيرهما.

    أيضا: عن أبى هريرة- رضي الله عنه- أن رجلا قال للنبىr:إن أبى مات وترك مالا، ولم يوص فهل يكفر عنه إن تصدقت عنه؟ قال: "نعم"(1) والحديث رواه مسلم والنسائى.

    والأدلة على هذا كثيرة جدا، أن الميت ينتفع بعد موته بالدعاء، وينتفع بالصدقة، وينتفع بالعبادة كالصيام، كدين إن لم يقضى عنه أو كالنذر إن لم يقضى عنه، إن لم يقضى في حياته يقضيه بعد موته، كل هذه أدلة تثبت أن الميت ينتفع بما يفعل له من عمل صالح بعد موته.

    والدليل العمدة في ذلك أنهr قال: "إذا مات ابن آدم انقطع عمل إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له"(2) والحديث رواه البخارى ومسلم، وهذا لفظ البخارى في الأدب المفرد، وليس في الصحيح، وإلا فالحديث في صحيح مسلم ورواه أبو داود والنسائي والطحاوى والبيهقي، وأحمد وغيرهم.

    وعن أبى هريرة – رضي الله عنه – أن النبىr قال: "إنى كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها فإنها تذكركم الآخرة فمن أراد أن يزور فليزر ولا تقولوا هجرا"(3)

    قال النووي- رحمه الله تعالي- في كتابه الماتع المجموع شرح المهذب قال: والهجر: الكلام الباطل، وكان النهي أولا لقرب عهدهم من الجاهلية، فربما كانوا يتكلمون بكلام الجاهلية الباطل، فلما استقرت قواعد الإسلام وتمهدت أحكامه واشتهرت معالمه أبي لهم الزيارة واحتاطr بقوله: "ولا تقولوا هجرا"

    إذا زيارة المقابر في أول الأمر، نهى عنها النبىr، من باب سد الذرائع ، لأن الصحابة كانوا حديثي عهد بإسلام ولم تتأصل وتتقرر قواعد الشرع بعد، فأراد
    النبىr أن يسد الذرائع لأي صورة من صور الشرك، وأن يسد الطريق على الوقوع في أى عمل من أعمال الشرك، وأن يسد الطريق علي الوقوع في أى عمل من أعمال الشرك، أو في اى قول من أقوال الشرك فنهاهم النبىr عن زيارة القبور ثم بعد ذلك قال: "إني كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها ولا تقولوا ما يسخط الرب"(1)أى ما يغضب الرب- عز وجل- كأن تقول المرأة مثلا إن ذهبت للزيارة حينما تقف على قبر زوجها: لا نستطيع بعدك يا فلان، ياسبعي ياجملى، يامن كنت كذا وكذا إلى آخر هذا الكلام الباطل الذى نهى عنه النبىr.

    أيضا: عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- أن النبىr قال: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور آلا فزوروها فإنها ترق القلب" أى ترقق القلب "وتدمع العين وتذكر الآخرة ولا تقولوا هجرا"(2)

    فزيارة المقابر ترقق القلوب، وكنت قد جعلت زيارة القبور أصلا من أصول التوبة والعودة إلى الله عز وجل، ورقة القلب وخشوع الجوارح.

    ذكرنا منهجا عمليا قبل ذلك، ومن بين بنود هذا المنهج أن نكثر من زيارة القبور، فشتان شتان بين حال قلبك وانت ذاهب إلي المقابر، وبين حال قلبك وأنت عائد من المقابر، إن ذهبت بنية تذكر الآخرة، لو أخذت أخا من إخوانك وذهبت إلى المقابر، ومكثت بين القبور ساعة سترجع حتما بقلب يختلف تماما من القلب الذى ذهبت به إلى المقابر إلا من قسا قلبه فالمقبرة لها هيبة، الموت له هيبة، فزيارة المقابر ترفق القلب وتدمع العين، لو وقفت وحدك أمام قبر ستبكي بشرط ألا يشغلك أحد أو تنشغل بشاغل.

    لذلك أقول: إذهب أنت وأحد إخوانك فقط وتذكرالآخرة. نعم المقابر تذكرة الآخرة، فالموت يذكرة الآخرة، من أجل ذلك أمرنا النبىr أن نكثر من ذكر الموت ومن زيارة القبور "ولا تقولوا هجرا" أى لا تقولا باطلا يسخط الرب تبارك وتعالى. والحديث رواه الحاكم بسند حسن.

    والذى تدين به الله – عز وجل- في هذه المسألة أن النساء كالرجال في زيارة القبور لا خلاف بين الرجل والمرأة بضوابط وشروط، وهي مسألة اختلف فيها أهل العلم.

    فمن علمائنا الأجلاء من حرم علي النساء زيارة القبور على الإطلاق لا مع الجنازة ولا مع غير الجنازة، ومن العلماء من جوز للنساء زيارة القبور بشرط ألا تخرج مع الجنازة، ولو كان الميت أباها أو أمها لا يجوز.

    لكن لا حرج أن نذهب بعد ذلك لزيارة القبور من باب تذكر الآخرة، فهي كالرجل سواء في تذكر الآخرة، والدعاء أيضا للميت والأدلة على ذلك كثيرة منها عموم قولهr:"إنى كنت نهيتكم عن زيارة القبور "فزوروها" يدخل في هذا الأمر الرجال والنساء إذ لا دليل على إخراج النساء من هذا الأمر العام لقولهr: "فزوروها" فكل أمر في القرآن والسنة للرجال والنساء سواء، مالم يأت دليل خاص ليخص النساء دون الرجال أو ليخص الرجال دون النساء "فزوروها" هذا عموم، هذا عام للرجال لللنساء سواء، وبيان أن النبىr كما يقول الشيخ الألبانى – لما نهى عن زيارة القبور في أول الأمر فلا شك أن النهى كان شاملا للرجال والنساء معا.

    هذا كلام الشيخ الألبانى- رحمه الله: فلا شك أن النهى كان شاملا للرجال والنساء معا، فلما قال: "إنى كنت نهيتكم عن زيارة القبور" كان مفهوما أنه يعنى الجنسين ضرورة أنه يخبرهم عما كان في أول الأمر من نهى الجنسين، فإذا كان الأمر كذلك كان لزاما أن الخطاب في الجملة الثانية من الحديث وهو قوله: "فزوروها" للجنسين أيضا.

    يعني: كان النهي في أول الأمر للجنسين للرجال والنساء فلما جاء الإذن بالزيارة "فزوروها" حتما فهو للجنسين أيضا أى للرجال والنساء.

    ثم قال الشيخ- رحمه الله: ويؤيد ذلك أن الخطاب في بقية الأفعال المذكورة في حديث بريدة المتقدم آنفا أنهr قال في رواية مسلم في الزيادة قال: "ونهيتكم على لحوم الأضاحي" هذه زيادة

    عن قوله في حكم زيارة القبور "فوق ثلاث فأمسكوا ما بدا لكم، ونهيتكم عن النبيذ إلا في سقاء فاشربوا في الأسقية كلها ولا تشربوا مسكرا"(1).

    قال : فالخطاب في هذه الأفعال موجه إلى الجنسين قطعا إلى الرجال والنساء كما هو الشأن في الخطاب الأول الذى ثبت فيه قوله : "كنت نهيتكم عن زيارة القبور" أى للرجال والنساء "فزوروها" أى للرجال والنساء. أيضا قال : فإذا قيل بأن الخطاب بقوله في آخر الحديث "فزوروها" خاص بالرجال قال : اختل نظام الكلام الأمر الذي لا يليق بمن أوتى جوامع الكلم، ومن هو أفصح من نطق بالضاد r.

    ويزيده تأييدا الوجوه الآتية : منها : مشاركة النساء للرجال في العلة التي من أجلها شرعت الزيارة. ماهي العلة؟ "تذكركم الآخرة وترقق القلب وتدمع العين" فهذة العلة يشترك فيها الرجال والنساء.

    المرأة المسلمة هي الأخرى محتاجة إلى أن تتذكر الآخرة وإلى أ، تدمع عينها، وإلى أن النبي r قد رخص لهن، أى للنساء في زيارة القبور في حديثين حفظتهما أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها وأرضاها – وهذا من أنصع وأوضح الأدلةن في الباب.

    الأول : عن عبد الله بن أبي مليكة أن عائشة – رضي الله عنها – أقبلت ذات يوم من المقابر – السيدة عائشة أم المؤمنين الفقهية العالمة أقبلت ذات يوم من المقابر – فقلت لها- أى عبد الله بن أبي مليكة : يأم المؤمنين، من أين أقبلت؟ قالت : من عند قبر عبد الرحمن بن أبي بكر.. كنت عند قبر عبد الرحمن بين أبي بكر أخوها عبد الرحمن أخو عائشة .. فقلت لها : أليس رسول الله r كان قد نهي عن زيارة القبور؟ فقالت عائشة : نعم ثم أمر بزيارتها(1)

    الأول كان للرجال والنساء وحديث عائشة "نعم ثم أمر بزيارتها" أيضا للرجال والنساء وإلا لو كان الأمر خاصا بالرجال، هل تظنون أن عائشة تخالف المصطفي r؟ حاشا لله. قالت : "نعم ثم أمر بزيارتها".

    وفي رواية عنها أيضا : قالت : إن رسول الله r رخص في زيارة القبور.. الحديث أخرجه الحاكم وعنه البيهقي وقال قالا – أى الحاكم والذهبي، لأن الحاكم صحح الحديث وأقره الذهبي ، وكما قال البوصيري أيضا : إسناده صحيح ، وقال الحافظ العراقي في تخريج الإحياء : إسناده صحيح، ورواه ابن أبي الدنيا في القبور، ورواه الحاكم بإسناد جيد،

    إذا حديث عائشة قالت : نعم، نهي رسول الله r عن زيارة القبور ثم أمر بزيارتها، فكان النهي في أول الأمر، ثم جاء الإذن بعد ذلك في الزيارة.

    أما الحديث الذي يستدل به بعض أهل العلم الذين يقولون بحرمة زيارة النساء للقبور فهو الحديث المشهور الذى رواه جماعة من أصحاب النبى r كأبي هريرة وحسان بن ثابت وعبد الله بن عباس وغيرهم أنه r لعن زوارات القبور، "لعن رسول الله r زوارات القبور" وهو حديث حسن صحيح.

    لا يستدل بهذا الحديث على عدم جواز زيارة النساء للقبور، قال الشيخ – رحمة الله تعالى : المحفوظ فيه إنما هو بلفظ "زوارات" لا زائرات لاتفاق حديث أبي هريرة وحسان بن ثابت عليه، وكذا حديث ابن عباس في رواية الأكثرين على ما فيه من ضعف فهي إن لم تصلح للشهادة فلا تضر كما لا يضر في الاتفاق المذكور الرواية الأخرى في حديث ابن عباس كما هو ظاهر وإذا النساء اللائي يكثرن الزيارة "زوارات" إنما يدل على لعن النساء اللائي يكثرن الزيارة "زوارات" صيغة مبالغة تحمل معنى كثرة الزيارة، الإكثار هو الذي لعنه النبي r "لعن الله زوارات القبور"(1)

    قال : إنما يدل على لعن النساء اللائي يكثرن الزيارة بخلاف غيرهن، فلا يشملهن اللعن، فلا يجوز حينئذ أن يعارض بهذا الحديث، ما سبق من الأحاديث الدالة على استحباب الزيارة للنساء؛ لأنه خاص، والأحاديث السابقة عامة فيعمل بكل منها في محله فهذا الجمع أولى من دعوى القول بالنسخ .. فهناك علماء قالوا : بأ، الكلام منسوخ، إنما الذي ثبت في آخر الأمرين هو النهي عن الزيارة هذا خطأ، وإنما الأولي أن يجمع للعمل بالأحاديث كلها في الباب الواحد إن كان العمل بالأحاديث ممكنا والتخلي عن الدعوى بقول النسخ

    قال : وإلى نحو ما ذكرنا ذهب جماعة من العلماء فقال القرطبي : اللعن المذكور في الحديث إنما هو للمكثرات من الزيارة، لما تقتضيه الصيغة من المبالغة، ولعل السبب ما يفضى إليه ذلك من تضييع حق الزوج والتبرج، وما ينشأ من الصياح ونحو ذلك، وقد يقال : وإذا أمن جميع ذلك فلا مانع من الإذن لهن؛ لأن تذكر الموت يحتاج إليه الرجال والنساء هذا كلام القرطبي – رحمة الله.

    قال الإمام الشوكاني في "نيل الأوطار" : وهذا الكلام هون الذي ينبغي اعتماده في الجمع بين أحاديث الباب المتعارضة في الظاهر، ويجوز زيارة قبر من مات على غير الإسلام للعبرة فقط وفيه حديثان هذه مسألة أخرى.

    يجوز زيارة قبور من مات على غير الإسلام وفيه حديثان :

    الأول : عن أبى هريرة قال : زرار النبي r قبر أمه فبكى وأبكي من حوله .. فقال : "استأذنت ربى في أن أستغفر لها فلم يؤذن لى، وأستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور فإنها تذكر الموت"(1) الحديث رواه مسلم وغيره.

    الثاني : في هذا الباب أيضا عن بريدة – رضي الله عنه – قال : كنا مع النبي r في سفر فنزل بنا، ونحن معه قريب من ألف راكب فصلى ركعتين، ثم أقبل علينا بوجهه وعيناه تذرفان، فقام إليه عمر بن الخطاب ففداه بالأب والأم .. أى قال : فداك أبى وأمى يا رسول الله، ثم قال : يا رسول الله مالك ؟ قال : "إنى سألت ربى عز وجل في الاستغفار لأمى فلم يأذن لى فدمعت عيناى رحمة لها من النار، واستأذنت ربى في زيارتها فأذن لى، وإنى كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ولتزدكم زيارتها خيرا"(2).

    عن عائشة – رضي الله عنها – قالت : كان النبي r يخرج إلى البقيع فيدعو لهم، فسألته عائشة عن ذلك فقال: "إنى أمرت أن أدعو لهم"(3).

    الحديث رواه أحمد بسند صحيح على شرط الشيخين ومعناه عند مسلم وغيره.

    عن عائشة – رضي الله عنها – أيضا قالت: كان رسول الله r كلما كان في ليلتها يخرج من آخر الليل فيقول : "السلام عليكم أهل دار قوم مؤمنين، وإنا وإياكم وما توعدون غدا مؤجلون، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد"(4).

    هذه صيغة أخرى من صيغ سلام النبى r ودعائه للأموات في البقيع.

    والحديث رواه مسلم والنسائي والبيهقي وأحمد وغيرهم.

    أيضا عن عائشة في الحديث الطويل الذى أشرت له آنفا قالت: كيف أقول لهم يا رسول الله ؟ قال لها : "قولي : السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله منا المستقدمين والمستأخرين وإنا أن شاء الله بكم للاحقون"(1).

    والحديث رواه مسلم أيضا من حديث بريدة : كان رسول الله r يعلم الصحابة إذا خرجوا إلى المقابر فكان يقول : "السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، أنتم لنا فرط – يعني : سابقون – ونحن بكم تبع ، أسال الله لنا ولكم العافية"(2) وتقول : السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، أسال الله لنا ولكم العافية.

    هذه رواية والزيادة أيضا ثابتة: "أنتم لنا فرط، ونحن لكم تبع" أيضا ثابتة لكن لو اقتصرت على قولك: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون أسال الله لنا ولكم العافية فلا بأس.

    كل هذه الصيغ ثابتة عن النبى r ، ومن أجمل هذه الروايات أن رسول الله r أتى المقبرة فقال : "السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون" .. ثم قال r : "وددت أنا قد رأينا إخواننا" فقال الصحابة : أولسنا إخواتك يا رسول الله ؟ قال : "بلى أنتم أصحابي ، وإخواننا الذين يأتون بعد وأنا فرطهم على الحوض" – يعنى أنا سابقهم وإمامهم على الحوض – فقالوا : كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله ؟ فكيف سيعرف النبى r هذه الأعداد الهائلة ؟ ! فقال r "أرأيتم لو أن رجلا له خيل غر محجلة".

    الغرة : الشعر الأبيض الذى يكون في جبين الفرس والتحجيل : الشعر الأبيض في رجل الفرس من أسفل إذا كان الفرس أحمر اللون أو أسود اللون هذه اسمها غرة.

    فالنبى r يقول لهم : "أرأيتم لو أن رجلا له خيل غر محجلة بين ظهري خيل دهم بهم" سود مثل الليل، خيل أسود كسواد الليل ووسط هذا الخيل الأسود خيل له غرة تحجل أيعرف خيله ؟ يعرفهم مهما كان العدد. قالوا : بلى يا رسول الله قال : "فإنهم يأتون يوم القيامة غرا محجلين من أثر الوضوء" .. قالها النبى r ثلاثا .. "فإنهم يأتون يوم القيامة غرا" هناك نور في الجبهة من أثر الوضوء، محجلين "فإنهم يأتون غرا محجلين من أثر الوضوء وأنا فرطهم على الحوض ألا ليذادن رجال".

    يعني : يحال بينهم وبين الحوض "كما يذاد البعير الضال" .. يعني كما يحال بين البعير الضال وبين الحوض الذي يشرب منه.

    "فأناديهم ألا هلم ألا هلم" يعني : تعالوا اقبلوا إلى "فيقال : إنهم قد بدلوا بعدك .. فأقول : ألا سحقا سحقا لمن بدل بعدي" يعني هناك رجال من أمة النبى r يناديى عليهم يوم القيامة لكي يسقيهم من الحوض، فتحول الملائكة بين النبى وبين هؤلاء ، فلا يصلون للنبي r. من هؤلاء ؟ فتقول الملائكة لرسول الله في لفظ : "إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك" هؤلاء ابتعدوا عن سنتك، وانحرفوا عن طريقك، فيقول r: "ألا سحقا سحقا لمن بدل بعدي"(1).. لا يستطيع r أن يسقى هذا الصنف من حوضه، نسال الله أن يتوفانا وإياكم على التوحيد والسنة انه ولي ذلك والقادر عليه..

    الشاهد من الحديث : هو قول النبي r في أدلة : " السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ".

    قراءة القران عند القبور :

    أما قراءة القرآن عند زيارة القبور ، فلا أصل لهذا في سنة النبى r ، وقد عرفتم سابقا حديثا أن النبى r زار البقيع دعا للبقيع لكن لم يثبت عنه ابدا r أنه قرأ القرآن على الأموات في بقيع الغرقد لم يثبت عنه r ، وهو الذى كان يكثر الزيارة للمقابر كما أوردت ، لعدد كبير من أحاديث النبي r .

    بل الأحاديث التي ذكرناها كلها لا تبين في دليل واحد أو في حديث واحد ، مشروعية قراءة القرآن عند المقابر إذ لو كانت قراءة القرآن عند المقابر مشروعة ، لفعلها المصطفي r ولعلمها لأصحابه.

    لا سيما السيدة عائشة تقول له : علمني ماذا أقول إذا ذهبت للمقابر ؟ هل كان يقول لها حينما تذهبين اقرئي الفاتحة ؟ كان يعلمها تقرأ الفاتحة ؟! كان يقول لها إذا ذهبت إلى المقابر فاقرئي الفاتحة على الأموات ؟! أو إذا ذهبت إلى المقابر فاقرئي سورة يس على الأموات.

    هذا لم يحدث منه r ، لم يفعله رسول الله ، ولم يعلمه عائشة التي طلبت أن تتعلم أدب الزيارة ، ولم يعلمه أحدا من أصحابه r بل علمها السلام والدعاء : "السلام عليكم دار قوم مؤمنين".

    وورد "والسلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، ويرحم الله منا المستقدمين والمستأخرين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون" . فقد علمها السلام والدعاء ، ولم يعلمها أن تقرأ الفاتحة ، أو أن تقرأ سورة يس فلو كان ذلك مشروعا لما كته
    النبي r.

    وقد ذكرت أنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة ، فكيف بالكتمان ، هذه مصيبة ، لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة فقل تظن أن النبى يؤخر البيان عن وقت الحاجة ، أو يكتم البيان وهو الذي بعثه ربنا – عز وجل – ليعلم الأمة الدين ، وهو الذي أنزل عليه قوله تعالى : ﴿ اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً ﴾ [المائدة / 3].

    فلم ينقل إلينا بالدليل الصحيح الثابت عنه r أنه قرأ شيئا من القرآن عند القبور ، إنما الثابت عنه أنه كان يدعو ويسلم على الأموات.

    ومما يقوى ذلك أيضا قوله r : "لا تجعلوا بيوتكم مقابر" .. " فإن الشيطان يفر من البيت الذى تقرأ فيه سورة البقرة "(1)

    فهذا دليل على أن المقابر لا تقرأ فيها سورة البقرة ، ودليل على أن المقابر لا يقرأ فيها شئ من القرآن ، وخص سورة البقرة لأن الشيطان يفر من البيت الذى تقرأ فيه سورة البقرة ، والحديث رواه مسلم يعني في أعلى درجات الصحة ، وأيضا رواه أحمد وغيرهما.

    وأيضا أشار النبى r إلى أنها ليست موضوعا للقراءة شرعا ؛ لذلك حض على قراءة القرآن في البيوت ونهى عن جعلها كالمقابر التى يقرأ فيها كما أشار في الحديث الآخر ، المقابر ليست موضعا للصلاة أيضا فقال r : "صلوا في بيوتكم ولا تتخذوها مقابر"(1)

    إذا المقابر ليس فيها صلاة ، فلا تجعل بيتك مثل المقبرة ، بل صل فيه . والمراد بالصلاة في البيت : صلاة النوافل صل النوافل في البيت . والحديث في صحيح مسلم.

    أى لا تجعلوها كالقبور فإنه لا تجوز الصلاة بين المقابر .. المراد بالصلاة : الصلاة المفروضة والمسنونة ليست صلاة الجنازة فمشروع أن تصلى الجنازة في المقابر ، كما وضحت قبيل ذلك، هذا أيضا من السنة.

    إنما صلاة الفريضة وصلاة النافلة لا تصلى في المقابر ، وهذا هو مذهب جمهور السلف كأبى حنيفة ومالك وغيرهم كرهوا القراءة عند القبور ، وهو قول الإمام أحمد .

    كما قال أبو داود في مسائلة : سمعت أحمد – رحمه الله – سئل عن القراءة عند القبر فقال : لا يجوز الدعاء عند المقابر ، يجوز رفع اليدين في الدعاء عند المقابر ، يعني إذا وقفت عند المقبرة تدعو يجوز أن ترفع يديك في الدعاء متجها إلى القبلة ؛ لحديث عائشة – رضي الله عنها – خرج رسول الله r ذات ليلة فأرسلت بريرة – وكانت من الموالي – في أثره ، السيدة عائشة أرسلت بريرة في أثره لتنظر أين ذهب قالت : فسلك نحو بقيع الغرقد فوقفت في أدنى البقيع ، ثم رفع يديه r يدعو ثم انصرف فرجفت إلى بريرة فأخبرتني ، فلما أصبحت سألته فقلت : يا رسول الله السيدة عائشة تقول : يا رسول الله أين خرجت الليلة ؟ فقال : "بعثت".

    وكأن الذي بعثه ربه ، كما قال له سيدنا جبريل ، قال له : إن الله يأمرك أن تذهب لأهل بقيع الغرقد لتستغفر لهم .. سيدنا النبي r يقول : "بعثت لأهل البقيع لأصلي عليهم"(1)

    والحديث رواه أحمد وهو في الموطأ ، ورواه النسائي أيضا بسند حسن.

    وقلنا أيضا : من السنة أنه لا يستقبل المقابل عند الدعاء إذا رفع يديه ، بل يستقبل القبلة ، يتجه إلى القبلة ؛ يتجه إلى القبلة ؛ ليوجه وجهه إلى الله تبارك وتعالى.


    ([1]) أخرجه النسائى فى الجنائز ، باب فى التعزية (4/2087) ، وأحمد فى مسنده (3/436 ، 5/34 ، 35) والحاكم فى مستدركه (1/384) ، وقال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد . ووافقه الذهبى.

    ([2]) أخرجة الخطيب ( 7/397 ) , وابن عساكر ( 15/91/1) , وابن أبى شيبة (3 /ص 260 / رقم 3) , وحسنه الألبانى فى الإرواء ( 3/ 764).

    ([3]) أخرجه الترمذى فى كتاب الجنائز , باب ما جاء فى أجر من عزى مصابا ( 3 / 1073 ) وابن ماجه فى الجنائز , باب ما جاء فى ثواب من عزى مصابا ( 1 / 1602 ) , والبيهقى فى السن (( السنن الكبرى )) (4 / 59 ) , وقال أبو عيسى : هذا حديث غريب , وضعفه الألبانى فى ضعيف سنن الترمذى (181).

    ([4]) أخرجه البخاري في كتاب الجنائز، باب قول النبىr: "يعذب الميت ببكاء أهله عليه" (3/1284)، ومسلم في الجنائز، باب البكاء علي الميت (2/922)، وابو داوود في الجنائز، باب في البكاء علي الميت (3/3125)، والنسائي في الجنائز، باب الأمر بالاحتساب والصبر عند نزول المصيبة (4/1867)، وابن ماجة في الجنائز، باب ما جاء في البكاء علي الميت (1/1588).

    ([5]) أخرجه ابو داوود في الجهاد، باب قتل الأسير ولا يعرض عليه الإسلام (3/2683)، والنسائي في التحريم، باب الحكم في المرتد (7/4078)، والحاكم في مستدركه (3/45)، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح علي شرط مسلم ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1/2426).

    ([6]) أخرجه احمد في مسنده (5/257)، والطبراني في الكبير (7679)، وقال الهيثمي في صحيح مجمع الزوائد (1/129): "رواه احمد والطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح" وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (370)

    (2) أخرجه مسلم في كتاب الصيد والذبائح، باب الأمر بإحسان الذبح (1955/57)، وأبو داود في كتاب الضحايا، باب في النهي أن تصبر البهائم والرفق بالذبيحة (2815)، والترمذي في كتاب الديات، باب ما جاء في النهي عن قتله (1409)، والنسائي في كتاب الضحايا، باب الأمر بإحداد الشفرة (4417)، وأحمد في المسند (4/123،125) كلهم من حديث شداد بن أوس.

    (1) تقدم تخريجه

    (1) أخرجه الحاكم في مستدركه (1/71)، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على الإسناد وشرط مسلم، ووافقه الذهبي.

    (2) أخرجه مسلم في كتاب الجنائز، باب في إغماض الميت والدعاء له (2/920)، وأبو داوود في الجنائز، باب تغميض الميت (3/3118)، وأحمد في مسنده (6/297).

    (1) أخرجه أحمد في مسنده (1/204)، والطبراني في الكبير (2/1461)،وقال الهيثمي فثي مجمع الزوائد (6/156): رواه أحمد الطبراني ورجالهما رجال الصحيح.

    (2) أخرجه أبو داوود في الجنائز، باب صفة الطعام لأهل الميت (3/3132)، والترمذي في الجنائز، باب ما جاء في الطعام يصنع لأهل الميت (3/998)، وابن ماجه في الجنائز، باب ما جاء في الطعام يبعث إلي أهل الميت (1/1610)، وأحمد في مسنده (1/205)، وحنة الألباني في صحيح الجامع (1/1015).

    (1) أخرجه أحمد في مسنده (1/205)، والبيهقي "في السنن الكبرى" (4/60)، والحاكم في مستدركه (1/372)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/286): رواه أحمد ورجاله ثقات، وسكت عنه الحاكم والذهبي

    (2) أخرجه مسلم في الذكر، باب فضل الدعاء للمسلمين بظهر الغيب (4/2733)، وابن ماجه في المناسك ، باب فضل دعاء الحاج (2/2895)، وأحمد في مسنده (5/195).

    (1) أخرجه البخاري في كتاب الصوم، باب من مات وعليه صوم (4/1952)، ومسلم في الصيام- باب قضاء الصيام عن الميت (2/1147)، وأبو داوود في الصوم، باب فيمن مات وعليه صيام (2/2400)، وأحمد في مسنده (6/69).

    (2) أخرجه أبو داوود في كتاب الأيمان والنذور، باب ما جاء فيمن مات وعليه صيام صام عنه وليه (3/3310)، وأحمد في مسنده (1/362).

    (1) أخرجه البخاري في كتاب الوصايا، باب ما يستحب لمن توفي فجاءة أن يتصدقوا عنه، وقضاء النذور عن الميت (5/2761) ، ومسلم في النذر، باب الأمر بقضاء النذر (3/1638).

    (2) أخرجه ابو داوود في كتاب البيوع، باب الرجل يأكل من مال ولده (3/3528)، والنسائى في كتاب البيوع، باب الحث علي الكسب (7/4461)، وابن ماجه في التجارات، باب الحث علي المكاسب (2/2137)، وأحمد ف مسنده (6/31-42،127)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1/2208).

    (3) أخرجه البخاري في الوصايا، باب ما يستحب لمن توفي فجاءة أن يتصدقوا عنه، وقضاء النذور عن الميت (5/2760)، ومسلم في الزكاة باب وصول ثواب الصدقة عن الميت إليه (2/1004).

    (4) أخرجه البخاري في الوصايا، باب الإشهاد في القت والصدقة (5/2762)، وأبو داود في كتاب الوصايا، باب ما جاء فيمن مات من غير وصية يتصدق عنه (3/2882)، وأحمد في مسنده (1/333)

    (1) أخرجه مسلم في الوصية، باب وصول ثواب الصدقات إلي الميت (3/1630)، والنسائي في الوصايا، باب فضل الصدقة عن الميت (6/3654)، وابن ماجة في الوصايا، باب من منائة ولم يوص هل يتصدق عنه؟ (2/2716)، واحمد في مسنده (2/371).

    (2) أخرجه البخاري في الأدب المنفرد (38)، ومسلم في كتاب الصية- باب ما جاء في الصدقة عن الميت (3/1631) ، وابو داوود في الوصايا، باب ما جاء في الصدقة عن الميت (3/3880)، والترمذى في الأحكام، باب في الوقف (3/1376)، والنسائي في الوصايا، باب فضل الصدقة عن الميت(6/3653)، والطحاوي في مشكل الآثارة (1/9) والبيهقي (6/278)، واحمد في مسنده (2/372).

    (3) اخرجه النسائي في الجنائز، باب زيارة القبور (4/2032)، ومالك في الموطا (2/45/8)وابن ماجه في الجنائز، باب ما جاء في زيارة القبور(1/1569)، وأحمد في مسنده (5/361).

    (1) أخرجه احمد في مسنده (3/38)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/58): ورواه البزار واسناده رجاله رجال الصحيح

    (2) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/376) عن انس، وسكت عليه الحاكم، وقال الذهبي رو بإسناد أخر عن أنس، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2/4584). والأحكام (ص 179، ص 180).

    (1) أخرجه مسلم في الجنائز، باب استئذان النبي r ربه عز وجل في زيارة قبر أمه (2/977)، وأبو داود في الأشربة، باب في الأوعية (3/3698)، والنسائي في الجنائز، زيارة القبور (4/2031)

    (1) أخرجه الحاكم في مستدركه (1/376)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/78) وسكت عليه الحاكم، وصححه الذهبي، وابن ماجه في كتاب الجنائز، باب ما جاء في زيارة القبور (1/1570) مختصرا وقال البوصيري في "الزوائد" : رجال اسناده ثقات، ورواه ابن أبي الدنيا في القبور : بإسناد جيد وصححه الآلباني في الإرواء (3/775).

    (1) أخرجه ابو داود في الإيمان والنذور، باب في زيارة النساء القبور (3/3236)، والترمذي في الجنائز، باب ما جاء في كراهية زيارة القبور للنساء (3/1056)، وابن ماجه في الجنائز، باب ما جاء في النهي عن زيارة النساء القبور (1/1576)، وأحمد في مسنده (2/337)، والحاكم في المستدرك (1/374)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2/5109)، والإرواء (3/774).

    (1) أخرجه مسلم في الجنائز، باب إستئذان النبى r ربه عز وجل في زيارة قبر أمه (2/108 جنائز)، وأبو داود في الجنائز، باب في زيارة القبور (3/3234)، والنسائي في الجنائز، باب زيارة قبر المشرك (4/2033)، وأخرجه ابن ماجه في الجنائز، باب ما جاء في زيارة قبور المشركين (1/1572)، وأحمد في مسنده (2/441)

    (2) أخرجه أحمد في مسنده (5/355)، وابن ابى شيبة في "مصنفه" (13ص224 رقم 5)، وابن حيان في صحيحه (5390)، والحاكم في المستدرك (1/376)، وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي وصححه الألبانى في أرواء الغليل (3/224).

    (3) أخرجه أحمد في مسنده (6/252)، وقال شعيب الأرنؤط في تحقيق المسند : "حسن، وهذا اسناد ضعيف لانقطاعه".

    (4) أخرجه مسلم في كتاب الجنائز، باب ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها (2/974)، والنسائي في الجنائز، باب الأمر بالاستغفار للمؤمنين (4/2038)، والبيهثي في السنن الكبرى (5/249)، وأحمد في مسنده (6/180).

    (1) أخرجه مسلم في كتاب الجنائز، باب ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها (2/103 جنائز) مطولا ، والنسائي في الجنائز، باب الأمر بالاستغفار للمؤمنين (4/2039)، وأحمد في مسنده (6/221).

    (2) أخرجه مسلم في كتاب الجنائز، باب ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها (2/975)، والنسائي في الجنائز، باب ما جاء فيما يقال إذا دخل المقابر (1/1547)، وأحمد في مسنده (5/360،359،353).

    (1) أخرجه مسلم في كتاب الطهارة، باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الضوء (1/249)، وأبو داود في الجنائز باب ما يقول إذا زار القبور أو أمر بها (3/3237)، والنسائي في الطهارة ، باب حلية الوضوء (1/150)، وابن ماجة في كتاب الزهد، باب ذكر الحوض (2/4306)، وأحمد في مسنده (3/155) عن أنس، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2/7108).

    (1) أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب استحباب صلاة النافلة في بيته وجوازها في المسجد (1/780)، والترمذي في كتاب فضائل القرآن، باب ماجاء في فضل سورة البقرة وآية الكرسي (5/2877)، وأحمد في مسنده (2/284،337،378،388).

    (1) أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب استحباب صلاة النافلة في بيته وجوازها في المسجد (1/209)، والترمذي في أبواب الصلاة ، باب ما جاء في فضل صلاة التطوع في البيت (2/451)، والنسائي في قيام الليل ، باب الحث على الصلاة في البيوت والفضل في ذلك (3/1597) ، والديلمي (3697)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2/3784)، والصحيحة (1910)، وقال أبو عيسى : حسن صحيح.

    (1) أخرجه النسائي في كتاب الجنائز، باب الأمر بالاستغفار للمؤمنين (4/2037)، ومالك في الموطأ (1/ص242/ رقم 55)، والحاكم في مستدركه (1/488)، وأحمد في مسنده (6/92)، وقال الحاكم : هذا صحيح ولم يخرجاه . ووافقه الذهبي.

    كلمات مفتاحية  :
    أحكام التعزية خطب مكتوبة

    تعليقات الزوار ()