بتـــــاريخ : 10/3/2009 8:26:42 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1562 0


    علامات حسن الخاتمة وثناء الناس على الميت

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : محمد حسان | المصدر : www.mohamedhassan.org

    كلمات مفتاحية  :


    علامات حسن الخاتمة وثناء الناس على الميت

     

    تكلمت عن : النعى المشروع أو النعى الجائز، وعما يحرم على أقارب المتوفى أن يفعلوا، وسأتحدث الآن عن العلامات التى إن ظهرت على الميت، فهى علامات تبشر له بخير.

    أول هذه العلامات : نطقه بلا إله إلا الله :

    فالموفق والمسدد هو الذى ينطق بالشهادة قبل موته، وأرجو بداية أن نعلم أن النطق بالشهادة عند الموت ليس أمرا ميسوراً إلا لمن يسر الله له وعليه، فلا تظن أن النطق بالشهادة سيكون كنطقك بالشهادة على ما أنت عليه الآن، وإنما يثبت فى هذه اللحظات – لحظات السكرات والكربات يثبت فى هذه اللحظات أهل الإيمان برب الأرض والسماوات {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء} (27) إبراهيم فأعظم علامات حسن الخاتمة : أن ينطق الميت أو المحتضر قبل موته كلمة : لا إله إلا الله.

    قال r كما فى الحديث الذى رواه الحاكم فى المستدرك وغيره، بسند حسنه شيخنا الألبانى – رحمه الله تعالى – من حديث معاذ بن جبل – رضى الله عنه – أن النبى r قال : " من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة "(1)

    والسؤال الآن : من الذى يوفق للنطق بلا إله إلا الله ؟

    والجواب : فى كلمات مختصرة، يوفقه للنطق بشهادة التوحيد هو من عاش طوال حياته على التوحيد.

    قال الحافظ ابن كثير – رحمه الله : لقد أجرى الله الكريم عادته بكرمه أن من عاش على شىء مات عليه، ومن مات على شىء بعث عليه.

    الذى يتوفى على التوحيد هو من عاش على التوحيد، هو من عاش على التوحيد للتوحيد ، فلا يوفق ولا ينطق بكلمة التوحيد إلا موحد نطق بالتوحيد فى الدنيا، وعاشه عيشة عملية ، وعاش من أجله، نذر نفسه وحياته للتوحيد.

    فعدل الله يقتضى أن من عاش على لا إله إلا الله بمقتضياتها، فحقق معناها ومقتضاها وامتثل أمرها، واجتنب نهيها ووقف عند حدودها يقتضى عدل الله أن يموت هذا الموحد على هذه الكلمة التى أشربها، وعاش لها، ومن أجلها.

    قال النبى r كما فى صحيح مسلم: " من مات على شىء بعث عليه "(1) فالموحد يموت على التوحيد، ويبعث على التوحيد ، ويبعث على التوحيد ، حشر فى مزرة الموحدين، تحت راية إمام الموحدين، وقدوة المحققين وسيد النبيين r فإن عشت على شيء مت على ذلك الشيء، وإن عشت على طاعة مت على ذات الطاعة، وبعثت عليها، ومن عاش على معصية مات على ذات المعصية، وبعث على ذات المعصية.

    رجل كان مدمنا للغناء عاشقا للغناء، كارها للقرآن، فالقرآن والغناء لا يجتمعان فى قلب، حبك للغناء وحبك للقرآن لا يجتمعان، لابد وأن يطرد أحد الحبين الآخر، إما أن يطرد حب القرآن حب الغناء من قلبك، وإم أن يطرد حب الغناء حب القرآن من قلبك، لا يلتقيان: حب الغناء مع حب القرآن، ولا يلتقى صوت الرحمن مع صوت الشيطان.

    فكان هذا الرجل من مدينة المنصورة، مدمنا للغناء، لم يدخل بيت من بيوت الله فيما نعلم حكاية عن أولاده لم يصل، ولما حضرته الوفاة كان صوت أم كلثوم لا زال يغنى والملائكة فى بيته ، وملك الموت عند رأسه، يحتضر والغناء فى البيت.

    الأخ الذى يسكن فى الدور الذى يليه أخ من أخواننا الملتزمين، طالما ذكره الرجل لا يتذكر، فلما سمع الغناء وهو يعلم أن الرجل يحتضر، ذهب إليه يقول: فبكيت وقلت لأولاده. اتقوا الله، أبوكم يحتضر، ولا زلتم تضعون الغناء.

    يقول : فأسرع أحد أبنائه وأخذ شريط العناء من الكاسيت، ووضع شريط القرآن، يقسم بالله أن الرجل بعد لحظات أفاق من السكرة، أفاق وكشف الغطاء عن وجهه فسمع القرآن فقال لا ، لا أخرجوا القرآن، وضعوا الغناء؛ لأنه ينعش قلبى.

    القرآن ثقيل على قلبه، ورضى الله عثمان بن عفان حين قال : والله لو ظهرت قلوبنا ماشبعنا من كلام ربنا – لو ظهر القلب ما شبعت من كلام الرب.

    شتان شتان بين قلب إن أطال الإمام القراءة شعر بالضيق والألم والحسرة وتمنى أن لوصرف الإمام، وقال : أقصر واقطع القراءة، وبين قلب لا يشعر بالأنس ولا باللذة ولا بالسعادة ولا بالراحة ولا بالانشراح ولا بالطمأنينة ؛ إلا وهو يسمع كلام الله تعالى، يقول عبد الله بن مسعود : وعند سماع القرآن وفى أوقات الخلوة لم يجد قلبك بقلب فإنه لا قلب لك ، فالقلب الذى يحب القرآن يسمو على حب القرآن. فهذا الرجل مدمن للغناء، وكان فمات على الغناء، وكان آخر كلام يردد ويسمعه كلام مرتبط بالغناء وحبه.

    أخشى أن يكون قلبك قد أشرب بحب الكرة، أخشى أن يكون قلبك قد أشرب بحب المسلسلات والأفلام، احذر فإنك ستموت على ما تعلق قلبك به، وستحشر على ما تعلق قلبك بهم. يقول بن مسعود – رضى الله عنه : لو قام رجل يعبد الله سبعين سنة بين الركن والمقام فى بيت الله يحشر يوم القيامة مع من يحب. هذا أثر يخلع القلب.

    تجلس أمام الممثلين والممثلات وقلبك معلق بهذا، السقوط والانحدار وتضيع من عمرك الساعات الطويلة أمام سفاسف الأمور التى لا يحبها العزيز الغفور.

    ففى الحديث الذى رواه أبو نعيم والطبرانى فى الكبير من حديث الحسين بن على – رضى الله عنهما – أن النبى r قال : "إن الله تعال يحب معالى الأمور وأشرافها ويكره سفسافها" (1)حديث عجيب وحسنه شيخنا الألبانى. قلبه صاحب همة عالية، لا تعلق قلبك بسفاسف الأمور، وعلق قلبك بمعالى الأمور.

    وهذا رجل آخر تقابله امرأة فى الطريق تسأله عن حمام منجاب – مكان تتجمل وتتزين فيه النساء – فنظر الرجل إلى المرأة فوقعت المرأة فى قلبه – اللهم نجنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن – فأشار الرجل إلى باب داره وقال : هذا هو حمام منجاب، فدخلت المرأة إلى الدار، فلما وجدت أنها قد وقعت فى فخ المعصية أرادت أن تزين له المعصية لتهرب. فقالت : هلا أتيتنا بالشراب والطعام لنقضى ليلة ممتعة، فخرج الرجل هائماً على وجهه فى الشوارع والطرقات، وأحضر إلى ما لذ وما طاب، فلما عاد إلى البيت وجدها قد هربت وخرجت إلى حالها فخرج يبحث عنها هائما على وجهه فى الشوارع والطرقات وهو يقول :

    يارب قائله يوماً وقد تعبت أين الطريق إلى حمام منجاب

    وكان يردد هذه الكلمات فلما نام على فراش الموت ذهبوا ليذكروه بلا إله إلا الله فرد عليهم بقوله :

    يارب قائله يوماً وقد تعبت أين الطريق إلى حمام منجاب

    وقد مات على ذلك.

    وهذه امرأة أخرى كانت تعمل راقصة وظيفتها الرقص ، وكانت تجرى بروفة لرقصة معينة فى فيلتها بالقاهرة وجارها رجل مسلم، يقول : عانيت أشد المعاناة من الطبل والزمر طوال الليل، وشكوت ولم يجبنى أحد، فمثل هذا لا يجاب.

    يقول : وفى ليلة من الليالى سمعت صراخاً وعويلاً ، فظننت أن البيت المقابل لى قد حدث فيه شيء، فدخلت فرأيت الفرقة كاملة، ورأيت المرأة ببدلة الرقص العارية تجرى حركة معينة فتميل برأسها من ناحية الظهر على حجر الرجل الذى يضرب على الطبلة أو الرق، فسقطت فى حجره، ثم على الأرض، ووجدوا الحركة قد توقفت، فذهبوا إلليها ليحركوها فوجدوا روحها قد فارقت جسدها، وهى ترقص.

    نماذج كثيرة، وفى المقابل يموت الشيخ كشك – رحمه الله – وهو راكع بين يدى الله – جل وعلا – ويموت شاب أمريكى من أصل أسبانى ذكرت قصته قبل ذلك، وهو ساجد بين يدى الله، وتموت أخت مسلمة من السويس كانت تركب سفينة سالم إكسبريس التى غرقت – وهى مشهورة – يقول زوجها – وأنا أعرفه يقص على قصتها – فيقول: والله يا شيخ محمد لما شعرت أن السفينة تغرق قالت : انتظر حتى أرتدى النقاب، أى نقاب ؟! السفينة تغرق . قالت : والله لن أخرج إلا بنقابى حتى إن مت ألقى الله على طاعة، يقول : وأنا أصرخ فيها ما استجابت فلبست النقاب، والجلباب، ولبست غطاء الكفين، وخرجت.

    يقول : وكنت على سطح السفينة فوفقت بجوارى وتعلقت فى وقالت : أستحلفك بالله هل أنت راض عنى ؟ قال : نعم ، نعم الزوجة. فقالت : أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمج رسول الله، وأرجو الله أن يجمعنى بك فى جنات النعيم.

    يقول : ولم أرها بعد ذلك، إنها الخواتيم، ورسول الله r : قال : " إنما الأعمال بالخواتيم " (1) اللهم ارزقنا حسن الخاتمة بفضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين.

    لا تغتر بعمل ، ولا تغتر بعلم، ولا عبادة ، ولا طاعة، فإنما الأعمال بالخواتيم، والنبى r يقول : " إن الرجل ليعمل الزمان الطويل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس فيسبق عليه الكتاب فيعمل أهل النار، فيدخلها. وإن الرجل ليعمل الزمان الطويل بعمل أهل النار فيما يبدو الناس حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها " وفى لفظ :" فإنما الأعمال بالخواتيم ".

    روى الإمام أحمد فى مسنده بسند صحيح عن طلحة بن عبيد الله – رضى الله عنه قال رأى عمر بن الخطاب – رضى الله عنه طلحة بن عبيد الله –رضى الله عنه – ثقيلاً – أى عند الموت عند الاحتضار – فقال رضى الله عنه : مالك يا طلحة لعلك ساءك أو ساءتك امرأة بنى فلان، يقصد زوجته أو امرأة أخرى، عمر يقوله : لعلك ساءتك امرأة بنى فلان أو امرأة عمك، فقال طلحة : لا لا وأثنى على أبى بكر.

    ثم قال طلحة : إلا إنى سمعت حديثاً من رسول الله r ما منعنى أن أسأله عنه إلا القدرة عليه، حتى مات سمعته يقول r " إنى لا أعلم كلمة لا يقولها عبد عند موته إلا أشرق لها لونه ونفس الله عنه كربته " قال عمر : تعلم كلمة أعظم من كلمة أمر النبى r بها عمه عند موته ؟ قال : يا عم قل : لا إله إلا الله . قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله يوم القيامة ".

    فقال أبو جهل، وعبد الله بن أبى أمية لعم النبى أبى طالب : أترغب عن ملة عبد المطلب ؟ أى هل ستترك دين عبد المطلب دين آبائك وأجدادك قال أبو طالب : لا، بل على ملة عبد المطلب فخرج النبى r من عنده وهو يقول : " لأستغفرن لك ما لم أنه عنك " فنزل عليه قول الله تعالى : {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} (113) التوبة

    إنها كلمة التوحيد، كلمة : لا إله إلا الله.

    قال طلحة لعمر : صدقت ، صدقت (1) هى، والله هى، كلمة التوحيد.

    فالعلامة الأولى من علامات حسن الخاتمة ، أسأل الله أن يرزقنا حسنها هى: أن يوفق المحتضر للنطق بلا إله إلا الله عند الموت.

    العلامة الثانية : عرق ورشح الجبين :

    وهى علامة يظنها كثير من الناس من علامات السوء، وهى من علامات حسن الخاتمة ألا وهى : عرق ورشح الجبين، وإذا مات المؤمن برشح الجبين، ينام على فراش الموت فيعرق جبينه ويتصبب جبينه عرقاً، هذه من علامات حسن الخاتمة.

    ففى الحديث الذى رواه أحمد والنسائى والترمذى وغيرهم بسند حين واللفظ لأحمد من حديث بريدة – رضى الله عنه – أنه كان بخراسان فعاد أخا له وهو مريض فوجده فى الموت وإذا هو يعرق جبينه بريدة : الله أكبر، سمعت رسول الله وهو يقول " موت المؤمن بعرق الجبين " (1)والنبىr كان جبينه الأزهر الأنور عند الموت يتصبب عرقا وكانت عائشة قد أحضرت له ركوة – إناء فيه ماء فكان النبى r يمد يده الشريفة فى الإناء ويمسح العرق من على جبينه الأزهر الأنور، وهو يقول : " لا إله إلا الله إن للموت لسكرات " هذا لفظ الصحيحين ولفظ أحمد : " لا إله إلا الله إن للموت لسكرات اللهم هون على سكرات الموت "(2)

    المصطفى r مات برشح الجبين، بعرق الجبين وهو الذى قال : " موت المؤمن بعرق الجبين ".

    فإن وجدت الرجل على فراش الموت يرشح جبينه ويتصبب، فهذه إن شاء الله من علامات حسن الخاتمة .

    هذه كلها علامات ليس بالضرورة، أن تتوفر كلها فى شخص واحد إن وفق لعلامة واحدة من هذه العلامات فهى علامة خير إن شاء الله.

    العلامة الثالثة : الموت ليلة الجمعة :

    علامة جميلة لا دخل فيها للمرء ، وإنما هى محض فضل الله على المؤمن ، ألا
    وهى : أن يموت ليلة الجمعة أو نهار الجمعة هذا محض فضل الله على العبد.

    روى الإمام أحمد فى مسنده، والحديث قال عنه شيخنا الألبانى – رحمه الله : حسن أو صحيح بمجموع طرقه من حديث أنس وجابر – رضى الله عنهما – أن النبى r قال: " ما من مسلم وهذا قيد لابد منه – يموت يوم القيامة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر "(1)

    يوم الجمعة : نهار الجمعة، ليلة الجمعة أى الخميس ليلاً. ولا تصدقوا الأفاكين والكذابين الذين يريدون للأمة الآن ألا تخشى القبر وألا تستعد للقبر، وهذا هو الهدف المراد من هذه الدندنة الخبيثة على إنكار عذاب القبر، ونعيمه هذا هو الهدف، هم لا يريدون لنا أن نشتغل بالقبر، وألا نستعد للقبر ولا أن نخشى القبر، ومن لا يستعد للقبر فرط فى العمل، فالقبر فيه فتنة، وفيه نعيم ونحن نكذب كل الكاذبين والأفاكين، ولو حصلوا على مئات الشهادات، ونصدق كلام نبى رب الأرض والسموات، قال : r

    " ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر" .

    العلامة الرابعة : من علامات حسن الخاتمة رزقنا الله حسنها : الاستشهاد فى ساحة القتال :

    قال الله تعالى : {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ}169 /171 آل عمران . قال r " للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له فى أول دفعه من دمه، ويرى مقعده فى الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن الفزع الأكبر، ويحلى حلية الإيمان، ويزوج من الحور العين، ويشفع فى سبعين إنساناً من أقاربه" (1). الجزء الخاص بالشفاعة، كأنه مرتبط بقول للنبى r " ويزوج أو يرى مقعده فى الجنة "؛ لأنه لم ينال هذه الدرجة إ لا أن دخل الجنة، فالشاهد أن الرجل إن مات فى ميدان القتال، والله تبارك وتعالى يعلم من قاتل لتكون كلمة الله هى العليا.

    وقد بينت قبل ذلك أننا لا نحكم لأحد بشهادة حتى ولو مات فى مدان القتال، وإنما الذى يعلم منه هذا هو الله، ولا نقول الشهيد فلان أو فلان ، ولو مات فى ميدان القتال، لا نقول الشهيد حسن البنا، ولا نقول الشهيد سيد قطب، ولا الشهيد الإمام أحمد، ولا ابن تيمية، وإنما نقول : نرجو الله – عز وجل – أن يكونوا عنده فى الشهداء.

    ولا تحكم لأحد بجنة أو بنار أو بشهادة؛ لأن الرجل قد يموت فى ميدان القتال خلف النبى r ، وهو من أهل النار ، وقد أخبرنا النبى المختار r بذلك.

    والحديث فى الصحيحين من حديث سهل بن سعد : رأى الصحابة رجلاً أبلى فى أرض المعركة بلاءً حسنا، فقال الصحابة : ما أبلى اليوم أحد مثلما أبلى فلان لا يدع شاذة ولا فاذه، إلا تبعها بسيفه قال النبى r " هو فى النار " فقال رجل : لآتينكم بخبره يقول : فتبعت الرجل ، فأصيب بسهم، فلم يتحمل الألم، فوضع رمحه على الأرض، واتكأ بصدره على سن رمحه فقتل نفسه، فعاد الرجل إلى النبى r يقول : أشهد أنك رسول الله، قال : " وما ذاك " قال : قلت فى الرجل كذا وكذا ، وقال الصحابة كذا وكذا وتبعه فرأيته فعل كذا وكذا فقال النبى r : " أشهد أنى رسول الله r "(1)

    إذاً الشهيد الذى قاتل لتكون كلمة الله هى العليا، وسقط فى ميدان القتال، وهو صادق يغفر الله له ذنوبه مع أول قطرة من دمه، ويرى مقعده فى الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن الفزع الأكبر، ويحلى حليه الإيمان، ويزوج من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقاربه.

    يا عابد الحرمين لو أبصرتنا لعلمت أنك بالعبادة تلعب

    أرسل هذه الرسالة الرقراقة الإمام المجاهد العلم عبد الله المبارك لزاهد، وتقى وعابد الحرمين الفضيل بن عياض أرسل إليه بهذه الرسالة الرقراقة، رقة دماء الشهداء، أرسل إليه من ساحة الوغى وميدان البطولة والشرف، تلك الساحة التى تصمت فيه الألسنة الطويلة، وتخطب فيها السيوف والرماح، على منابر الرقاب ، يرسل من هنالك عبد الله بن المبارك لعابد الحرمين الفضيل ابن عياض ويقول :

    يا عابد الحرمين لو أبصرتنا

    لعلمت أنك فى العبادة تلعب

    من كان يخضب خده بدموعه

    فنحورنا بمائنا تتخضب

    ريح العبير لكم ونحن عبيرنا

    رهج السنابك والغبار الأطيب

    من كان يتعب خيله فى باطل

    فخيولنا يوم الكريهة تتعب

    ولقد أتانا من مقال نبينا

    قول صحيح صادق لا يكذب

    لا يستوى غبار خيل الله فى

    أنف امرىء ودخان نار تلهب

    هذا كتاب الله ينطق بيننا

    ليس الشهيد بميت لا يكذب

    اللهم ارزقنا الشهادة فى سبيلك " فمن سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه" (1)

    فمن لم يتيسر له الخروج إلى الجهاد الآن، وحيل بينه، وبين الشيشان، وحالت الطواغيت المجرمون بينه وبين فلسطين، إن علم الله – عز وجل – منه الصدق فى طلب الشهادة، كتبه عنده فى الشهداء، ولو مات فى بيته.

    فالحديث فى صحيح مسلم من حديث أبى هريرة – رضى الله عنه – وقد ذكرته آنفا

    " من سأل الله الشهادة بصدق بلغة الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه" (2)

    العلامة الخامسة : الموت للغزاة، أو لمن خرج فى سبيل الله:

    من مات ، وقد خرج فى سبيل الله – تبارك وتعالى – خرج غازياً، خرج داعياً، خرج آمرا بالمعروف، ناهياً عن المنكر فى سبيل الله.

    فالنبى r يقول : " من قاتل لتكون كلمة الله هى العليا فهو فى سبيل الله "(1)

    قال r : " ما تعدون الشهيد فيكم ؟ " الشهيد عندكم من هو ؟ من الشهيد ؟ قالوا : يا رسول الله من قتل فى سبيل الله فهو شهيد، فقال r :" إن شهداء أمتى إذا قليل "

    إذا كان الشهيد عندكم هو الذى سيموت فقط فى الميدان هل هذا فقط هو الشهيد؟ الأمة قليل، قالوا : فمن هم يا رسول الله ؟ قال : " من قتل فى سبيل الله فهو شهيد، ومن مات فى سبيل الله فهو شهيد، ومن مات فى الطاعون فهو شهيد، ومن مات فى البطن فهو شهيد، والغريق شهيد " (2)

    هؤلاء هم شهداء الأمة : الذى يموت فى ميدان القتال شهيد، والذى يموت فى سبيل الله شهيد، والذى يموت فى الجهاد، والذى يموت فى الدعوة إلى الله، والذى يموت فى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وهذا كله فى سبيل الله وهو شهيد.

    ومن مات فى الطاعون، رجل ابتلى بمرض الطاعون فمات وهو مسلم فهو شهيد.

    ورجل مات فى البطن – يعنى فى مرض من أمراض الجهاز الهضمى- أى رجل ابتلى بمرض فى بطنه فمات، هذا عند الله شهيد، والغريق شهيد، كل هؤلاء المسلمين.

    وفى الحديث الذى رواه أبو داود قال r : " من فضل – يعنى : خرج – فى سبيل الله فمات أو قتل فهو شهيد، أو وقصه فرسه فهو شهيد أو بعيره أو لدغته هامة، أو مات على فراشه بأى حتف شاء الله فإنه شهيد وإن له الجنة "(1)

    وفى مسند أحمد ومعجم الطبرانى الكبير بسند حسنه شيخنا الألبانى – رحمه الله تعالى – قال r : " يأتى الشهداء والمتوفون بالطاعون فيقول أصحاب الطاعون : نحن شهداء فيقال : انظروا فإن كانت جراحهم كجراح الشهداء تسيل دما كريح المسك فهم شهداء ، فيذهبون إليهم فيجدونهم كذلك " (2)نسأل الله أن يرزقنا وإياكم الشهادة فى سبيله.

    ومنن هذه العلامات : الموت بالغرق والهدم، إن من مات صابراً فهو شهيد، أو من مات وهو على إسلامه فى حالة من هاتين الحالتين فهو شهيد.

    قال r كما فى الصحيحين : " الشهداء خمسة : المطعون الذى – هو مرض بالطاعون – والمبطون – يعنى من مات بمرض فى بطنه هذا شهيد – والغرق وصاحب الهدم – يعنى من سقط عليه بناء – والشهيد فى سبيل الله" (1)

    من هذه العلامات وهى بشارة لكل امرأة مسلمة تموت وهى تلد أو تضع ولدها أو حتى بعد الوضع فى النفاس، فمن علامات حسن الخاتمة إن ماتت المرأة فى نفاسها بسبب ولدها انظر لفضل الله على هذه الأمة، فى الحديث الذى رواه أحمد والدرامى وصحح إسناده شيخنا الألبانى- رحمه الله تعالى- من حديث عبادة بن الصامت أن النبى r عاد عبد الله بن رواحة، أى زاره وهو مريض فما تحوز له عن فراشه أى ما تنحى له عبادة عن فراشه فقال : " أتدرى من شهداء أمتى ؟ " قالوا : قتل المسلم شهادة قال r " إن شهداء أمتى إذن لقليل، قتل المسلم شهادة، والطاعون شهادة، والمرأة يقتلها ولدها جمعاء شهادة –اسمع هذه العبارة الجميلة – يجرها ولدها بسرره إلى الجنة هذه كرامة" (2).

    أيضاً من العلامات : الموت بداء السل قال r: " القتل فى سبيل الله شهادة ، والنفساء شهادة، والحرق شهادة والغرق شهادة والسل شهادة، والبطن شهادة "(3) والحديث رواه الطبرانى فى الأوسط وقال شيخنا الألبانى – رحمه الله : وفيه مندل بن على، وهو متكلم فيه وقد وثق قلت – والكلام للشيخ الألبانى – رحمه الله : ولكن يشهد له

    حديث راشد بن حبيش الذى سبق الإشارة إليه فى علامة من العلامات السابقة، ورجاله موثوقون وحسنه المنذرى وله شاهد آخر فى المجتمع أى عند الهيثمى.

    أيضاً من هذه العلامات : الموت فى سبيل الله، فى حال الرباط فى سبيل الله،
    قال r كما فى صحيح مسلم وغيره : " رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذى كان يعمله وأجرى عليه رزقه وأمن الفتَّان "(1)

    وفى لفظ فى زيادة عند الإمام الطبرانى قال r : " وبعث يوم القيامة شهيداً " هذا هو المرابط فى سبيل الله.

    وقال r كما فى سنن أبى داود والترمذى بسند صححه الألبانى : " كل مين يختم على عمله إلا الذى مات مرابطاً فى سبيل الله، فإنه ينمَّى له عمله إلى يوم القيامة ويأمن فتنة القبر " (2)

    هناك حديث عن النبى r قال : " إذمات ابن آدام انقطع عمله إلا من ثلاث " (3)

    وأنا أظن أنه لابد من ذكر هذا الحديث فهو قيد لهذا الحديث المطلق، ولا شك أن الجمهور على وجوب حمل المطلق على المقيد، إذا اتفقا فى الحكم، والسبب.

    العلامة الأخيرة من علامات حسن الخاتمة : الموت على عمل صالح :

    ففى مسند أحمد بسند صحيح فى حديث حذيفة من أن النبى r قال : " من قال لا إله إلا الله ابتغاء وجه الله ، وختم لها بها دخل الجنة، ومن صام يوما ابتغاء وجه الله، وختم له به دخل الجنة ، ومن تصدق بصدقة ابتغاء وجه الله وختم له به دخل الجنة"(1)

    أى عمل طاعة من الطاعات، توفق إلى هذا العمل وتموت على هذا العمل فهذه علامة من علامات حسن الخاتمة قالr " إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله " قيل : كيف يستعمله يا رسول الله ؟ قال : " يوفقه لعمل صالح ثم يقبضه عليه" (2)

    هذه أعظم علامات حسن الخاتمة ، فشتان شتان بين رجل يموت على طاعة وبين رجل يموت على معصية .

    قال الحافظ ابن كثير : لقد أجرى الله الكريم عادته بكرمه من عاش على شيء مات عليه، ومن مات على شيء بعث عليه، نسأل الله أن يتوفانا جميعاً على طاعته، وأن يرزقنا وإياكم التوبة، قبل الموت، ونظق الشهادة عند الموت، والجنة بعد الموت إنه على كل شيئ قدير. أكتفى بهذا القدر فى باب علامات حسن الخاتمة ، لأنتقل إلى حكم آخر من هذه الأحكام ألا وهو :

    ثناء الناس على الميت :

    الثناء بالخير على الميت من المسلمين الصادقين، ليس من المنافقين. الشهادة المعتبرة من المسلمين الصادقين، والشهادة بالخير والثناء بالخير على ميت المسلمين الصادقين.

    وأقل المسلمين اثنان، لو شهد اثنان فقط من جيرانه، أو من معارفه من ذوى الصلاح. هذه الشهادة وهذا الثناء بالخير، يوجب للميت الجنة – هذا الحكم شديد جداً، وهناك من الأدلة عن الصادق المصدوق – وانظر : أولهم اثنان، تصور لو شهد اثنان بالخير والثناء الحسن فهو من أهل الجنة.

    عن أنس – رضى الله عنه – والحديث فى الصحيحين وغيرهما قال: مروا بجنازة على النبىr فأثنوا عليها خيراً، فقال المصطفى r : " وجبت " ومروا بجنازة أخرى فأثنوا عليها شرا فقال r " وجبت " قال عمر : يا رسول الله ما وجبت ؟ قالr " أما الأولى أثنيتم عليها عليها خيراً، فوجبت لها الجنة، وأما الثانية أثنيتم عليها شراً فوجبت لها النار، فأنتم شهداء الله فى الأرض "(1)

    شيخنا الألبانى – رحمه الله – ذكر بعض الروايات والزيادات فى هذه الرواية، ذكر زيادات رائعة جميلة : من بين هذه الزيادات قال : وفى رواية : " والمؤمنون شهداء الله فى الأرض " قال تعالى فى سورة مريم : {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} (96) مريم.

    قال ابن عباس : أى محبة فى قلوب عباده المؤمنين، الود لا يقذف إلا فى قلب مؤمن. المنافقون يبغضون المؤمنين، خذ هذه القاعدة : لا يبغض المؤمن إلا منافق، والدليل : قال r والحديث فى صحيح البخارى ومسلم : " الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف " (2)

    قال الإمام الخطابى – رحمه الله : نقل ذلك عنه الحافظ ابن حجر فى الفتح قال : فالمؤمن يحنَّ للمؤمن ، والمنافق يحنًَّ للمنافق.

    ذكر ابن القيم لطيفة عجيبة من لطائف القلوب: لو دخل مؤمن مجلساً لا يعرف فيه أحد، تراه يحن إلى أحد الجلوس، فيقرب منه، ويجلس إلى جواره هكذا يحدث ، تقابل أخاً تقول له: أين رأيتك كأنى أعرفك قبل ذلك، وتجد هناك رباط أرواح ورباط قلوب، ثم تجد واحداً دون أن تكلمه أو تسمعه أو يعاملك أنا لست مسترح لهذا الرجل ده، فإن دخل المجلس يحن للمؤمن إلى المؤمن، ولو دخل منافق لجلس إلى جوار منافق.

    هذه أرواح " الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف".

    لم يقل : الأجساد {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} نجد الذى يدافع عن المؤمنين مؤمن، والذى يشن الحرب على المؤمنين ، وعلى الدعاة والعلماء الصادقين، منافق خبيث مريض القلب، انظر إلى حذيفة أمين سر النبىr يقول : لو خلت الأرض من المنافقين لاستوحشتم فى الطرقات.

    ومعنى ذلك أن الأرض إذا نظفت من المنافقين نخاف أن نمشى فى الشارع، وشعرت أنه ليس هناك أحد غيرك، وتسير وحدك هذا دليل على كثرة المنافقين، وقلة المؤمنين لو خلت الأرض من المنافقين وهلكوا لاستوحشتم فى الطرقات، النفاق خبيث، هذا يهودى هذا فاسق معروف إنما المنافق يدخل بيتك يكلمك، سيتكلم بلسانك، يلبس زيك ولبسك مثلما قال النبى r " رجال من جلدتنا ويتكلومون بألسنتنا" (1)

    حيدر الفاسق المجرم الخبيث – خذ كل كلمات اللغة ومترادفات اللغة – يظهر فى جريدة ومجلة قذرة نجسة، تعزف على وتر الدعارة على أنه المبدع حيدر حيدر مبدع؟ الذى يصف القرآن بأنه خراء، وبأن النبى r زير النساء، ويصف رب العزة بأنه فنان فاشل مبدع ؟ شىء غريب هذا مبدع ؟ المرتد الخبيث يسب رب العزة ، الذات الإلهية أصبح مبدعاً.

    ولم لا ونحن فى زمن الإبداع فى الكفر ، والردة صار المرتد الخبيث مبدعاً، وصار الداعية مضطهداً متهماً يُتكلم فيه، وتُجرح صورته، ويُنتهك عرضه.

    لكن على أى حال ذكرت لبعض إخواننا من الدعاة هذا هو منهج الدعوة والدعاة، وهذا هو طريق الأنبياء ائتونى بنبى لم يُبْتَل من أول آدم إلى محمد صلوات الله عليهم أجمعين.

    لم يبعث الله نبياً واحداً من الأنبياء والرسل إلا وقد تعرض للابتلاء الذى تنوء بحمله الجبال الرواسى هذا هو منهج الدعوة والدعاة.

    النبى محمد r سيد الأنبياء، وأشرف الأنبياء، وخير الأنبياء، اتهم بالجنون، وبالسحر، وبالنساء، اتهم بالكهانة، واتهم بالشعر، وطرد ، ووضعت النجاسة على ظهره، ووضع التراب على رأسه، واتُهم فى طهارة بيته، وهو الطاهر الذى فاضت طهارته على العالمين، فيمن ؟ فى عائشة – رضى الله عنها – التى أحبها من كل قلبه النبى r.

    فحينما تقام الحرب على الدعاة وعلى المؤمنين من المنافقين فهذا أمر طبيعى، بل أنا أقول كما ذكرت لأحد إخوانى من الدعاة، أرجو الله – عز وجل – أن تكون هذه شهادة؛ لقوله تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ {وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاء لَضَالُّونَ} 29/32المطففين

    المجرمون يشيرون إلى المؤمنين بالضلال : { أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} (56) النمل.

    هذا منطق التحلل والفجور فى كل زمان ومكان؛ لأنهم يريدون الفسق والدعارة والانحلال والزنا، ولا يريدون للطهر وأهله أن تكون لهم كلمة.

    النبى r يقول : " أنتم شهداء الله على الأرض " قال : " المؤمنون شهداء الله على الأرض" (1)

    وهناك رواية جميلة جداً ذكرها الشيخ – رحمه الله – قال وفى الرواية : " إن ملائكة تنطق على ألسنة بنى آدم بما فى المرء من الخير والشر"

    فى الحقيقة لأول مرة أقف على هذه الراوية، وكنت أظن ضعفها، فتعجبت لهذه الرواية : " إن الملائكة تنطق على ألسنة بنى آدم بما فى المرء من الخير والشر" نسأل الله أن سيترنا بستره الجميل.

    عن أبى الأسود قال : أتيت المدينة وقد وقع بها مرض، وهم يموتون موتاً ذريعاً، فجلست إلى عمر بن الخطاب – رضى الله عنه – فمرت جنازة، فأثنى خيراً أو فأُثْنىَ
    فقال : عمر وجبت. فقلت : ما وجبت يا أمير المؤمنين ؟ قال : قلت كما قال
    النبى r أسمع – ماذا قال النبى r " أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة " قلنا: وثلاثة يا رسول الله ؟ قال : " وثلاثة " قلنا : " واثنان " قالت : " واثنان " قال الصحابة : ثم لم نسأله فى الواحد r وليتهم سألوه r (1)

    قال r : " ما من مسلم يموت، يموت فيشهد له أربعة من أهل أبيات جيرانه الأدنين – أى المقربين منهم – أنهم لا يعلمون منه إلا خيراً "(2)

    يا الله حديثاً عجيب جداً وقد صحح الحديث شيخنا الألبانى رحمه الله تعالى- فى مسند أحمد ومستدرك الحاكم وقال :صحح على شرط مسلم ووافقه الذهبى وله شاهد من حديث أبى هريرة.

    " ما من مسلم يموت فيشهد له أربعة من أهل أبيات جيرانه الأدنين أنهم لا يعلمون منه إلا خيراً إلا قال الله تعالى : " قد قبلت قولكم وغفرت له ما لا تعلمون ".

    انظر إلى فضل رب العزة على المسلمين وعلى الموحدين، انظر إلى ستر الملك ليس فى الدنيا فقط بل وفى الآخرة .

    حديث النجوى فى الصحيحين من حديث ابن عمر أنه r قال r : " يُدْنَى المؤمن من ربه يوم القيامة حتى يضع رب العزة عليه – أى على المؤمن – كنفه.

    والكنف فى اللغة حتى لا تقول أنى أؤول الصفات لا الكنف فى اللغة : الستر والرحمة : " ويقرره بذنوبه فيقول الرب للعبد : عبدى لقد علمت كذا يوم كذا وكذا وعملت كذا وكذا يوم كذا وكذا فيقول المؤمن لربه سبحانه : رب أعرف رب أعرف فيقول الرب سبحانه: ولكنى سترتها عليك فى الدنيا وأغفرها لك اليوم " (3)

    أنظر الفضل اللهم استرنا بسترك الجميل واغفر لنا الذنوب يا علام الغيوب فهذا من فضل الله على هذه الأمة.

    أيضاً إذا اتفق عدد كبير جداً من المسلمين على الثناء بالخير على مسلم، فأظن أن هذا من باب أولى، أولى أن هذا الرجل قريب من الله وله المكانة الكريمة عند الله تعالى أليس كذلك ؟ إن كان النبى r قد قال بشهادة أربعة فمن باب أولى أن يشهد لهذا المتوفى عدد كبير من الصالحين ، وهذا من باب الحرص، أن يحرص المسلمون من هذا الباب على أن يحضر الجنازات أكبر عدد من المؤمنين ، ومن الصالحين، فيما نظنهم من أهل الصلاح ونحن نحكم على الظواهر، أما البواطن فعلمها عند من يعلم السر وأخفى.

    لكن كنت أود أن أقف مع موقف، أو أمر يفعله بعض الناس فى المساجد الآن فهما مقلوباً منهم لهذه الأحاديث التى ذكرت.

    إذا مات الميت وصليت عليه الجنازة، قام الإمام والتفت إلى الناس وقال : ما تشهدون فيه؟ ما تقولون فيه ؟ هذه بدعة قبيحة منكرة ليس المراد بكلام النبى r هذا، أبداً – وإنما المراد به : أن تصير سيرة الرجل حسنة بين الناس، فإذا ما توفى انطلقت الألسنة بالثناء عليه، بالخير حينما تسمع عن فلان أنه مات، لا إله إلا الله رحمه الله، كان لا يترك الجماعة فى المسجد، وكان محسناً لليتامى، والفقراء، رحمه الله كان متواضعاً، رحمه الله، كان خيرا رحمه الله ، كان كذا وكذا.

    فلان مات، أجحمه الله ارتاح الناس من شره، لا إله إلا الله، تدبر هذه كلمات أولى تنفعل بها الألسنة، بما تحمله القلوب، هذا هو المراد.

    وليس المراد بأن يأتى الرجل، ثم تأتى مجموعة من المقربين، ما تقولون فيه؟ كان وكان وكان ، وكان يطعم الطير فى السماء، والسمك فى الماء، وهو أبخل أهل الأرض، ليست هذه شهادة هذا كذب على كذب، إنما المراد الشهادة : انفعال الألسنة انفعالية تلقائية، لما تحمله القلوب والصدور من الثناء والخير، لفلان ابن فلان.

    ووالله لا يوفق إلى هذا الخير، إلا من وفقه الله ابتداءً لأن هذا رزق ، لا يستطيع أن تلعب على أوتار النفاق طيلة عمرك لا تستطيع ، يمكن أن ينافق المرء شهراً، شهرين، سنة سنتين يوقول ابن القيم – من باب بركة العلم أن ننسب القول لأهله- فأقول والكلام لابن القيم رحمه الله : يأبى الله إلا أن يفضح المنافقين فى الدنيا قبل الآخرة على صفحات وجوههم، وفى زلات ألسنتهم.

    وأنا أضيف كلمة لابن القيم من باب فقه الواقع، الكلام لابن القيم وأضيف عليها كلمة : يأبى الله إلا أن يفضح المنافقين فى الدنيا قبل الآخرة على صفحات وجوههم، وفى زلات ألسنتهم، وفى كلمات أقلامهم الثالثة نحن محتاجون إليها المنافق هذا اليوم يملأ قلمه بالنفاق، ويطفح القلم نفاقاً مركباً مسطراً فى سطور مظلمة، سوداء؛ ليسب الصحابة، ليست السنة، ليسب رب العزة والجلال، نفاق أكبر لا تظن أنه من النفاق الأصغر، هذا نفاق أكبر. قال الله تعالى : " { قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ } 65 ، 66 التوبة

    وقال الله تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا} (57) الأحزاب فالمنافق يأبى الله إلا أن يفضحه، فالإنسان لا يطيق أن يلعب على أوتار النفاق طيلة حياته، لا. مستحيل لابد أن يظهر نفاقه.

    اسمع ماذا يقول النبى r حديث جميل قال r : " من سمَّع سمعًّ الله به، ومن رآى رآى الله به "(1)

    يعنى تعمل من أجل السمعة ومن أجل الرياء ، سيظهر الله عز وجل – سريرتك وسيجعلها علانية، هذا عدل الله، هذا أمر قدرى وشرعى ، وهذه حقيقة ثابتة قدراً وشرعاً، ألا وهى معاقبة الإنسان بضد قصده، وسمعة ورياء، ستجد العكس، تجتهد وتبتغى الإخلاص من الله، ستجد الخير هذه سنة.

    اللهم ارزقنا الإخلاص فى القول والعمل، وجنبنا السمعة والرياء، ولا تجعل فى أقولنا ولا فى أعمالنا لا للشيطان ولا للنفس ولا للهوى حظاً ولا نصيباً يارب الأرض والسماء.

    وقال r " ما من عبد إلا وله صيت فى السماء " رجل فقير لكن له وجاهة وله مكانة، وهو فقير له عزة له كرامة، فالنبى r يقول : " ما من عبد إلا وله صيت فى السماء، فإن كان صيته فى السماء حسنا وضع فى الأرض، وإن كان صيته فى السماء سيئا وضع فى الأرض " (2)

    الحديث جميل والألسنة لا تلهج بالثناء ولا بالذم جزافا، لا والله .

    فنسأل الله – عز وجل – أن يستر علينا فى الدنيا والآخرة بستره الجميل، إنه ولى ذلك والقادر عليه.

    أكتفى بهذا القدر ، لأواصل بإذنه تعالى فى الفصل المقبل أحكام الجنائز، وأسأل الله – جل وعلا – أن يختم لنا ولكم بالإيمان وأن يرزقنا جميعاً وإياكم قبل الموت توبة، وعند الموت شهادة وبعد الموت جنة ونعيماً ورضواناً.

     

    (1) أخرجه أحمد فى مسنده (5/233)، وأبو داود فى كتاب الجنائز، باب فى التلقين (3/ 2116)، والحاكم فى المستدرك (1/351)، وقال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد، ووافقه الذهبى، وصححه الألبانى الجامع (6479).

    (1) أخرجه مسلم فى كتاب الحج، باب ما يفعل بالمحرم إذا مات (2/ 1206 / 93) من حديث ابن عباس بلفظ: فإن الله يبعثه يوم القيامة ملبياً " واللفظ المذكور سبق تخريجه ص13.

    (1) أخرجه الطبرانى فى الكبير (3/131) (2894)، والقضاعى فى مسند الشهاب (1076)، وقال الهيثمى فى مجمع الزوائد (8/188) : " وفيه خالد بن إلياس ضعفه أحمد وابن معين والبخارى والنسائى، وبقية رجاله ثقات". وفى الباب عن ابن عباس، وسهل بن سعد، وجابر بن عبد الله، ولذلك صححه الألبانى فى صحيح الجامع (1890)، وفى الصحيحة (1378).

    (1) أخرجه البخارى فى كتاب الرقاق، باب الأعمال بالخواتيم ومايخاف منها (11/6493)، والبخارى فى كتاب القدر، باب العمل بالخواتيم (11/6607)، وأحمد فى مسنده (5/335)، والقضاعى فى مسنده الشهاب (2/1176).

    (1) أخرجه أحمد فى مسنده (1/161)، ومسلم فى كتاب الإيمان، باب الدليل على صحة إسلام من حضره الموت، ما لك يشرع فى النزع وهو الغرغرة(1/24).

    (1) أخرجه أحمد فى مسنده (5/257)، والترمذى فى كتاب الجنائز، باب ما جاء أن المؤمن يموت بعرق الجبين (3/982)، والنسائى فى كتاب الجنائز، باب علامة موت المؤمن (4/1872)، وابن ماجه فى كتاب الجنائز، باب ما جاء فى المؤمن يؤجر فى النزع (1/1452)، وصححه الألبانى فى الجامع (1665).

    (2) أخرجه البخارى فى كتاب الرقاق ، باب سكرات الموت (11/6510)، والترمذى فى كتاب الجنائز، باب ما جاء فى التشديد عند الموت (3/978)، وأحمد فى مسنده (6/70).

    (1) أخرجه أحمد فى مسنده (2/169)، والترمذى فى كتاب الجنائز، باب ما جاء فيمن مات يوم الجمعة (3/1074) عن ابن عمرو ، وأخرجه أبو نعيم فى الحلية (3/155)عن جابر وأخرجه أو يعلى فى مسنده (7/4113)، وحسنة الألبانى فى صحيح الجامع (5773).

    (1) أخرجه الترمذى فى كتاب فضائل الجهاد ، باب فى ثواب الشهيد (4/1663)، وابن ماجه فى كتاب الجهاد، باب فضل الشهادة فى سبيل الله (2/2799)، وصححه الألبانى فى المشكاة (3834).

    (1) أخرجه البخارى فى كتاب الجهاد، باب لا يقول فلان شهيد (7/2898)، ومسلم فى كتاب الإيمان، باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه وإن من قتل نفسه بشىء عذب به فى النار (1/112).

    (1) أنظر : التخريج القادم.

    (2) أخرجه مسلم فى كتاب الإمارة ، باب استجاب طلب الشهادة فى سبيل الله تعالى (3/1909)، وأبو داود فى كتاب الصلاة، باب فى الاستغفار (2/1520)، والترمذى فى كتاب فضائل الجهاد، باب ما جاء فيمن سأل الشهادة (4/1653) ، وابن ماجه فى الجهاد، باب القتال فى سبيل الله سبحانه وتعالى (2/2797)، وأحمد فى مسنده (5/277).

    (1) أخرجه البخارى فى كتاب الجهاد، باب من قاتل لتكون كلمة الله هى العليا (6/2810)، ومسلم فى كتاب الإمارة، باب من قاتل لتكون كلمة الله هى العليا فهو فى سبيل الله هى العليا (3/2517، 2518)، والترمذى فى كتاب فضائل الجهاد، باب ما جاء فيمن يقاتل رياء وللدنيا (4/1646)، والنسائى فى كتاب الجهاد ، باب من قاتل لتكون لتكون كلمة الله هى العليا (6/3136)، وابن ماجه فى كتاب الجهاد، باب الجهاد، باب النية فى القتال (2/2783).

    (2) أخرجه مسلم فى كتاب الإمارة، باب بيان الشهداء (3/1915)، وأحمد فى مسنده (2/310)، وعبد الرازق فى مصنفه (5/9574).

    (1) أخرجه أبو داود فى كتاب الجهاد، باب فيمن مات غازيا (3/2499) والطبرانى فى الكبير (3/3418)، والبهيقى فى السنن الكبرى (9/166)، والحاكم فى المستدرك (2/78)، وحسنه الألبانى فى صحيح الجامع (6413).

    (2) أخرجه أحمد فى مسنده (4/185)، والطبرانى فى الكبير (17/292)، وقال الهيثمى فى مجمع الزوائد (2/314) : وفيه إسماعيل بن عباس وفيه كلام وحديثه عن أهل الشام مقبول وهذا منه، وأخرجه النسائى فى كتاب الجهاد ، باب مسألة الشهادة (6/3164)، وحسنه الألبانى فى صحيح الجامع (8046).

    (1) أخرجه البخارى فى كتاب الجهاد، باب الشهادة سبع سوى القتل (6/2829)، ومسلم فى كتاب الإمارة، باب بيان الشهداء (3/1914)، والترمذى فى كتاب الجنائز، باب ما جاء فى الشهداء من هم (3/106.3)، وأحمد فى مسنده (2/335، 533).

    (2) أخرجه أحمد فى مسنده (5/314)، والدرامى فى سنته (2/2414)، وابن أبى شبية فى مصنفه (4ص 587ح 170)، وصححه الألبانى فى صحيح الجامع (4438).

    (3) أخرجه الطبرانى فى الأوسط (ح 3910)، وأحمد فى مسنده (3/489)، وحسنه الألبانى فى صحيح الجامع (4439).

     

     

     

    (1) أخرجه مسلم فى كتاب الإمارة، باب فضل الرباط فى سبيل الله – عز وجل (3/1913)، وأحمد فى مسنده (5/440)، والطبرانى فى الكبير (6/6179).

    (2) أخرجه أبو داود فى كتاب الجهاد، باب فى فضل الرباط (3/2500) والترمذى فى كتاب فضائل الجهاد، باب ما جاء فى فضل من مات مرابطاً (4/ 1622)، والحاكم فى المستدرك (2/144)، وقال الحاك : حديث صحيح على شرط الشيخين ، وصححه الألبانى فى صحيح الجامع (4562).

    (3) أخرجه مسلم فى كتاب الوصية ، باب ما يلحق الإنسان من الثواب بعد وفاته (3/1631) وأبو داود فى كتاب الوصايا، باب ما جاء فى الصدقة على الميت (3/2880)، والترمذى فى كتاب الأحكام، باب فى الوقف (3/1376) ، والنسائى فى كتاب الوصايا ، باب فضل الصدقة عن المت (6/3653)، وأحمد فى مسنده (2/372).

    (1) أخرجه أحمد فى مسنده (5/ 391)، وقال ا لهيثمى فى مجمع الزوائد (7/215): رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير عثمان بن مسلم النبى وهو ثقه.

    (2) أخرجه الترمذى فى كتاب القدر، باب ما جاء أن الله كتب كناباً لأهل الجنة وأهل النار (4/2142)، وأحمد فى مسنده (3/106)، وابن حبان فى صحيحه (1/278) إحسان والحاكم فى المستدرك (1/340)، وصححه الألبانى فى صحيح الجامع (305).

    (1) أخرجه البخارى فى كتاب الجنائز، باب ثناء الناس على الميت (3/1367)، ومسلم فى كتاب الجنائز، باب فيمن يثنى عليه خيراً أو شر من الموتى (2/949)، وأحمد فى مسنده (3/186).

    (2) أخرجه البخارى فى كتاب الأنبياء، باب الأرواح جنود مجندة (6/3336)، وأخرجه مسلم فى كتاب البر والصلة، باب الأرواح جنود مجندة (4/2638).

    (1) أخرجه البخارى فى الفتن، باب كيف الأمر إذا لم تكن جماع (13/7084). ومسلم فى كتاب الإمارة ، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن وفى كل حال (3/ 1847) وابن ماجه فى الفتن ، باب فى العزلة (2/3979).

    (1) أخرجه البخارى فى كتاب الشهادات، باب تعديل كم يجوز ؟ (5/2642).

    (1) أخرجه البخارى فى كتاب الجنائز، باب ثناء الناس على الميت (3/1059)، والنسائى فى كتاب الجنائز ، باب الثناء (4/1933)، والبيهقى فى السنن الكبرى (4/75).

    (2) أخرجه أحمد فى مسنده (3/242)، والحاكم فى المستدرك (1/378)، وأبو نعيم فى الحلية (9/252). وقال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبى.

    (3) أخرجه البخارى فى كتاب المظالم، باب قوله تعالى :" ألا لعنة الله على الظالمين " (5/2441)، ومسلم فى كتاب التوبة، باب قبول توبة القاتل وإن كثر قتله (4/2768)، وابن ماجه فى كتاب المقدمة، باب فيما أنكرت الجهيمة (1/183).

    (1) أخرجه البخارى فى كتاب الرقاق، باب الرياء والسمعة (11/6499)، ومسلم فى كتاب الزهد، باب من أشرك فى عمله غير الله (4/2987)، وأحمد فى مسنده (5/45). والطبرانى فى الكبير (2/1700) ، والحميدى فى مسنده (1/778).

    (2) أخرجه البرار فى مسنده (3/45)، وابن عدى فى الكامل (2/163)، وقال الهيثمى فى مجمع الزوائد (10/271): رواه البرار ورجاله رجال الصحيح غير الحسن بن عرفة وهو ثقة.

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()