بتـــــاريخ : 11/4/2009 1:55:32 AM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 2784 0


    تفسير بن كثير - سورة البقرة - الآية 96

    الناقل : elmasry | العمر :42 | المصدر : quran.al-islam.com

    كلمات مفتاحية  :

    وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ

    القول في تأويل قوله تعالى : { ولتجدنهم أحرص الناس على حياة } يعني بقوله جل ثناؤه : { ولتجدنهم أحرص الناس على حياة } اليهود يقول : يا محمد لتجدن أشد الناس حرصا على الحياة في الدنيا وأشدهم كراهة للموت اليهود . كما : 1311 - حدثنا ابن حميد , قال : ثنا سلمة , قال : حدثني محمد بن إسحاق , عن محمد بن أبي محمد فيما يروي أبو جعفر عن سعيد بن جبير أو عكرمة , عن ابن عباس : { ولتجدنهم أحرص الناس على حياة } يعني اليهود . 1312 - حدثني المثنى , قال : ثنا آدم , قال : ثنا أبو جعفر , عن أبي العالية : { ولتجدنهم أحرص الناس على حياة } يعني اليهود . 1313 - حدثني المثنى , قال : ثنا ابن أبي جعفر , عن أبيه , عن الربيع , مثله . 1314 - حدثني محمد بن عمرو , قال : ثنا أبو عاصم , قال : ثنا عيسى , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد مثله . وإنما كراهتهم الموت لعلمهم بما لهم في الآخرة من الخزي والهوان الطويل .

    وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا

    القول في تأويل قوله تعالى : { ومن الذين أشركوا } . يعني جل ثناؤه بقوله : { ومن الذين أشركوا } وأحرص من الذين أشركوا على الحياة , كما يقال : هو أشجع الناس ومن عنترة , بمعنى : هو أشجع من الناس ومن عنترة , فكذلك قوله : { ومن الذين أشركوا } لأن معنى الكلام : ولتجدن يا محمد اليهود من بني إسرائيل أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا . فلما أضيف " أحرص " إلى " الناس " , وفيه تأويل " من " أظهرت بعد حرف العطف ردا على التأويل الذي ذكرناه . وإنما وصف الله جل ثناؤه اليهود بأنهم أحرص الناس على الحياة لعلمهم بما قد أعد لهم في الآخرة على كفرهم بما لا يقر به أهل الشرك , فهم للموت أكره من أهل الشرك الذين لا يؤمنون بالبعث ; لأنهم يؤمنون بالبعث , ويعلمون ما لهم هنالك من العذاب , وأن المشركين لا يصدقون بالبعث , ولا العقاب . فاليهود أحرص منهم على الحياة وأكره للموت . وقيل : إن الذين أشركوا الذين أخبر الله تعالى ذكره أن اليهود أحرص منهم في هذه الآية على الحياة هم المجوس الذين لا يصدقون بالبعث . ذكر من قال هم المجوس : 1315 - حدثني المثنى , قال : ثنا آدم , قال : ثنا أبو جعفر , عن الربيع , عن أبي العالية : { ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة } يعني المجوس . 1316 - حدثني المثنى , قال : ثنا إسحاق , قال : ثنا ابن أبي جعفر , عن أبيه , عن الربيع { ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة } قال : المجوس . 1317 - حدثني يونس , قال : أخبرني ابن وهب , قال : قال ابن زيد : { ومن الذين أشركوا } قال : يهود أحرص من هؤلاء على الحياة . ذكر من قال : هم الذين ينكرون البعث : 1318 - حدثنا ابن حميد , قال : ثنا سلمة , قال : ثنا ابن إسحاق , قال : حدثني محمد بن أبي محمد فيما يروي أبو جعفر , عن سعيد بن جبير أو عكرمة , عن ابن عباس : { ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا } وذلك أن المشرك لا يرجو بعثا بعد الموت فهو يحب طول الحياة , وأن اليهودي قد عرف ما له في الآخرة من الخزي بما ضيع مما عنده من العلم .

    يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ

    القول في تأويل قوله تعالى : { يود أحدهم لو يعمر ألف سنة } . هذا خبر من الله جل ثناؤه بقوله عن الذين أشركوا , الذين أخبر أن اليهود أحرص منهم على الحياة , يقول جل ثناؤه : يود أحد هؤلاء الذين أشركوا إلا بعد فناء دنياه وانقضاء أيام حياته أن يكون له بعد ذلك نشور أو محيا أو فرح أو سرور لو يعمر ألف سنة ; حتى جعل بعضهم تحية بعض عشرة آلاف عام حرصا منهم على الحياة . كما : 1319 - حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق , قال : سمعت أبي عليا , أخبرنا أبو حمزة , عن الأعمش , عن مجاهد , عن ابن عباس في قوله : { يود أحدهم لو يعمر ألف سنة } قال : هو قول الأعاجم سال زه نوروز مهرجان حر . 1320 - وحدثت عن نعيم النحوي , عن عطاء بن السائب , عن سعيد بن جبير : { يود أحدهم لو يعمر ألف سنة } قال : هو قول أهل الشرك بعضهم لبعض إذا عطس : زه هزار سال . 1321 - حدثنا إبراهيم بن سعيد ويعقوب بن إبراهيم , قالا : ثنا إسماعيل بن علية , عن ابن أبي نجيح عن قتادة في قوله : { يود أحدهم لو يعمر ألف سنة } قال : حببت إليهم الخطيئة طول العمر . * - حدثني يونس بن عبد الأعلى , قال : حدثني ابن معبد , عن ابن علية , عن ابن أبي نجيح في قوله : { يود أحدهم } فذكر مثله. 1322 - حدثني يونس , قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد : { ولتجدنهم أحرص الناس على حياة } حتى بلغ : { لو يعمر ألف سنة } يهود أحرص من هؤلاء على الحياة , وقد ود هؤلاء لو يعمر أحدهم ألف سنة . 1323 - وحدثت عن أبي معاوية , عن الأعمش , عن سعيد , عن ابن عباس في قوله : { يود أحدهم لو يعمر ألف سنة } قال : هو قول أحدهم إذا عطس زه هزار سال , يقول : عشرة آلاف سنة .

    وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ

    القول في تأويل قوله تعالى : { وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر } يعني جل ثناؤه بقوله : { وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر } وما التعمير - وهو طول البقاء - بمزحزحه من عذاب الله . وقوله : { هو } عماد لطلب " وما " الاسم أكثر من طلبها الفعل , كما قال الشاعر : فهل هو مرفوع بما ههنا رأس و " أن " التي في : { أن يعمر } رفع بمزحزحه , أو هو الذي مع " ما " تكرير عماد للفعل لا لاستقباح العرب النكرة قبل المعرفة . وقد قال بعضهم إن " هو " الذي مع " ما " كناية ذكر العمر , كأنه قال : يود أحدهم لو يعمر ألف سنة , وما ذلك العمر بمزحزحه من العذاب . وجعل " أن يعمر " مترجما عن " هو " , يريد : ما هو بمزحزحه التعمير . وقال بعضهم : قوله : { وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر } نظير قولك : ما زيد بمزحزحه أن يعمر . وأقرب هذه الأقوال عندنا إلى الصواب ما قلنا , وهو أن يكون هو عمادا نظير قولك : ما هو قائم عمرو . وقد قال قوم من أهل التأويل : إن " أن " التي في قوله : " أن يعمر " بمعنى : وإن عمر , وذلك قول لمعاني كلام العرب المعروف مخالف . ذكر من قال ذلك : 1324 - حدثني المثنى , قال : ثنا آدم , قال : ثنا أبو جعفر , عن الربيع عن أبي العالية : { وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر } يقول : وإن عمر . * - حدثني المثنى , قال : ثنا إسحاق , قال : ثنا ابن أبي جعفر , عن أبيه , عن الربيع مثله . 1325 - حدثني يونس , قال : أخبرنا ابن وهب , قال : قال ابن زيد : أن يعمر ولو عمر . وأما تأويل قوله : { بمزحزحه } فإنه بمبعده ومنحيه , كما قال الحطيئة : وقالوا تزحزح ما بنا فضل حاجة إليك وما منا لوهيك راقع يعني بقوله تزحزح : تباعد , يقال منه : زحزحه يزحزحه زحزحة وزحزاحا , وهو عنك متزحزح : أي متباعد . فتأويل الآية : وما طول العمر بمبعده من عذاب الله ولا منحيه منه ; لأنه لا بد للعمر من الفناء ومصيره إلى الله . كما : 1326 - حدثنا ابن حميد , قال : ثنا سلمة , قال : حدثني ابن إسحاق , قال : حدثني محمد بن أبي محمد فيما أروي , عن سعيد بن جبير , أو عن عكرمة , عن ابن عباس : { وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر } أي ما هو بمنحيه من العذاب . 1327 - حدثني المثنى , قال : ثنا آدم , قال : ثنا أبو جعفر , عن الربيع , عن أبي العالية : { وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر } يقول : وإن عمر , فما ذاك بمغيثه من العذاب ولا منحيه . * - حدثني المثنى قال : ثنا إسحاق , قال : ثنا ابن أبي جعفر , عن أبيه , عن الربيع , مثله . 1328 - حدثني محمد بن سعد , قال : حدثني أبي , قال : حدثني عمي , قال : ثني أبي , عن أبيه , عن ابن عباس : { يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب } فهم الذين عادوا جبريل عليه السلام . 1329 - حدثني يونس , قال : أخبرنا ابن وهب , قال : قال ابن زيد : { يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر } ويهود أحرص على الحياة من هؤلاء , وقد ود هؤلاء لو يعمر أحدهم ألف سنة , وليس ذلك بمزحزحه من العذاب لو عمر كما عمر إبليس لم ينفعه ذلك , إذ كان كافرا ولم يزحزحه ذلك عن العذاب .

    وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ

    القول في تأويل قوله تعالى : { والله بصير بما يعلمون } يعني جل ثناؤه بقوله : { والله بصير بما يعلمون } والله ذو إبصار بما يعملون , لا يخفى عليه شيء من أعمالهم , بل هو بجميعها محيط ولها حافظ ذاكر حتى يذيقهم بها العقاب جزاءها . وأصل بصير مبصر من قول القائل : أبصرت فأنا مبصر ; ولكن صرف إلى فعيل , كما صرف مسمع إلى سميع , وعذاب مؤلم إلى أليم , ومبدع السموات إلى بديع , وما أشبه ذلك .

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()