بتـــــاريخ : 11/5/2009 12:28:36 AM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1940 0


    تفسير بن كثير - سورة البقرة - الآية 132

    الناقل : elmasry | العمر :42 | المصدر : quran.al-islam.com

    كلمات مفتاحية  :

    وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ

    القول في تأويل قوله تعالى : { ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب } / يعني تعالى ذكره بقوله : { ووصى بها } ووصى بهذه الكلمة ; أعني بالكلمة قوله : { أسلمت لرب العالمين } وهي الإسلام الذي أمر به نبيه صلى الله عليه وسلم , وهو إخلاص العبادة والتوحيد لله , وخضوع القلب والجوارح له . ويعني بقوله : { ووصى بها إبراهيم بنيه } عهد إليهم بذلك وأمرهم به . وأما قوله : { ويعقوب } فإنه يعني : ووصى بذلك أيضا يعقوب بنيه . كما : 1722 - حدثنا بشر بن معاذ , قال : ثنا يزيد بن زريع , قال : ثنا سعيد , عن قتادة قوله : { ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب } يقول : ووصى بها يعقوب بنيه بعد إبراهيم . 1723 - حدثني محمد بن سعد , قال : حدثني أبي , قال : حدثني عمي , قال : حدثني أبي , عن أبيه , عن ابن عباس : { ووصى بها إبراهيم بنيه } وصاهم بالإسلام , ووصى يعقوب بمثل ذلك . وقال بعضهم : قوله : { ووصى بها إبراهيم بنيه } خبر منقض , وقوله : { ويعقوب } خبر مبتدأ , فإنه قال : ووصى بها إبراهيم بنيه بأن يقولوا : أسلمنا لرب العالمين , ووصى يعقوب بنيه أن : { يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون } . ولا معنى لقول من قال ذلك ; ولأن الذي أوصى به يعقوب بنيه نظير الذي أوصى به إبراهيم بنيه من الحث على طاعة الله والخضوع له والإسلام . فإن قال قائل : فإن كان الأمر على ما وصفت من أن معناه : ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب أن يا بني , فما بال " أن " محذوفة من الكلام ؟ قيل : لأن الوصية قول فحملت على معناها , وذلك أن ذلك لو جاء بلفظ القول لم تحسن معه " أن " , وإنما كان يقال : وقال إبراهيم لبنيه ويعقوب : " يا بني " , فلما كانت الوصية قولا حملت على معناها دون قولها , فحذفت " أن " التي تحسن معها , كما قال تعالى ذكره : { يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين } 4 11 وكما قال الشاعر : إني سأبدي لك فيما أبدي لي شجنان شجن بنجد وشجن لي ببلاد السند فحذفت " أن " إذ كان الإبداء باللسان في المعنى قولا , فحمله على معناه دون لفظه . وقد قال بعض أهل العربية : إنما حذفت " أن " من قوله : { ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب } باكتفاء النداء , يعني بالنداء قوله : " يا بني " , وزعم أن علته في ذلك أن من شأن العرب الاكتفاء بالأدوات عن " أن " كقولهم : ناديت هل قمت ؟ وناديت أين زيد ؟ قال : وربما أدخلوها مع الأدوات فقالوا : ناديت أن هل قمت ؟ وقد قرأ عهد إليهم عهدا بعد عهد , وأوصى وصية بعد وصية .

    يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ

    القول في تأويل قوله تعالى : { يا بني إن الله اصطفى لكم الدين } . يعني تعالى ذكره بقوله : { إن الله اصطفى لكم الدين } إن الله اختار لكم هذا الدين الذي عهد إليكم فيه واجتباه لكم . وإنما أدخل الألف واللام في " الدين " , لأن الذين خوطبوا من ولدهما وبنيهما بذلك كانوا قد عرفوه بوصيتهما إياهم به ووصيتهما إليهم فيه , ثم قالا لهم بعد أن عرفاهموه : إن الله اصطفى لكم هذا الدين الذي قد عهد إليكم فيه , فاتقوا الله أن تموتوا إلا وأنتم عليه .

    الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ

    القول في تأويل قوله تعالى : { فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون } . إن قال لنا قائل : أو إلى بني آدم الموت والحياة فينهى أحدهم أن يموت إلا على حالة دون حالة ؟ قيل له : إن معنى ذلك على غير الوجه الذي ظننت , وإنما معناه : { فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون } أي فلا تفارقوا هذا الدين وهو الإسلام أيام حياتكم ; وذلك أن أحدا لا يدري متى تأتيه منيته , فلذلك قالا لهم : { فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون } لأنكم لا تدرون متى تأتيكم مناياكم من ليل أو نهار , فلا تفارقوا الإسلام فتأتيكم مناياكم وأنتم على غير الدين الذي اصطفاه لكم ربكم فتموتوا وربكم ساخط عليكم فتهلكوا .

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()