بتـــــاريخ : 11/5/2009 2:02:46 AM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1778 0


    تفسير بن كثير - سورة البقرة - الآية 160

    الناقل : elmasry | العمر :42 | المصدر : quran.al-islam.com

    كلمات مفتاحية  :

    إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ

    القول في تأويل قوله تعالى : { إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم } يعني تعالى ذكره بذلك أن الله واللاعنين يلعنون الكاتمين الناس ما علموا من أمر نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وصفته ونعته في الكتاب الذي أنزله الله وبينه للناس , إلا من أناب من كتمانه ذلك منهم وراجع التوبة بالإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم , والإقرار به وبنبوته , وتصديقه فيما جاء به من عند الله وبيان ما أنزل الله في كتبه التي أنزل إلى أنبيائه من الأمر باتباعه , وأصلح حال نفسه بالتقرب إلى الله من صالح الأعمال بما يرضيه عنه , وبين الذي علم من وحي الله الذي أنزله إلى أنبيائه وعهد إليهم في كتبه فلم يكتمه وأظهره فلم يخفه . فأولئك , يعني هؤلاء الذين فعلوا هذا الذي وصفت منهم , هم الذين أتوب عليهم , فأجعلهم من أهل الإياب إلى طاعتي والإنابة إلى مرضاتي . ثم قال تعالى ذكره : { وأنا التواب الرحيم } يقول : وأنا الذي أرجع بقلوب عبيدي المنصرفة عني إلي , والرادها بعد إدبارها عن طاعتي إلى طلب محبتي , والرحيم بالمقبلين بعد إقبالهم إلي أتغمدهم مني بعفو وأصفح عن عظيم ما كانوا اجترموا فيما بيني وبينهم بفضل رحمتي لهم . فإن قال قائل : وكيف يتاب على من تاب ؟ وما وجه قوله : { إلا الذين تابوا فأولئك أتوب عليهم } وهل يكون تائب إلا وهو متوب عليه أو متوب عليه إلا وهو تائب ؟ قيل : ذلك مما لا يكون أحدهما إلا والآخر معه , فسواء قيل : إلا الذين تيب عليهم فتابوا , أو قيل : إلا الذين تابوا فإني أتوب عليهم ; وقد بينا وجه ذلك فيما جاء من الكلام هذا المجيء في نظيره فيما مضى من كتابنا هذا , فكرهنا إعادته في هذا الموضع . وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : 1979 - حدثنا بشر بن معاذ , قال : ثنا يزيد , قال : ثنا سعيد , عن قتادة في قوله : { إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا } يقول : أصلحوا فيما بينهم وبين الله , وبينوا الذي جاءهم من الله , فلم يكتموه , ولم يجحدوا به : { أولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم } 1980 - حدثني يونس , قال : أخبرنا ابن وهب , قال : قال ابن زيد في قوله : { إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا } قال : بينوا ما في كتاب الله للمؤمنين , وما سألوهم عنه من أمر النبي صلى الله عليه وسلم , وهذا كله في يهود . وقد زعم بعضهم أن معنى قوله : { وبينوا } إنما هو : وبينوا التوبة بإخلاص العمل . ودليل ظاهر الكتاب والتنزيل بخلافه , لأن القوم إنما عوتبوا قبل هذه الآية على كتمانهم ما أنزل الله تعالى ذكره وبينه في كتابه في أمر محمد صلى الله عليه وسلم ودينه . ثم استثنى منهم تعالى ذكره الذين يبينون أمر محمد صلى الله عليه وسلم ودينه فيتوبون مما كانوا عليه من الجحود والكتمان , فأخرجهم من عذاب من يلعنه الله ويلعنه اللاعنون . ولم يكن العتاب على تركهم تبيين التوبة بإخلاص العمل . والذين استثنى الله من الذين يكتمون ما أنزل الله من البينات والهدى من بعد ما بينه للناس في الكتاب : عبد الله بن سلام وذووه من أهل الكتاب الذين أسلموا فحسن إسلامهم واتبعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم .

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()