بتـــــاريخ : 11/8/2009 5:29:27 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1802 0


    تفسير بن كثير - سورة البقرة - الآية 257

    الناقل : elmasry | العمر :42 | المصدر : quran.al-islam.com

    كلمات مفتاحية  :

    اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ

    القول في تأويل قوله تعالى : { الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات } يعني تعالى ذكره بقوله : { الله ولي الذين آمنوا } نصيرهم وظهيرهم , يتولاهم بعونه وتوفيقه , { يخرجهم من الظلمات } يعني بذلك : يخرجهم من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان . وإنما عنى بالظلمات في هذا الموضع : الكفر . وإنما جعل الظلمات للكفر مثلا , لأن الظلمات حاجبة للأبصار عن إدراك الأشياء وإثباتها , وكذلك الكفر حاجب أبصار القلوب عن إدراك حقائق الإيمان والعلم بصحته وصحة أسبابه . فأخبر تعالى ذكره عباده أنه ولي المؤمنين ومبصرهم حقيقة الإيمان وسبله وشرائعه وحججه , وهاديهم ; فموفقهم لأدلته المزيلة عنهم الشكوك بكشفه عنهم دواعي الكفر , وظلم سواتر أبصار القلوب . ثم أخبر تعالى ذكره عن أهل الكفر به , فقال : { والذين كفروا } يعني الجاحدين وحدانيته { أولياؤهم } يعني نصراءهم وظهراءهم الذين يتولونهم , { الطاغوت } يعني الأنداد والأوثان الذين يعبدونهم من دون الله , { يخرجونهم من النور إلى الظلمات } يعني بالنور : الإيمان على نحو ما بينا إلى الظلمات , ويعني بالظلمات : ظلمات الكفر وشكوكه , الحائلة دون إبصار القلوب ورؤية ضياء الإيمان وحقائق أدلته وسبله . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل : ذكر من قال ذلك : 4570 - حدثنا بشر بن معاذ , قال : ثنا يزيد , قال : ثنا سعيد , عن قتادة قوله : { الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور } يقول : من الضلالة إلى الهدى , { والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت } الشيطان , { يخرجونهم من النور إلى الظلمات } يقول : من الهدى إلى الضلالة . 4571 - حدثني المثنى , قال : ثنا إسحاق , قال : ثنا أبو زهير , عن جويبر , عن الضحاك : { الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور } الظلمات : الكفر , والنور : الإيمان , { والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات } يخرجونهم من الإيمان إلى الكفر . 4572 - حدثت عن عمار , قال : ثنا ابن أبي جعفر , عن أبيه , عن الربيع , في قوله تعالى ذكره : { الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور } يقول : من الكفر إلى الإيمان , { والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات } يقول : من الإيمان إلى الكفر . 4573 - حدثنا ابن حميد , قال : ثنا جرير , عن منصور , عن عبدة بن أبي لبابة , عن مجاهد أو مقسم في قول الله : { الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات } قال : كان قوم آمنوا بعيسى , وقوم كفروا به ; فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم آمن به الذين كفروا بعيسى , وكفر به الذين آمنوا بعيسى . أي يخرج الذين آمنوا إلى الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم . { والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت } آمنوا بعيسى وكفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم . قال : يخرجونهم من النور إلى الظلمات . 4574 - حدثنا المثنى , قال : ثنا الحجاج بن المنهال , قال : ثنا المعتمر بن سليمان , قال : سمعت منصورا , عن رجل , عن عبدة بن أبي لبابة قال في هذه الآية : { الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور } إلى : { أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون } قال : هم الذين كانوا آمنوا بعيسى ابن مريم , فلما جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم آمنوا به , وأنزلت فيهم هذه الآية . وهذا القول الذي ذكرناه عن مجاهد وعبدة بن أبي لبابة يدل على أن الآية معناها الخصوص , وأنها إن كان الأمر كما وصفنا نزلت فيمن كفر من النصارى بمحمد صلى الله عليه وسلم , وفيمن آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم من عبدة الأوثان الذين لم يكونوا مقرين بنبوة عيسى وسائر الملل التي كان أهلها تكذب بعيسى . فإن قال قائل : أوكانت النصارى على حق قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وسلم , فكذبوا به ؟ قيل : من كان منهم على ملة عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم فكان على حق وإياهم عنى الله تعالى ذكره بقوله : { يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله } . 4 136 فإن قال قائل : فهل يحتمل أن يكون قوله : { والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات } أن يكون معنيا به غير الذين ذكر مجاهد وغيره أنهم عنوا به من المؤمنين بعيسى أو غير أهل الردة والإسلام ؟ قيل : نعم يحتمل أن يكون معنى ذلك : والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يحولون بينهم وبين الإيمان , ويضلونهم فيكفرون , فيكون تضليلهم إياهم حتى يكفروا إخراجا منهم لهم من الإيمان , يعني صدهم إياهم عنه وحرمانهم إياهم خيره , وإن لم يكونوا كانوا فيه قبل كقول الرجل : أخرجني والدي من ميراثه : إذا ملك ذلك في حياته غيره , فحرمه منه خطيئة , ولم يملك ذلك القائل هذا الميراث قط فيخرج منه , ولكنه لما حرمه , وحيل بينه وبين ما كان يكون له لو لم يحرمه , قيل : أخرجه منه , وكقول القائل : أخرجني فلان من كتيبته , يعني لم يجعلني من أهلها , ولم يكن فيها قط قبل ذلك . فكذلك قوله : { يخرجونهم من النور إلى الظلمات } يحتمل أن يكون إخراجهم إياهم من الإيمان إلى الكفر على هذا المعنى , وإن كان الذي قاله مجاهد وغيره أشبه بتأويل الآية . فإن قال لنا قائل : وكيف قال : { والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور } فجمع خبر الطاغوت بقوله يخرجونهم , والطاغوت واحد ؟ قيل : إن الطاغوت اسم لجماع وواحد وقد يجمع طواغيت , وإذا جعل واحده وجمعه بلفظ واحد كان نظير قولهم : رجل عدل وقوم عدل , ورجل فطر وقوم فطر , وما أشبه ذلك من الأسماء التي تأتي موحدة في اللفظ واحدها وجمعها , وكما قال العباس بن مرداس : فقلنا أسلموا إنا أخوكم فقد برئت من الإحن الصدور

    أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ

    القول في تأويل قوله تعالى : { أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون } . يعني تعالى ذكره بذلك : هؤلاء الذين كفروا أصحاب النار , أهل النار الذين يخلدون فيها , يعني في نار جهنم دون غيرهم من أهل الإيمان إلى غير غاية ولا نهاية أبدا .

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()