وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ
يقول تعالى " وربك " يا محمد " الغني " أي عن جميع خلقه من جميع الوجوه وهم الفقراء إليه في جميع أحوالهم " ذو الرحمة " أي وهو مع ذلك رحيم بهم كما قال تعالى " إن الله بالناس لرءوف رحيم " " إن يشأ يذهبكم " أي إذا خالفتم أمره" ويستخلف من بعدكم ما يشاء " أي قوم آخرين أي يعملون بطاعته " كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين " أي هو قادر على ذلك سهل عليه يسير لديه كما أذهب القرون الأولى وأتى بالذي بعدها كذلك هو قادر على إذهاب هؤلاء والإتيان بآخرين كما قال تعالى " إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين وكان الله على ذلك قديرا " وقال تعالى" يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز " . وقال تعالى " والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم " وقال محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة قال : سمعت أبان بن عثمان يقول في هذه الآية " كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين " الذرية الأصل والذرية النسل .