فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ
" فإن توليتم " أي كذبتم وأدبرتم عن الطاعة " فما سألتكم من أجر " أي لم أطلب منكم على نصحي إياكم شيئا " إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين " أي وأنا ممتثل ما أمرت به من الإسلام لله عز وجل والإسلام هو دين الأنبياء جميعا من أولهم إلى آخرهم وإن تنوعت شرائعهم وتعددت مناهلهم كما قال تعالى " لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا " قال ابن عباس سبيلا وسنة فهذا نوح يقول " وأمرت أن أكون من المسلمين " وقال تعالى عن إبراهيم الخليل " إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون " وقال يوسف " رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين " وقال موسى " يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين " وقال السحرة " ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين " وقالت بلقيس " رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين " . وقال تعالى " إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا " وقال تعالى " وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا واشهد بأنا مسلمون " وقال خاتم الرسل وسيد البشر صلى الله عليه وسلم " إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين " أي من هذه الأمة ولهذا قال في الحديث الثابت عنه " نحن معاشر الأنبياء أولاد علات وديننا واحد " . أي وهو عبادة الله وحده لا شريك له وإن تنوعت شرائعنا وذلك معنى قوله أولاد علات وهم الإخوة من أمهات شتى والأب واحد .