بتـــــاريخ : 7/15/2008 3:32:32 PM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1336 0


    المتفقان المفترقان 1

    الناقل : heba | العمر :43 | المصدر : www.almoustshar.com

    كلمات مفتاحية  :
    رجل امراة المتزوجين المقبلين الزواج

    المتفقان المفترقان!!

    (إن من ميزات العلاقة الصحية بين الزوجين أن يكونا قريبين وفي ذات الوقت مختلفين)!!!

    كيف تفسر هذه العبارة الغامضة؟

                 عزيزي القارئ لقد سمعتُ أزواجًا وزوجات يقولون: (إن الرجل بحر غامض، والمرأة لغز كبير!!)، ونحن هنا بصدد تفسير هذا اللغز الكبير والبحر الغامض.

    والموضوع بمنتهى البساطة بعيدًا عن الألغاز أن هناك فروقًا هامة بين الرجل والمرأة، وأن فهم طبيعة هذه الفروق بين الجنسين من شأنه أن يغير حياتهم ويزيد من قدرتهم على التعايش الزوجي، ويجنبهم الكثير من المشكلات والصعوبات، والتي يمكن أن يؤدي عدم فهمها إلى تفكيك هذه العلاقة الزوجية المقدسة.

                 وقد تستطيع المحبة وحدها حفظ الزواج لبعض الوقت، وإن كان زواجًا فيه الكثير من الخلافات والمشكلات، وإنما لا بد مع الحب من الفهم العميق والصحيح للفروق بين الرجل والمرأة، ومعرفة الطريقة الأنسب للتعامل مع الجنس الآخر.

                 إن دراسة الفروق بين الجنسين تكون لدينا فهمًا عميقًا عن الآخر، وهذا الفهم العميق يولد المحبة والمودة والاحترام أيضًا، وهذا الفهم سيولد نوعين من الاقتراحات والبدائل لحل كثير من المشكلات على ضوء هذا الفهم.

    ونحن هنا نصل إلى عدة حقائق هي:

    1ـ هناك فروقًا كبيرة بين الرجل والمرأة، سواء جسدية أو انفعالية أو عاطفية، ويتضح هذا بنص القرآن الكريم في قوله تعالى: ((وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى)) [آل عمران:36].

    2ـ دراسة هذه الفروق تولد نوعًا من الفهم العميق لصفات الشريك الآخر.

    3ـ الحب وحده لا يكفي للتفاهم؛ ولكن مع الحب تعلم كيف نفهم الطرف الآخر من خلال دراسة الفروق بين الزوجين.

    4ـ هذا الفهم للطرف الآخر يولد أيضًا المحبة والمودة والاحترام، ويساعد على وجود البدائل والحلول لحل كثير من المشكلات التي تواجه الزوجين في حياتها.

    تقبلني كما أنا

    هذه زوجة تطلب من زوجها وتقول: (زوجي العزيز تقبلني كما أنا)، وتبين في شكواها أنها لا تتعامل مع زوجها بحرية، بل تشعر بقيوده عليها؛ فمثلًا هي مرحة وتحب الضحك وهو عكس ذلك، وتقول الزوجة: (أشعر بالتصنع معه، وأحذر من الخطأ الذي يراه هو خطأ وفي الحقيقة ليس خطأ؛ كالخروج مع الأهل، وحب المرح، والضحك، وكثرة الصديقات والمعارف) [انتهت شكواها].

                 ونحن نقول: إن الرجال والنساء يختلفون عن بعضهم في طريقة الحوار والكلام، والتفكير والشعور والإدراك، وردود الأفعال والاستجابات، والاحتياجات وطريقة التقدير، والتعبير عن الحب.

                 والنتيجة طبيعية لجهل هذه الفروق هو أن ينشأ التوتر والصراعات بين الزوجين، والمهم أن يعرف الزوجان أن هذا الزواج يجمع بين فردين لكل منهما شخصيته وأفكاره وميوله وذوقه وعواطفه واحتياجاته وما يحب وما يكره.

    إنه من الممكن للحب أن يدوم بين الزوجين إذا عرف كل منهما واحترم هذه الفروق التي تميز كل من الجنسين وتعامل معها بما يوافقها.

    هل هذه الفروق أمر سلبي؟

                 إن هذه الفروق والاختلافات بين الزوجين ليست بالضرورة أمرًا سلبيًا؛ فللفروق عادة جانب إيجابي حسن، والاختلافات عادة أمر طبيعي في الحياة إن أحسنا التعامل معها، إن المطلوب من الزوجين أن يبدأ كل منهما بتعلم بعض المهارات والخبرات الجديدة، وبدلًا من الهروب من الفروق والاختلافات يمكنها الاقتراب منها للتعامل معها بثقة وقدرة وحكمة، كما أنه يمكن لهذه الفروق أن تقوس العلاقة الزوجية إذا أحسن الزوجان التعامل معها.

     اختلاف صفات الرجل عن المرأة لمصلحة كليهما:

    إن وجود اختلاف في صفات الرجل والمرأة معناه تحقيق التكامل بينهما، ولكي يعيش كل من الرجل والمرأة في انسجام وتناغم تام لا بد أن يكون لدى كل منهما الصفات السيكولوجية ـ النفسية ـ المختلفة.

                 فمثلًا الرجل العصبي الحاد المزاج لا يمكنه أن يتعايش مع امرأة عصبية حادة المزاج، والرجل البخيل عليه ألا يتزوج بامرأة بخيلة، والرجل المنطوي لا يتزوج من امرأة منطوية وهكذا، ومن هنا جاءت الصفات المميزة للرجولة عن الصفات المميزة للأنوثة.

    فنجد من الصفات المميزة للرجولة مثلًا: منها سمات جسدية مثل قوة العضلات وخشونتها، والخلقية مثل الشهامة، القوة في الحق، الشجاعة في موضع الشجاعة، النخوة...إلخ.

                 ونجد من الصفات المميزة للأنوثة مثلًا: الدفء، النعومة، الحساسية، الحنان، التضحية، التفاني في خدمة أولادها، والحرص على تماسك الأسرة وترابطها، حب المديح، وغيرها من الصفات.

     إذن هما قريبان ومفترقان:

                 وخلاصة القول أن نعرف أن الزوجين السعيدين هما القريبان والمفترقان في آن واحد؛ أي أنهما مرتبطان ببعضهما إلا أن بينهما من الفروق ما يميز أحدهما عن الآخر.

                 وكلما كان الواحد منهما أكثر حرية وقدرة على تقبل الفروق والتكيف معها؛ كان بالتالي أقدر على التعامل والعيش مع اختلاف وجهات النظر، وهذا من شأنه أن يزيد من متانة العلاقة بينهما.

     ومن العسير محاولة تغيير الشريك الآخر، والأسهل منه وربما الأفضل أن ندرك أن الفروق أمر حسن بحد ذاته إذا أحسنا التعامل معها.

     وتذكر عزيزي القارئ أن:

    1ـ من ميزات العلاقة الصحية بين الزوجين أن يكونا قريبين وفي ذات الوقت مختلفين.

    2ـ أن الزوجين السعيدين هما المتفقان المفترقان في آن واحد؛ أي أنهما مرتبطان ببعضهما إلا أن بينهما من الفروق ما يميز أحدهما عن الآخر، وكلاهما يحترم هذه الفروق ويقدرها.

    والآن نفترق على أن نتفق أننا سنلتقي في المقال التالي وهو: (ملامح الفروق بين الزوجين)

     

    كلمات مفتاحية  :
    رجل امراة المتزوجين المقبلين الزواج

    تعليقات الزوار ()