بتـــــاريخ : 7/17/2008 7:04:14 PM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1107 0


    نداء الوحل

    الناقل : heba | العمر :43 | المصدر : www.islammemo.cc

    كلمات مفتاحية  :
    رجل الشباب

    نستكمل معا أيها الأحبة أضرار مصاحبة قرناء السوء

    5-نداء الوحل:

     خذ هذه السيجارة دخنها ولتكن رجلا, هذا القرص سينسيك كل همومك, الحقن بهذا الأمبول سيخفف ألمك, شم (البودرة) لا يعلى عليه.

    هكذا سيل من نصائح الشيطان الإنسي يسديها إلى صديقه، أو قل ضحيته.

    من الذي أعطى المدخن أول سيجارة يدخنها؟من الذي عرفه طريق المخدرات؟

    بالتأكيد سيكون رفيق السوء. فكثير من الدراسات والإحصائيات التي أجريت حول الإدمان بجميع صوره، أشارت إلى أن أخطر الأسباب التي تؤدي إلى الوقوع في مصيدة الإدمان هو قرناء السوء، وهذا ينبني على ما بيناه من حقائق حول تأثير الأصدقاء بعضهم في بعض .

     

     

    جرعة من هذه السموم على اختلاف أنواعها، يهديها صاحب السوء لصاحبه في قالب المحبة والمودة، يأسره بها ليغوص معه في مستنقعه، الذي لا يستطيع هو مغادرته.وبعدما يتجرع الشاب- أسير الصداقة الزائفة-جرعة السم وتظهر عليه أمارات الاحتياج والمعاودة للتخلص من الآلام الشديدة ، إذا بالشيطان مسروراً بسقوط الفريسة ، فيعطيه جرعة ثانية وثالثة، حتى يسيطر عليه ويجعله رهن إشارته، فيستغله لما يحقق مآربه، ويبتز أمواله وربما عرضه. فتكون النتيجة:أمراض فتاكة-ضياع للأموال-مقارفة أنواع الرذائل الأخرى-انهيار الأسرة

    دركات الإدمان   

    وأنقل إليك مأساة من ضمن هذه المآسي التي يموج بها هذا العصر( تبدأ فصول هذه المأساة ببلاغ من أحد المستشفيات إلى إحدى الدوريات بوجود شاب مغمى عليه , وملقى على الأرض بجوار باب المستشفى , وفور وصول الدورية توجه ضابط الدورية ومساعديه إلى إدارة المستشفى للاستفسار عن الحادث الذي تم إبلاغهم به , فأبلغته الإدارة بأن أحد المواطنين قد أبلغهم بوجود جثة لشاب ملقى بباب المستشفى ، وقامت إدارة المستشفى على الفور بنقله إلى غرفة العناية المركزة حيث كان وما زال في غيبوبة تامة , وأن سبب هذه الغيبوبة كما جاء بتقرير مختبرات المستشفى نتيجة جرعة زائدة من مخدر الهيروين المخلوط ثم أخذها عن طريق وريد الذراع الأيسر ,

     

    وأن هذا الشاب لا يتجاوز عمره الخامسة والعشرين من العمر، وتوجه ضابط الدورية مع أحد المسئولين بالمستشفى لمعاينة حالة هذا الشاب , ولكن الأطباء المسئولين عن قسم العناية المركزة منعوه من الدخول نظرا لتدهور الحالة الصحية التي كان يمر بها , حيث كان فاقد الوعي تماما , أو كان بالمعنى الطبي في عداد الموتى , ولا تظهر على الأجهزة المحاطة بجسده العاري سوى نبضات ضعيفة للغاية , وعندئذ أبلغ الطبيب المختص ضابط الدورية بكل صراحة أنه لو مرت على الشاب الغائب عن الوعي 48 ساعة دون أن يسترد وعيه , فانه متوفى لا محالة , وإذا مرت 48 ساعة فيمكن أن يتجاوز مرحلة الخطر , حيث أن الجرعة التي تم حقنه بها من مخلوط الهيروين كانت كبيرة للغاية

     

    , واعتذر الطبيب لضابط الدورية بأنه عليه أن يبدأ التحقيق معه بعد هذين اليومين إذا كان الله قد كتب له عمرا جديدا هنا قام ضابط الدورية بأخذ البيانات اللازمة عن الشاب من هويته المدنية التي احتفظت بها إدارة المستشفى فور نقله إلى غرفة العناية المركزة , وقام ضابط الدورية بإعطاء كافة البيانات عن هذا الشاب لضابط المباحث بالمخفر التابع له المستشفى , وبدأ ضابط المباحث يجري اتصالاته لإبلاغ أهله عن حالته , وكان هذا الشاب متزوجا ولديه أربعة من الأطفال , وما إن سمعت الزوجة بحالة زوجها من ضابط المباحث حتى هرولت إلى المستشفى , حيث أبلغها الطبيب بأن حالته حرجة جدا , وأنه إذا مر يومين ولم يسترد زوجها وعيه , فليرحمه الله وخرجت الزوجة من المستشفى وعيناها تفيض بالدموع .. ماذا تفعل !! وإذا مات زوجها , فمن سيبقى لها ولأبنائها بعد الله ؟

     

    وذهبت زوجته إلى البيت وأخذت أبنائها الأربعة , وعادت في نفس الليلة إلى المستشفى حيث يرقد زوجها في غرفة العناية المركزة , وكانت وأبناؤها الأربعة أمام غرفة العناية المركزة حيث يرقد زوجها ووالد أبنائها .. لم يغمض لها جفن , ولم يسترح لها بال , كانت تبكي بحرقة , وتدعو الله أن ينقذ زوجها ويعيد إليه عافيته , ومر يومان , وجاء الطبيب ليبشرها بأن العناية الإلهية قد أعادت الحياة لزوجها , وهنا تساقطت الدموع بغزارة من عينيها وأخذت بدون وعي تحتضن أبنائها الأربعة .. وتدعو الله للطبيب بالبركة وطول العمر

     

    .. وأخذت تجري ومعها أبناؤها لكي ترى زوجها وتطمئن عليه … كانت لحظات سعادة ما بعدها سعادة ولقد شعر الشاب بعدها بالمجهود الذي قام به الطبيب المسئول عن حالته , وأحس بالألفة معه , وجلس معه الطبيب ليسأله لماذا تريد أن تنتحر ؟ هل تريد من الله أن يزيل عنك نعمة الزوجة المخلصة , وأبناءك الأربعة ؟ من الذي سوف يتولاهم بعد الله إن أراد أن ينهى حياتك ؟ هنا لم يستطع الشاب والزوج أن يتمالك نفسه , ودخل في نوبة من البكاء الشديد , وبعد فترة أخذ يفضفض لأخيه الطبيب عن أحواله , ولماذا أقدم على إدمان الهيروين , فقد كان متعثرا في دراسته في التعليم الابتدائي , ولم يلقى أي تشجيع من أسرته على استكمال تعليمه ,

     

    وخرج من المدرسة ليتلقفه رفاق السوء , وكان يقضي وقتا طويلا معهم , وبدءوا بتعليمه تدخين السجائر ولاحظ أن أحد رفاقه يدخن سيجارة شكلها غريب فسأله عنها , فأعطاها له , وقال له إنها أفضل من أي نوع من أنواع السجائر التي تدخنها , وسأله رفاقه لماذا هي أفضل فأبلغوه أنها الحشيشة , وأخذوا في إقناعه بفائدتها , فأقبل على تدخين الحشيشة , وتعود عليها حتى أدمنها , ثم تعلم من رفاق السوء تعاطي حبوب الهلوسة , وبعد فترة كان يسأل رفاقه عن هذه الحبوب , وكانوا يشيرون عليه بأنها قد اختفت من الصيدليات وشعر فعلا في فترة انقطاع حبوب الهلوسة والحشيشة بأن جسمه يأكله , وعظامه تنشر عليه ,

     

    ولكنه لم يحتمل هذه الآثار فجرى إلى أحد رفاق السوء ليسأله ماذا يفعل ؟ فعرض عليه الهيروين , وعلمه كيف يستنشقه وشعر بالسعادة واللذة والنشوة , وتوقفت الآلام التي كان يشعر بها عند امتناعه عن تعاطي الحشيشة والحبوب المهلوسة , ولكن الاستمرار في استنشاق الهيروين في حاجة دائمة للزيادة من جرعة الهيروين وللزيادة الدائمة أيضا من المال , وبدأ يكذب على أبيه ويطلب منه المال , واستمر على هذه الحال , وبعد أن بلغ سن الثامنة عشر التحق بالعمل , وتزوج زوجة صالحة , وحاول الامتناع عن إدمان الهيروين فترة طويلة حتى لا ينكشف أمره في عمله , وبين زوجته وأبناءه , ولكنه لم يستطع أن يستمر على ذلك طويلا

     

    , فقد زاره رفاق السوء مرة أخرى , وراحوا يعقدون الجلسات في بيته لشم الهيروين , حيث كانت زوجته وأولاده في بيت جدهم لأمهم , وتطور الأمر وبدأ في إدمان مخلوط الهيروين عن طريق الغرز بالإبر في ذراعه , وذات يوم عندما كان مع رفاقه يحقنون أنفسهم بإبر مخلوط الهيروين , فإذا به يسقط فاقد الوعي نتيجة الجرعة الزائدة وأخذه رفاقه في سياراتهم , وألقوه أمام المستشفى , وهذه كانت بداية النهاية , ولم يشعر بشيء إلا بعد أن أفاق من غيبوبته ووجد أخاه الطبيب أمام عينيه , وحوله زوجته وأبناؤه الأربعة ولقد قامت المستشفى فورا بإبلاغ ضابط المباحث تليفونيا بأن الشاب المطلوب التحقيق معه ومساءلته قد استرد وعيه وعافيته ,

     

    وجاء ضابط المباحث ومعه اثنان من مساعديه للتحقيق مع هذا الشاب الذي أثبتت التحاليل الطبية الخاصة بالمستشفى تعاطيه لجرعة زائدة من الهيروين , وأثبتت التحقيقات أنه مدمن فعلا للهيروين عن طريق الحقن , وتم إخراجه من المستشفى إلى المخفر , حيث تم التحقيق معه مرة أخرى من قبل وكيل النيابة , الذي أنهى التحقيق معه بإدانته , ووقف أمام المحكمة التي كانت رحيمة معه من أجل مستقبله ومستقبل زوجته وأبناؤه فحكمت عليه بالإيداع بمستشفى الطب النفسي في القسم الخاص بمعالجة الإدمان فترة ستة أشهر , وبعدها يعود مرة أخرى إلى السجن ليقضي خمس سنوات لتنفيذ عقوبة حقن نفسه بجرعة زائدة من مادة الهيروين)

     

    5-يا حامي الحمى:

    عجباً لذلك الشاب الذي يترنم برجولته، ثم يصطحب صديق السوء ذهابا ًوإياباً إلى عرين الأسرة، وتعبيراً عن الثقة والمحبة، يسمح له بمخالطة أسرته رجالاً ونساءً، وربما سمح له بالدخول في غيابه، والتدخل في خصوصيات الأسرة. فلست أدري أنى لهذا الرجل أن يستأمن على أهله من ليس أميناً مع ربه، كيف يتوقع الإخلاص ممن لم يخلص لخالقه, إن المسكين قد اتكأ على الهواء، حسب أن الصداقة والمحبة بينهما تكفلان عدم الوصول إلى المنطقة المحظورة، فو الله لو كان صديقه هذا من سادة العباد والزهاد ما جاز له أن يدنيه بهذه الصورة،

     

    والنبي صلى الله عليه وسلم يحذر من الحمو وهو قريب الزوج ، أخوه أو ابن عمه ونحوهما، ويصفه بالموت، فأسأل صاحبنا :من وجهة نظرك ألا تكفل وشيجة الدم بينهما أن يحفظ كل منهما شرف الآخر وعدم المساس به؟ أراك تجيب "بلى". ولكني أخالفك الرأي، فهذه النفس البشرية قد علم الله ضعفها ونزعاتها فصانها بما يكفها عن المنكرات. وإني لمثقل عليك بسؤال آخر:إذا كانت التقوى، ورابطة الدم، لا تسوغان إدناء صاحبهما بهذه الطريقة، أيسوغه علاقة زائفة مع من هو بمنأى عن ربك ودمك؟!!

    دون أخلاق الكلاب

    كان للحارث بن صعصعة ندماءُ يدخلون عليه ويزورونه, فخرج معهم ذات مرة إلى إحدى حدائقه وتخلَّف أحدهم معتذرًا أنه مريض, ثم دخل بيت الحارث وكان على موعد مع زوجته فأكلا وشربا ثم اضطجعا فسلط الله عليهما كلب الحارث؛ فنهشهما حتى قَتَلهما, فعاد الحارث ورأى المشهد السيِّئ فأنشد يقول عن الكلب:

    فما يزال يرعى ذمتي ويحوطني                 ويحمي عرضي والخليلُ يخون

    فيا عجبًا للخِل يهتك حرمتي                 ويا عجبًا للكلب كيف يصون؟!!

    نعم أيها الحبيب، إنه قد يخونك في عرضك، وسامحني إن كان الكلام قاسياً، لكني أضع مصلحتك في الاعتبار الأول.

    شهادة تائب

    يقول أحد الشباب: (كان أخ لي توفاه الله في ريعان شبابه ، أحسبه قد ختم له بخاتمة السعادة، كان في ضلال مبين ، ثم هداه الله إلى صراط مستقيم، كان يذكر نعمة الله عليه بمفارقة رفقاء السوء وطريق الضلال ، ويحدثني عن حياة الظلام والخبث لبعض رفقاء السوء، يذكر عن بعضهم-ولم يسم-جلوسه مع رفيقه يشربون المسكرات والمخدرات، فيصيبهم السكر فإذا دارت الرؤوس وتسلط النوم، قام هذا إلى زوجة صاحبه وفجر بها).

    مهلا:قبل أن تعذلني

    أراك تتهمني بالمبالغة وتضخيم الأمور مستبعداً تصور ذلك في واقعك، حيث النشأة الطيبة، والوضع الاجتماعي الجيد و و........

    أجيبك أيها الحبيب ببيان أمرين:

    الأول:أن معظم النار من مستصغر الشرر، وكل العظائم تحدث بشيء هين لا يلقي المرء له بالاً، ولا يدور بخلده على الإطلاق تطور الأمور على نحو تلفظه تصوراته، وهكذا الإنسان غالباً لا يحسن تقدير العواقب، ولا يستقرئ المآلات، وها هو النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يظن أن تبلغ ما بلغت يهوي بها سبعين خريفا في النار) فهل كان يدرك الرجل عاقبة هذه الكلمة التي تفوه بها؟!!هل كانت تصوراته تجنح إلى ذلك المآل؟!!.

     

    الأمر الثاني: أنه ليست هذه هي الصورة الوحيدة التي نحذر منها ، فهناك ما هو أخف وأهون من ذلك ولكنها أيضاً من قبيل الخيانة، قد يحاول المغازلة وإظهار الوله والغرام ويصير هناك توافق عاطفي مصحوب بالتحدث في الهاتف وسكب كلمات الغرام ، فهل يرضى بهذه الصورة من كانت عنده نخوة ورجولة؟!.

    ذكر أحد الدعاة في محاضرة له قصة شابين قامت صداقتهما على معصية الله والإيقاع بالفتيات، وكانا يحبان بعضهما بعضاً حباً شديداً، وانغمس كل منهما في حياة الآخر وانصهر فيها انصهاراً لدرجة أن كلا منهما كان يحمل مفتاحاً لسيارة الآخر، ويدخل بيته في غيابه, ففي ذات مرة أخبر أحدهما-ويدعى أحمد-صديقه-ويدعى خالد-أنه سيسافر إلى المنطقة الشرقية لغرض ما ثم يعود في اليوم التالي، فأراد خالد أن يعد له مفاجأة ويذهب إليه ليلا في مكانه الذي يعرفه، فسافر خالد إلى صديقه،

     

    ودق جرس الباب، فيفتح له أحمد ويفاجأ به وبعد الدخول وعبارات الترحاب دخل أحمد لكي يعد له الشاي، فإذ بصوت الهاتف يصيح وكان خالد بجانبه، فينظر إلى شاشة إظهار الأرقام فيرى رقم منزله هو، فتعجب خالد فليس هناك من يتصل بأحمد سواه، فساورته الشكوك، فرفع سماعة الهاتف ولم يتحدث، فإذ هو بصوت أخته تقول:أهلا حبيبي أحمد، فصعق خالد من هول المفاجأة، فأغلق الهاتف على صوتها وهي تصرخ أحمد أحمد، ثم خرج وهو يجر أذيال الخيبة والحسرة على صديق عمره الذي خانه. هذا هو صديق السوء لا يؤمن جانبه، وكيف يحافظ على صديقه وهو لا يحافظ على صلته بربه إن هذا محال.

    أخي: أعلم أن الكلام مؤلم ومحرج قد يعتبره الكثيرون أسلوباً فجاً، وصراحة غير لائقة، ولكن كما ذكرت آنفاً، مصلحة أخينا الحبيب مقدمة على مثل هذه الاعتبارات.

    كلمات مفتاحية  :
    رجل الشباب

    تعليقات الزوار ()