فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ
يقول تعالى آمرا بعبادته وحده لا شريك له ومخبرا أن من أشرك به عذبه ; ثم قال تعالى آمرا لرسوله صلى الله عليه وسلم أن ينذر عشيرته الأقربين أي الأدنين إليه ; وأنه لا يخلص أحدا منهم إلا إيمانه بربه عز وجل ; وأمره أن يلين جانبه لمن اتبعه من عباد الله المؤمنين ومن عصاه من خلق الله كائنا من كان فليتبرأ منه ولهذا قال تعالى " فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون" وهذه النذارة الخاصة لا تنافي العامة بل هي فرد من أجزائها كما قال تعالى " لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون " وقال تعالى " لتنذر أم القرى ومن حولها " وقال تعالى " وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم " وقال تعالى" لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا " وقال تعالى " لأنذركم به ومن بلغ " كما قال تعالى" ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده " وفي صحيح مسلم " والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار " .