بتـــــاريخ : 7/20/2008 8:35:36 PM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1364 0


    البيت المعتدل دينياً يجابه قدرة ألف متطرف

    الناقل : heba | العمر :43 | الكاتب الأصلى : جاسم المطوع | المصدر : www.almostshar.com

    كلمات مفتاحية  :
    اسرة ومجتمع


    البيت المعتدل دينياً يجابه قدرة ألف متطرف .

     

    أ. جاسم المطوع .

     

     كل واحد منا يتمنى أن ينطبق على أبنائه وصف النبي - صلى الله عليه وسلم (أو ولد صالح يدعو له)، وهو من الاستثمار الحقيقي بعد الوفاة في الأبناء.وقد استوقفني في الحديث وصف الولد بأنه (صالح) فما معنى صالح ؟ وكيف نجعل أبناءنا صالحين ؟! وما هو المنهج الذي نربي عليه أبناءنا ليكونوا صالحين ؟


    أسئلة مهمة وكثيرة، وإجاباتها متروكة لاجتهاد كل بيت ووالدين، وكل يرى الصلاح من زاويته.
    ولهذا بدأنا نرى في مجتمعاتنا أنواعاً للصالحين، فمنهم الصالح المعتدل، ومنهم الصالح المتطرف، سواء على نفسه أو على مجتمعه ، وقد تردد في الآونة الأخيرة سؤال واحد: كيف نقضي على التطرف الديني؟
    وأعتقد أن صيغة السؤال خطأ، لأن التطرف موجود في الإنسان من خلال انفعالاته وغضبه على الأحداث، وأحياناً يلبس الانفعال ثوب التدين، فيصبح متديناً متطرفاً، ولكن السؤال الصحيح هو: كيف نقلل من التطرف الديني في مجتمعاتنا علماً بأن هناك فرقا بين التقليل والقضاء؟

    وأعتقد أن أول أمر ينبغي أن نفكر فيه هو البيت والوالدان، فهما المسؤولان عن التربية الدينية داخل البيت، وخاصة في مرحلة الطفولة المبكرة، وهذا ما رسمه لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عندما قال: «كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه، أو.... إلى آخر الحديث»، ونلاحظ هنا أن التربية العقدية مبدأها البيت، ثم يأتي بعد ذلك تعليم الطفل كيفية التعامل مع مشاعره وإدارة هذه المشاعر، ثم تأتي مرحلة تعليمه كيف يحوّل نقده وغضبه على الأمور السلبية لتصرف إيجابي يعالج من خلاله المنكر أو السلبية التي يراها، كل ذلك يتم في أول محضن تربوي وهو البيت، ثم تأتي من بعده المحطات التربوية الأخرى، وهي المدرسة والعالم.. وغيرهما، ولهذا فإني أقول (أعطني بيتاً وسطياً معتدلاً وخذ مني ألف متطرف).
    لقد لا حظت في شريحة المتطرفين أن أكثرهم من الشباب، وكلهم من الذكور، وأعمارهم تتراوح بين 18 - 30 سنة، وكنت أتمنى لو قام أحد الباحثين بدراسة حالات المتطرفين تربوياً وكيف نشأوا وهم صغار، وهل خرجوا من أسر مستقرة أم مفككة ؟! وما نوع التربية التي تلقوها؟

    لفت نظري في الحوادث الأخيرة في الكويت أن أحد المتطرفين قد أطلق إحدى عشرة رصاصة على عسكري فمات الأخير فوراً، ولو حللنا الطلقات لوجدنا أن كل طلقة تعبّر عن انفعال معين أو غضب ، لأن العسكري تكفيه طلقة واحدة في الرأس فترديه قتيلاً، ولكن عشر الطلقات الأخرى تحمل معاني كثيرة من ثورة الغضب التي عند المتطرف، فقد تكون الطلقة الثانية غضبه على والديه، والثالثة على مجتمعه، والرابعة على مدرسته، والخامسة على حكومته، والسادسة على إعلامه، والسابعة ربما على نفسه، وهكذا يكون لكل طلقة معنى من معاني الانفعال الغضبي.

    وعلى الرغم من كثرة التصريحات الأمنية التي نسمعها إلا أننا بحاجة إلى باحثين ودارسين يكون همهم مناقشة التطرف عند الشباب، وكيف ننجح في أن نجعلهم يتبنون منهج الوسطية في الدين ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - ما خُيّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما.
     

     

     

     

     

     

    المصدر : موقع أ. جاسم المطوع .
     

     

    كلمات مفتاحية  :
    اسرة ومجتمع

    تعليقات الزوار ()