عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ
واحدها عزة أي متفرقين وهو حال من مهطعين أي في حال تفرقهم واختلافهم كما قال الإمام أحمد في أهل الأهواء فهم مخالفون للكتاب مختلفون في الكتاب متفقون على مخالفة الكتاب وقال العوفي عن ابن عباس " فمال الذين كفروا قبلك مهطعين " قال قبلك ينظرون " عن اليمين وعن الشمال عزين " قال العزين العصب من الناس عن يمين وشمال معرضين يستهزئون به وقال ابن جرير حدثنا ابن بشار حدثنا أبو عامر حدثنا قرة عن الحسن في قوله " عن اليمين وعن الشمال عزين " أي متفرقين يأخذون يمينا وشمالا يقولون ما قال هذا الرجل وقال قتادة " مهطعين " عامدين" عن اليمين وعن الشمال عزين " أي فرقا حول النبي صلى الله عليه وسلم لا يرغبون في كتاب الله ولا في نبيه صلى الله عليه وسلم وقال الثوري وشعبة وعبثر بن القاسم وعيسى بن يونس ومحمد بن فضيل ووكيع ويحيى القطان وأبو معاوية كلهم عن الأعمش عن المسيب بن رافع عن تميم بن طرفة عن جابر بن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عليهم وهم حلق فقال " مالي أراكم عزين" رواه أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي وابن جرير من حديث الأعمش به وقال ابن جرير : حدثنا محمد بن بشار حدثنا مؤمل حدثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه وهم حلق حلق فقال " ما لي أراكم عزين" وهذا إسناد جيد ولم أره في شيء من الكتب الستة من هذا الوجه .