وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا
وقوله تعالى وقد أضلوا كثيرا يعني الأصنام التي اتخذوها أضلوا بها خلقا كثيرا فإنه استمرت عبادتها في القرون إلى زماننا هذا في العرب والعجم وسائر صنوف بني آدم وقد قال الخليل في دعائه " واجنبني وبني أن نعبد الأصنام رب إنهن أضللن كثيرا من الناس " . وقوله تعالى " ولا تزد الظالمين إلا ضلالا " دعاء منه على قومه لتمردهم وكفرهم وعنادهم كما دعا موسى على فرعون ومثله في قوله" ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم " وقد استجاب الله لكل من النبيين في قومه وأغرق أمته بتكذيبهم لما جاءهم به .