يبدو أن السفير البريطاني بالقاهرة لم يأخذ ما طالبت به في الأهرام وفي محطات فضائية بتعويض مصر والمصريين عما ذاقوه من ويلات الاحتلال البريطاني علي محمل الجد. قلت إن المصريين ذاقوا العذاب علي أيدي البريطانيين.. وأن الاحتلال البريطاني أعاق تطور مصر السياسي والاقتصادي والإنساني.
قلت إن التراث البشري أصبح لديه من الأدبيات ما يكفي لكي تتطهر الشعوب من أفعالها الآثمة والشريرة.. تماما, كما يتطهر الإنسان من أفعاله الشيطانية.
قلت إن التاريخ لن ينسي.. والمصريون لن ينسوا أن بريطانيا قهرت المصريين الذين ظلوا في حالة مقاومة إلي أن حدثت ثورة1952.
المصريون لن ينسوا الحركة الوطنية التي بدأها عرابي ومن بعده مصطفي كامل, ومحمد فريد, وسعد زغلول وغيرهم.
ذاكرة الشعوب ليست ورقة بيضاء.
ذاكرة الشعوب تحوي التاريخ الجمعي الذي ينتقل من جيل إلي جيل.
أحد رموز الوطنية الدكتور مصطفي الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب وهو رجل كان مسئولا سفيرا سابقا ومسئولا في مؤسسة الرئاسة.
ودعا الحكومة البريطانية إلي تقديم اعتذار علني للشعب المصري عما ارتكبته بريطانيا من جرائم بحق مصر.
قال ذلك في معرض ندوة لمناقشة كتاب ألفه روجر أوين عن اللورد كرومر الإمبريالي والحاكم الاستعماري. طالب بريطانيا بتمويل حملة عالمية لإزالة الألغام التي زرعتها خلال الحرب العالمية الثانية في صحراء مصر الغربية.. والتي تنفجر بين الحين والآخر لتحول الأجساد الحية للمصريين إلي أشلاء وقطع ممزقة.
ينبغي أن تشن مصر حملة عالمية لإجبار بريطانيا علي إزالة الألغام.
ينبغي تصوير أفلام تسجيلية تجسد هذا الإجرام الذي ارتكبته بريطانيا ومازالت في حق المصريين.
ان حقوق الشعوب لن تضيع مادامت وراءها مطالب, ولذلك لن نمل ولن نكل حتي نخبر هذا العدو الإمبريالي القبيح علي الاعتذار عن جرائمه ضد المصريين.