بتـــــاريخ : 6/10/2010 8:25:26 PM
الفــــــــئة
  • الأخبـــــــــــار
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1340 0


    مدارس أحمد نظيف

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : صبرى غنيم | المصدر : www.almasry-alyoum.com

    كلمات مفتاحية  :
    مدارس احمد نظيف مقالات اراء

    لقد توقفت كثيراً أمام مشروع إنشاء أول مجموعة من المدارس يتبناه رئيس الحكومة بنفسه.. والذى أدهشنى أن هذا المشروع لا يخضع لإشراف وزير التربية والتعليم ولا للوزارة مع أن المنظومة التعليمية من مناهج.. ومدرسين وتلاميذ تدخل تحت مظلة الوزير.

    ولا أعرف لماذا تبنى الدكتور أحمد نظيف هذا المشروع، هل بدأ الرجل يخطط لكى يكون واحداً من أصحاب المدارس الخاصة التى تحقق ملايين الجنيهات ليضمن عملاً بعد أن يترك موقعه كرئيس للحكومة؟ أم أن فى مقصده غرضاً آخر لم يعلن عنه بعد؟ أسئلة كثيرة وكثيرة تفرض نفسها بعد أن أصبح هذا المشروع مرتبطاً باسمه.. ولذلك أصبح البحث فيه حقاً مشروعاً على اعتبار أن الذى يتبنى تنفيذه موظف عام بدرجة رئيس حكومة حتى لو كان مملوكاً للدولة.

    وهنا يأتى سؤال: لماذا هذه المدارس بالذات.. وما طبيعتها.. وهل هى تكنولوجية تتبع القرية الذكية.. أم أنها تحمل طابعاً خاصاً؟ وكان لابد من البحث عن الحقيقة الضائعة حتى لا تضيع علامات الاستفهام وهى لا تجد الإجابة..

    وللحق فإننى ظلمت هذا الرجل بعد أن اكتشفت الجانب الإنسانى فى شخصية الدكتور أحمد نظيف.. فهو ينام وفى رأسه قضية الطفل المصرى، وكأنه يعمل بتوصية السيدة سوزان مبارك التى لا شغل ولا شاغل لها إلا الأسرة والطفل التى أصبحت قضيتها الأولى.. نظيف أصبح يرى الطبقة المتوسطة التى لا تستطيع تعليم أطفالها فى مدارس اللغات فيها الألوف من الأطفال النوابغ ومع ذلك لا يجدون الرعاية فى التعليم..

    فهو يرى أن التعليم المتميز هو الذى يعطى فرصة لاكتشاف النبوغ وهو الذى يصنع جيلاً من العلماء.. لذلك فالرجل من خلال صندوق تطوير التعليم التابع لرئاسة مجلس الوزراء أنشأ مجموعة من المدارس المشعة لخدمة المجتمع.. تخضع لمعايير عالمية وهى تحمل الهوية المصرية.

    بصراحة.. لقد وجدت نفسى أحنى رأسى لفكر الدكتور أحمد نظيف الذى يفكر فى أطفالنا الموهوبين الذين ينتمون لأسر محدودة الدخل.. ولظروفهم الاجتماعية تراهم محرومين من التعليم المتميز عن أطفال الأسر الغنية التى تدفع ألوف الجنيهات فى مدارس اللغات.. ولأن هذه الفوارق توجعه شخصياً فقد قرر تنفيذ هذا المشروع ليخفف عن الأسرة المتوسطة أعباء المصاريف الباهظة التى تطلبها مدارس اللغات.. ولذلك قرر أن يتبنى هؤلاء الأطفال فى مدارس تخضع لمعايير دولية مثل اعتماد البرامج والمناهج التعليمية من هيئة تعليمية عالمية.

    اكتشفت أن المصاريف فى مدارس نظيف لن تزيد على ستة آلاف جنيه.. فى حين أن الطفل الميسور الحال يدفع فى مدارس اللغات ما لا يقل عن أربعين ألف جنيه... وقد تكون هذه المدارس أى كلام.. أى أنها تكتسب صفة «اللغات» لمجرد أنها تتعاقد مع مدرسين أجانب من الخارج.. قد يكون فيهم سائق اللورى أو الذى كان يعمل فى «بار» أو فى مرقص ليلى.. المهم أنه أجنبى.. يتحدث اللغات.. ولأن أولياء الأمور يجرون وراء «البرنيطة» فهم يدفعون ألوف الجنيهات فى مدارس اللغات.. ويا بختك إن كنت محظوظاً بمدرسة لها هوية حقيقية فى تعليم اللغات.

    وأسمع من «نهال مصطفى كامل مراد» وهى أول مديرة مصرية لهذه المدارس والتى أطلق عليها اسم مدارس النيل.. أن جامعة كمبردج فى إنجلترا وهى واحدة من الجامعات الأوروبية والأمريكية دخلت فى سباق لاعتماد هذه المناهج الدراسية.. ويجرى الآن إنشاء خمس مدارس فى المرحلة الأولى فى مدن ٦ أكتوبر والعبور وبورسعيد والمنيا وقنا وسيتم بدء الدراسة فيها مع بداية العام الدراسى الجديد فى سبتمبر القادم.

    والذى أعرفه أن اختيار مديرة لهذه المدارس كان يخضع لعدة معايير أهمها أن تجمع بين الناحية التربوية والكفاءة فى الإدارة.. وقد وقع اختيار الدكتور شريف قنصوة المدير التنفيذى للمشروع على «نهال مراد» على اعتبار أنها أمضت أكثر من ١٧ عاماً فى مجال التعليم المصرى والبريطانى والأمريكى وهذا الاختيار تم بعد مقابلة مع أكثر من مائة شخصية غيرها.. معنى الكلام أنها كانت أكفأ الشخصيات التى دخلت هذه المسابقة.

    وهنا تقول نهال: لقد أحببت هذا المشروع لأنه يهدف إلى تبنى المرحلة السنية من سن الحضانة إلى سن القبول فى الجامعة.. وهو يحمل شعار لا للدروس الخصوصية لأنه يعمل على الارتقاء بأولادنا وبالمدرسة وبالمناهج الدراسية.. فنحن لن نعمل على إعداد التلميذ للامتحان.. بل ستكون رسالتنا الكشف عن المهارات والنبوغ فيهم، المهم أن نغرس فى أولادنا الهوية المصرية..

    صحيح أن معظم مناهجنا باللغة الإنجليزية لكن الانتماء هو الأصل.. سوف تكون مهمتنا أيضاً تعليم الطفل طرق البحث.. فتنمية مهارة البحث أصبحت مطلوبة فى زمننا هذا خاصة أن أطفالنا المصريين يتفوقون عن أطفال العالم فى النبوغ.. فالأوروبيون يشهدون لأطفالنا بهذا.. ومع ذلك فأطفالهم يتميزون عنا فى الأبحاث. فمثلاً الأطفال الإنجليز يدرسون الحضارة المصرية وأطفالنا لا يحبون تاريخ بلدهم.. لم نسمع أننا فى مدارسنا قمنا بتكليف الأطفال بإعداد أبحاث عن الحضارة المصرية التى هى عنواننا.

    أنا شخصياً أؤيد «نهال مصطفى مراد» فيما تقوله.. فقد أثلجت صدرى وهى تكشف عن المستور فى مناهجنا الدراسية.. الفشل والخيبة والتخلف.. ولذلك نجد أولادنا يتخرجون فى الجامعات وهم أنصاف أميين.. فلسفة الحياة عندهم لم تعد موجودة.. لم يتعلموا مهارة الابتكار أو الاختراع.. أو مهارة التعامل.. ولا لغة الحوار.. كل همهم الحفظ مع أن الحفظ ليس شطارة.. المهم أن أفهم وأطبق وهذا هو الذى ينقصنا فى مدارسنا.. وفى جامعاتنا.. الشىء الذى أعجبنى فى مدارس أحمد نظيف أنها سوف تحتضن الأطفال غير القادرين.. فقد تم تخصيص ٢٠٪ منحاً دراسية للطفل الموهوب غير القادر على المصاريف..

    وهذه السياسة سوف تساهم فى اكتشاف عباقرة من بين أطفال الطبقتين المتوسطة ومحدودى الدخل.. على الأقل سيأتى اليوم الذى نشهد فيه مولد عباقرة من المصريين صنعناهم بأيدينا.. ولم يصنعهم الاضطهاد فى مصر بسبب الفوارق الاجتماعية كما حدث مع العلماء أحمد زويل ومجدى يعقوب ومصطفى السيد.. فهؤلاء الثلاثة لأنهم اضطهدوا فى بلدهم.. فقد اكتشفتهم أمريكا وإنجلترا.. الجميل فى هذا الموضوع أن صندوق تطوير التعليم الذى ينشئ مدارس النيل سوف يتبنى عباقرة المستقبل.. حتى تخرجهم فى الجامعات سواء كانت مصرية أو أجنبية.

    لذلك أقول شكراً للدكتور أحمد نظيف.. المهم أن نضع أيدينا فى يده من أجل الارتقاء بالعلم والعلماء فى بلدنا.

    كلمات مفتاحية  :
    مدارس احمد نظيف مقالات اراء

    تعليقات الزوار ()