بتـــــاريخ : 6/13/2010 3:06:04 AM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1007 0


    الاسلام من مكة الى ستي ستارز

    الناقل : SunSet | العمر :37 | الكاتب الأصلى : jamal_2022 | المصدر : www.borsaat.com

    كلمات مفتاحية  :
    إسلام مكة ستي ستارز
    الإسلام.. من مكة إلى سيتي ستارز

    لا أدرى هل هي الصدفة التي جمعت كل هذه الأشواك في طريقي خلال الفترة الماضية؛ مما أرق مضجعي وأصابني بالغيظ والكمد، أم أن الأمر بالفعل قد أصبح "هوجة" لكل من هب ودب؟.. فالكل يتحدث ويناضل من أجل هذه القيمة العظيمة ألا وهي: الدعوة للابتعاد عن الدين للحاق بركب التقدم
    هذه النغمة تزداد يوما بعد يوم، ولا يستطيع أحد أن يناقشها أو يجادلها خوفاً من أن يتهم بالرجعية والتخلف، والكل يهز رأسه موافقاً على هذه الدعاوى "النبيلة" التي تكشف عن هذا العلم المتدفق الذي حققته مصر عندما ابتعدت عن الدين
    *******
    كلما جلست لأتابع أى برنامج الآن صدمتني هذه الوجوه؛ فتارة يكون الضيف نجماً سينمائياً، وتارة يكون وزيراً أو كاتباً صحفياً أو حتى ما يطلقون عليه مفكراً إسلامياً، وعادة ما يكون مع هذا الضيف راقصة أو فنانة لتدلي بدلوها هي الأخرى في نظرتها للدين الإسلامي، وكيف أنه "دين قلوب"، وأن علاقتها مع الله وليست مع الناس، ودائماً ما يكون على ألسنتهم هذه الجملة الخالدة: "الناس طلعوا القمر برة، وإحنا لسة بنتناقش ندخل الحمام برجلنا اليمين ولا الشمال"؟
    كل من هؤلاء عندما تسمعه تظن أنه بينه وبين اتِّـباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم (تار بايت).. كلما سمع كلمة عن الحجاب أو غض البصر أو قدسية القرآن أرغى وأزبد ورفع صوته بأن كل هذا قابل للتعديل، وأن القرآن كلام يستحق القبول أو الرفض، وأن الحجاب عادة قبلية يمنع المرأة من التفكير؛ لأنه يغطى عقلها.. وغير ذلك من الأمور
    لا أدعي أنني ممن يلتزم بدينه التزاما كاملا غير ناقص؛ ولكنني أعتقد أن بداخل كل منا هالة من نور الحق، تخبو قليلاً إذا علاها رماد الذنب والنسيان؛ ولكنها تسطع في فورة الدفاع عن الدين، والآن.. ولأنني بصراحة فاض بي الكيل- فإنني بكل أدب أسأل كل هؤلاء: وكيف عطلكم الدين عن التقدم؟
    *******
    الذي قال متحسرا: إن الناس تشغل نفسها بدخول الحمام بالقدم اليمنى أو اليسرى، كيف عطلك هذا عن الصعود للقمر؟؟ هل يبقى المسلم أمام الحمام خمسين عاما يفكر بأي قدم سيدخل الحمام، ولهذا ستضيع منه الرحلة لاستكشاف القمر؟؟ ما المشكلة في أن أدخل الحمام بقدمي اليسرى وفي نفس الوقت أكون أعظم مخترع في البشرية؟؟ ألم يكن كل علمائنا الأوائل الذين طاف علمهم كل بلاد الدنيا من هؤلاء الذين يدخلون بقدمهم اليسرى، ويتبعون سنة النبي؟؟ كيف اخترعوا كل هذه الاختراعات إذن، وهم يصلون ويصومون ويحجون ولا يأكلون إلا الزيت والخبز كما ورد في كثير من الآثار؟؟ هل من الضروري أن أتناول السيمون فيميه ثم أغطس في الجاكوزي وأدخل حمام مغطى بسيراميكا كليوباترا، وأخرج لأجلس في التكييف مع سيجارتين مع سب الدين حتى أصعد إلى القمر؟؟
    ما المشكلة في أنني عندما أستقل الصاروخ صاعداً إلى القمر أن أقول دعاء الركوب؟؟ هل هي سبة في جبين العلم والعلماء؟؟ هل سيعطلني هذا الدعاء عن أمور عظيمة أكثر أهمية مثل ملء الزمزميات والتأكد من الساندويتشات للرحلة؟؟
    *******
    والذي قال: إن حجاب المرأة يعزلها عن العالم ويكبح تفكيرها لأنه يغطي عقلها، فما أعرفه وما درسته في الأحياء أن الذي يعلو جسد المرأة هو الرأس أو الدماغ أو الجمجمة وليس العقل بالتأكيد؛ فالعقل هو ذلك الشيء اللامحسوس الذي يجعلنا نعقل الأشياء، وليس ذلك الجزء المادي حتى يغطيه الحجاب، وإذا افترضنا أن العقل هو ما يغطيه الحجاب بالفعل؛ فمن الذي اخترع هذا الاختراع المدهش الذي يؤكد أن عقل المرأة يتأثر بالغطاء؟؟ وهل غاب عن مخترع هذا الاختراع أن نصف دينه -إذا كان مهتما بهذا الدين أصلا- قد أخذه ممن كانت ترتدى الحجاب والنقاب، ألا وهى السيدة عائشة أم المؤمنين؛ ناهيك عن ألوف المسلمات اللاتي أثبتن رجاحة عقلهن في كل ميادين العمل وهن يرتدين هذا الذي يكبح جماح العقل؟ كيف يمنع الحجاب عقل المرأة إذن؟
    أما عن حرية الرأي فحدث ولا حرج؛ فدائماً هناك مكيالان لحرية الرأي المزعومة هذه؛ فإذا سب أحدهم الدين أو الله -تعالى عما يقولون علواً كبيراً- في قصيدته أو كتبه؛ فهذه هي أسمى آيات حرية التعبير، والمطالبة بأن يقول من يريد ما يريد في أي وقت، ولا سلطة لأحد على أحد، أما إذا اعترض أحد على هذه الآراء، قامت الدنيا على من اعترض، وصار متهما بأشنع الألفاظ ومعاداة الرأي والتخلف وعدم الفهم، وكأن حرية الرأي والتعبير اقتصرت على من يشتم الدين فقط، أما من يدافع عن دينه فللدين رب يحميه
    *******
    الغريب أن كل من ينادي بالابتعاد عن هذه الفرائض والسنن بدعوى التركيز في العلم والتقدم لم يفعل أي شيء في سبيل هذا العلم والتقدم، ولم يتقدم أي منهم قيد أنملة في طريق النبوغ؛ فالممثل الذي يتقاضى ملايين الجنيهات في الفيلم الواحد لم يفعل شيئاً للعلم، والكاتب الذي شنف آذاننا بتحرره ودعوته لتحرير الدين من هذه الأفكار الرجعية لم نره يوما يقدم فكرة واحدة لرفعة بلده، اللهم إلا بعض لقاءاته في القنوات الفضائية التي يتقاضي على كل منها آلاف الجنيهات في الأستوديو المكيف وأمامه المياه المعدنية، والمخرجة التي صدعتنا بدعوتها إلى حرية المرأة ونضالها الدائم من أجل أن تتحرر المرأة -من قاهرها وظالمها ذلك الرجل الذى ينفث النار من أنفه- لم تقدم فكرة واحدة قابلة للتطبيق، ولم تقدم شيئا نفع أحدا.. لا رجلا ولا امرأة ولا حتى سحلية
    إننى لا أدعو لأن نتجه كلية للدين ونترك دنيانا؛ فقد أوصانا رسولنا صلى الله عليه وسلم أن نزرع الفسيلة التي في أيدينا حتى ولو قامت القيامة، وهذه دلالة على تأصيل معنى العمل الدنيوي، ولكن كل ما أدعو إليه ألا يصوَّر الدين دائما على أنه "بعبع" وما زال خارجا من الكهف "طازة".. إن ديننا الإسلامي دين يسر، يقبل التطور والتقدم؛ ولكن في حدود تشريعاته وليس على حسب هوى كل من ملكه هواه!
    *******
    المشكلة أن كل واحد من هؤلاء يريد ديناً على مقاسه.. فالراقصة تريد ديناً يشجع الرقص.. والفنان يريد ديناً يأمر بالقبلات؛ وخاصة إذا كانت في سياق الدراما، والشاعر يريد ديناً يسمح بسب الله والرسول بدعوى حرية التعبير.. كل منهم يريد ديناً (كاجوال).. ديناً مودرن).. ديناً ليس موطنه الأصلي هو مكة المكرمة؛ وإنما موطنه الأصلي.. سيتي ستارز
    *******
    -أشرف توفيق-


    كلمات مفتاحية  :
    إسلام مكة ستي ستارز

    تعليقات الزوار ()