التعارف قبل الزواج
التعارف قبل الزواج تقليد اجتماعي تختلف حدوده وطرائقه من بيئة إلى أخرى ومن مجتمع إلى آخر.
ورغم أن هناك اتفاقاً على أهمية التعارف في دعم العلاقة الزوجية إلا أن دوائره تضيق وتتسع وفقا لمدى تمسك أسرة الشاب أو الفتاة بالقيم الإسلامية أو التقاليد والأعراف البيئية الموروثة.
ولأن التعارف قبل الزواج سلاح ذو حدين فقد تجولت الفرحة في عقول عدد من الفتيات والشباب في عمر الزواج وأولياء أمورهم لتستطلع آراءهم وترصد تجاربهم لعرضها على أهل الاختصاص والرأي، وفيما يلي حصاد هذه الجولة :
متابعة عن بعد :
في البداية ترى أم شرين أن فترة الخطوبة لا يجب أن تزيد على 6 أشهر، فهذه فترة كافية، ومهما طالت فإنها لن تظهر كل الحقائق، والمهم أن يكون الشاب من بيت محافظ وذا سمعة طيبة حتى يتم الموافقة على دخول منزل المخطوبة والتعرف عليها.
وحول تجربتها في زواج بناتها تقول :
إذا توفرت للوهلة الأولى بعض المعلومات التي تؤكد أن الشاب من بيت ملتزم فإنني أسمح لهما بالحديث معا، وما دامت الفتاة محافظة ونشأت في بيئة لها أعراف وتقاليد، فإنها ستحافظ على نفسها، ولا شك أن الشاب المستهتر يتم اكتشافه بسهولة، وأنا لا أتدخل في شؤون ابنتي إلا إذا اشتكت، فعندئذ أتدخل وأضع النقاط على الحروف، وإذا كانت ابنتي ليس معها الحق والحق مع خطيبها فإنني لا أتردد في نصرته وتخطيء ابنتي، ودوري باختصار في مرحلة التعارف هو المتابعة عن بعد.
وتوضح الأخت أميمة البداح ( أم لابنة مقبلة على الزواج) أن تقاليد وأعراف المجتمع الكويتي لا تقر فترة التعارف لكنني لا أجد بأساً في أن تتكرر زيارات الخاطب إلينا، لكن في ظل الضوابط الشرعية، ولا أجد ضيراً في أن يجلس الشاب والفتاة في حضرتنا للتحاور والتناقش وتبادل المعلومات ومعرفة كل طرف لفكر وثقافة وأسلوب الطرف الآخر ونظرته المستقبلية وأهدافه في الحياة مشيرة إلى أن التعارف يحقق الإيجاب والقبول المؤسس على الإقناع والراحة النفسية التامة بل التوافق فيما بينهما.
وتستطرد قائلة : الاتفاق من خلال فترة التعارف على ترتيبات الزواج وتبادل الرأي حولها هو أمر مشروع، فالحياة الزوجية لها قدسية خاصة وليست مجرد عملية بيع أو شراء، وإنما محاولة لجمع شخصين قد يكونا متباينين في الطباع والثقافة والبيئة تحت سقف واحد، ولهذا يجب أن يراعي كل طرف في شريكه أن يكون مستعداً لتحمل تبعات الزواج، وأن يعرف ماله وما عليه، وتقول إن صداقات الشاب وطريقة تربيته والبيئة التي نشأ فيها تؤثر على سمات شخصيته، وهناك من يردد قل لي من صديقك أقل لك من أنت. كذلك المستوى الاجتماعي والثقافي يجب أن يكون متقاربا وكذلك التكافؤ في المستوى التعليمي بحيث لا يكون الشاب أقل تعليما من الفتاة التي يرغب في الاقتران بها.
أما علي الهواري ( أب لأبناء وبنات في عمر الزواج) فيقول :
كما أنني أحسنت تربية أبنائي البنين أو البنات، فإن من يتقدم لخطبة ابنتي يجب أن يكون على المستوى نفسه من حسن الأخلاق والتربية، وحسن تخير الزوج المناسب للبنت مقدم على اختيار الزوجة المناسبة للابن، ولا تهمني مسألة الفقر والغنى ولكن ما يهمني هو المبدأ، فإذا كان الشاب خلوقاً وصاحب مبدأ وجاداً في الزواج فلن يكون هناك إلا الترحيب به، وإتاحة الفرصة له للتعرف على ابنتي، وهذا الأمر هو حق مشترك لهما، ودوري أن أسدي إليها النصح وتبصيرها بكيفية التعامل مع شريك حياتها، والنقاط التي يجب أن تتعرف عليها، أما الابن فله حرية الاختيار لكن في ضوء ثقافة البيئة التي نشأ فيها ولابد أن تكون هناك موافقة مبدئية مني على الأسرة التي سيخطب منها، وبعدئذ أقدم له خبراتي في الحياة وأترك له حرية القرار.
وترى فتاة في عمر الزواج رفضت ذكر اسمها أن أهم المعلومات التي ستحرص عليها هي مكانة أسرته الاجتماعية ومسماه الوظيفي وسمعة أهله وميوله وهواياته ومواصفات من يريد أن يرتبط بها ولا يهمني إذا كان له ماض عاطفي أم لا، المهم أن أشعر أن لديه رجولة وأنه جاد في الارتباط، وليست هناك مشكلة في أن أخرج معه لمزيد من التعارف والتشاور حول حياتنا.
لا .. للعلاقات العاطفية :
وتعارضها س. ل جامعية قائلة: أهم شيء ألا يكون له علاقات عاطفية سابقة، لأن هذا النوع من الشباب لن تُرضيه أية فتاة مهما صنعت له، وحتى لا يقارن بيني وبين من كان يعرفهن، وأحب في زوجي أن يكون وسيماً ومن أسرة ذات حسب ونسب حتى تكافئ أسرتي، وبعد ذلك تأتي التفصيلات الأخرى، فأنا حريصة على معرفة رأيه في عمل المرأة وهل هو من النوع المتسلط أم لا، وهل سيتدخل في كل كبيرة وصغيرة في حياتي أم لا، وكل هذه معلومات ضرورية ومهمة يجب الوقوف عليها، لأن هناك الكثير من الزيجات التي تمت دون تعارف كاف وقد فشلت.
أمر ضروري :
يقطع عايد خداش ( يفكر في الخطوبة) بأن التعارف أمر ضروري ويجنبنا انتكاسة الحياة الزوجية، فكم أسر أقيمت دون تعارف وانهارت بعد ذلك بسبب تباين طباع الطرفين واختلاف رغبات كل منهما، وقصر العدل حافل بالكثير من القضايا التي سببها عدم التعارف ولا بأس أن يتم التعارف من خلال عدة لقاءات في وجود محارم، وفي حالة رفض أهل الفتاة هذه اللقاءات يمكن البحث عن أخرى، ويجب على أهل الطرفين أن يقوما بدور مهم في تقريب وجهات النظر بين الخاطب وخطيبته من خلال تبادل المعلومات عن مستوى المعيشة وإمكانيات الزوج والشروط التي ينشدها الخطيب في خطيبته، والاتفاق على كل ما من شأنه أن يسبب مشكلات لاحقاً، والحقيقة أنني أبحث عن فتاة خلوقه، ملتزمة، هادئة الطباع، جميلة الشكل، هذا وتبادل المعلومات عن طريق النساء وحده ليس كافياً، لأن الشاب يرغب في معرفة معلومات مهمة بنفسه سواء عن البنت أو عن طريقة تعاملها مع أهلها وطريقة تربية والدها لها وغير ذلك من المعلومات التي تساعد في استقرار الحياة الزوجية مستقبلا، وكثيرا من مجتمعاتنا العربية والإسلامية لا توافق على مسألة الفحص قبل الزواج لأنها إساءة إلى الفتاة، وفي تقديري أن هذا الفحص ضروري جداً خاصة في زواج الأقارب فكثيراً ما تكون هناك أمراض وراثية.
موقع مسلمة