أثناء زيارة (ستانوود كب) لتركيا يقول :
لم يكن الأتراك أمناء كتجار فحسب، ولكنهم كانوا أمناء كخدم أيضا، ولقد كان قولا شائعا بين البعثات التبشيرية: أنه إذا ما فقد واحد شيئا بالمصادفة في قرية تركية، فإنه سوف يستعيده في تسع حالات من عشرة.
وعندما كنت أتحرك بين عامة الناس، كانت تأخذني بصفة خاصة سكينتهم وهدوؤهم في كل الأوقات، ولقد كانت هناك فرصة أمام المرء لرؤية اختلاف المزاج بين التاجر المسلم وغيره من منافسيه على طول رصيف البسفور مثلا. فبينما كان الآخرون ينطلقون لتصيد العملاء (الزبائن) وهم يصيحون بصوت عال: ويجدفون عند أي احتمال. ويقفزون غالبا من قواربهم لإغراء الناس بتجارتهم، وكان المسلم يجلس في هدوء متعال، منتظرا من يشاء الله أن يسوقه إليه من مشترين. وكان هذا المنزع بالفعل أكثر إغراء لنا من العجلة العاجلة لرجال القوارب الإغريق والأرمن الذين كنا ننحيهم جانبا لنصل إلى قارب الرجل التركي.
انتهى كلامه.
وأقول تعليقا على كلام (ستانوود كب) :
إنها لصورة رائعة تمثل المسلم في توكله، وما أضفاه عليه دينه من وقار وأخلاق رائعة، قد جذبت وأعجبت الرجل الغربي إليه.
إن الإسلام ينتشر بالعمل التطبيقي للمسلم المثالي، فما أحوج العالم لنا ونحن متلبسين ثياب الإسلام في قلوبنا وعقولنا وسلوكنا.
إن هذا الموقف يؤكد لنا أن مجال الدعوة الإسلامية من مقدور كل أحد بسلوكه الإسلامي، كما فعل أصحاب القوارب الأتراك.
اللهم احفظ علينا ديننا وزينا به خالصا لوجهك الكريم.