بتـــــاريخ : 7/13/2010 11:24:29 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1235 0


    النظام الاجتماعي الإسلامي وأهميته في البناء الحضاري

    الناقل : SunSet | العمر :37 | الكاتب الأصلى : أبو حاتم | المصدر : www.propheteducation.com

    كلمات مفتاحية  :
     

    النظام الاجتماعي الإسلامي وأهميته في البناء الحضاري
    إن النظام الاجتماعي المتكامل الذي جاء به الإسلام، وصبغ به الحياة الإسلامية، هو نظام رباني اختاره الله للبشرية، لينظموا حياتهم عليه، وليحييهم حياة طيبة آمنة، ويسعدهم بها في الدنيا والآخرة، لا تتداخل فيه أهواء البشر الشاردة، أو أنظارهم القاصرة، وإنما هو وحي إلهي رائق ينظم حياة الناس وينسقها، كما ينظم حركة العوالم ويهندسها، ويسعد حياة البشر ويهنئها، كما يخرج أزهار الربيع ويبهجها، لأن صنعة الخالق في الجماد أقل منها في الإنسان ولطفه ورأفته بالناس أكثر وأفضل وأعظم منها في غيره، وهذا ما يقتضي تكريمه وتفضيله، {ولقد كرمنا بني آدم...} ، فناسب أ ن يكون نظام الحياة الاجتماعية مواكباً بهذا التفضيل والتكريم، ومن أهم أسس هذا النظام:
    1-المساواة بين البشر:
    يقيم الإسلام المجتمعات الإسلامية على قاعدة مهمة مستقيمة ، هي المساواة التامة بين البشر، ويقرر المساواة على إطلاقها ويبغض التفاضل إلا بالتقوى، فهي مساواة بين البشر، تامة بين الأفراد والجماعات، وبين الأجناس، وبين الحاكم والمحكوم، لا فضل لرجل على رجل، ولا أبيض على أسود، ولا عربي على عجمي، {يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى...} ، قومية عالمية، ووحدة إنسانية متكاملة، تكون جماعة دولية تمحى فيه الامتيازات القائمة على الاختلاف في الألوان والأجناس واللغات والحدود الجغرافية، ومن المحال أن تكون حضارة إنسانية عالمية إلا بتحقيق ذلك؛ لأنها من جانب تحافظ على فردية الفرد، ومن جانب آخر تطهرها من كل ما قد يكون فيه من الميول المتناقضة والنظام الاجتماعي الإسلامي بهذا يقطع الطريق على النظام الطبقي وما يصاحبه من نظام اجتماعي .
    2- العدل:
    جاء الإسلام بالمبادئ التي تكفل تماسك الأفراد والجماعات، واطمئنان الأشخاص والأمم والشعوب والثقة بالمعاملات والوعود والعهود، جاء بالعدل الذي يكفل لكل فرد ولكل جماعة ولكل قوم قاعدة ثابتة لتعامل، لا تميل مع الهوى ولا تتأثر بالود أو البغض، ولا تتبدل مجاراة للقريب أو النسب، والغنى والفقر، إنما تكيل بمكيال واحد، وجاءت آيات العدل في القرآن قاطعة أمره: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان} ، {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} ، {وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى} ، وذكر الفخر الرازي إجماع العلماء على وجوب الحكم بالحق على الحاكم، فقال:"أجمعوا على أن من كان حاكماً وجب عليه أن يحكم بالعدل، قال تعالى:{وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل}..." ، والعدل يشمل العدالة الذاتية، أي الشخصية والقانونية، والعدالة الاجتماعية وغيره.
    3- الحرية:
    يقيم التصور الإسلامي المجتمع على أساس الحرية في أجلّ معانيها، وأسمى مقاصدها، وأروع مظاهرها، ومن هذه الحريات:
    أ‌- حرية الإعتقاد، قال تعالى:{لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي} ، وقال {لو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين} .
    ب‌- حرية الفكر، فلقد قامت الدعوة الإسلامية إلى دعوة في التفكر في خلق السموات والأرض، وفي خلق أنفسهم وفيما حولهم، مما تقع عليه أبصارهم أو تسمعه آذانهم، ليصلوا من وراء ذلك كله إلى معرفة الخالق {قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا} ، {أو لم ينظروا في ملكوت السموات والأرض} ، {قل انظروا ماذا في السموات والأرض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون} ،{سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق} .
    ت‌- حرية القول في حدود الشرع، بل قد يكون مطلوباً إذا كان أمراً بمعروف أو نهياً عن منكر، {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف} ، (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده) ، (أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر) ، فالإنسان في المنهج الإسلامي سيد نفسه، وله الحق في أن يمارس حريته بشرط أن لا تستبد به أهواءه، أو تستبعده شهواته، وعدم تعارضها مع الصالح العام، فلا تتعارض حريته مع حق المجتمع بكامله، وقبل هذا كله ألا تخالف آية محكمة، أو سنة متبعة، أو ما أجمعت عليه الأمة .
    4-الأخوة:
    كان لا بد من تجمع على المبدأ والدعوة إلى الخير، وحمل لواء الطهر وركيزة الحضارة الإنسانية، وتحمل تبعاتها، فكان لا بد -إذاً- من قيام جماعة تتلاقى على الإيمان بالله والأخوة على هذا الإيمان، لتقوى على الأمر العسير الشاق بقوة الإيمان والتقوى، ثم بقوة الحب والألفة، {إنما المؤمنون إخوة} ، {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين} ، {ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان} .
    5-التعاون:
    بعد أن أقام الإسلام المجتمع المسلم على أساس الأخوة، أوجب على المسلمين الاتحاد والالتفاف حول راية القرآن وحول غاية واحدة، وحرم عليهم الفرقة والاختلاف {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا} ، {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم} ، {ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا} ، {وإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر} ، والمجتمع المسلم تتوافر فيه الجهود وتتضافر العزائم للسعي إلى الخير والتعاون على البر {وتعاونوا على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} .
    6- الأخلاق والفضائل:
    إذا أراد الإنسان أن يتعرف على الجانب الأخلاقي في الحضارة الإسلامية، يجد منظومة شاخصة تبعد أن تسامى، وترتفع عن أن تبارى، وتعتبر الأخلاق أصل الحياة الإسلامية...، (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) ، وقد التزم ذلك صاحب الرسالة r وصحبه الكرام حتى كانوا مثلاً في ذلك، {وإنك لعلى خلق عظيم} ، {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} ، وفي أهمية الأخلاق في المنظومة الحضارية، يقول الشاعر:
    إنما الأمم الأخلاق ما بقيت *** فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا.
     


    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()