بتـــــاريخ : 8/10/2010 1:29:04 AM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1284 0


    أثر شعور الطفل بعدم الاهتمام

    الناقل : SunSet | العمر :37 | الكاتب الأصلى : عبد الكريم العامري | المصدر : www.annabaa.org

    كلمات مفتاحية  :

     

    شبكة النبأ: تلعب الطريقة التي يتربى بها الطفل في سنواته الأولى دورا هاما في التأثير على تكوينه النفسي والاجتماعي، بعبارة أعم على تكوين شخصيته، فإن كانت هذه الطريقة أو أسلوب التربية يقوم على إثارة مشاعر الخوف وانعدام الأمن في نفوس الأطفال الصغار في مواقف متعددة، متكررة، ترتب عن ذلك تعرضهم للاضطراب النفسي والتأخر في نواحي النمو المختلفة، الذي يؤثر دون شك في صحتهم النفسية في مستقبل حياتهم..من هذه الأسباب شعور الطفل بأنه منبوذ من ذويه.

    يسلك بعض الآباء مع أبنائهم أنماطا مختلفة من السلوك تدفعهم الى الشعور بأنهم غير مرغوب فيهم. كلما تكرر هذا السلوك، خاصة في المراحل الأولى من حياة الطفل، أثر ذلك تأثيرا بالغا في تكوينه النفسي. ذلك أن الطفل في هذه الفترة من فترات النمو يعتمد على والديه؛ إذ يتطلب منهما العطف، الحنان، الحماية، بيد أنه إذا ما تعرض لهذا السلوك في مرحلة متأخرة كمرحلة المراهقة مثلا، فإن آثار الإهمال والنبذ تكون محدودة بسبب ما وصل اليه المراهق في هذه السن من نمو ونضج انفعالي.

    الأسباب التي تدعو الى الشعور بأنهم غير مرغوب فيهم:

    1ـ الإهمال:

     إهمال الأطفال وعدم السهر على راحتهم من ناحية المأكل، المشرب، الملبس، النظافة، الواقع أن الأم الطيبة لا تهمل هذه الأمور، تعتقد أن القيام بها من الضروريات التي يجب عليها الاضطلاع بها نحو أطفالها.

    2ـ  انفصال الطفل عن والديه:

    الطفل الصغير حساس جدا، لبعد أمه عنه، حتى ولو كان ذلك لفترات قصيرة، فإن هذه الفترات كافية لأن تشعره بالقلق.هنا نجد الطفل دائم السؤال عنها. قد يحدث في بعض الحالات أن يؤدى بعد الأم عن الطفل وتغيبها عنه الى نوع من الاستثارة الانفعالية تكون أحيانا على شكل صراخ أو ثورات غضب.

    3ـ التهديد بالعقاب:

     التهديد بالعقاب البدني بقصد تعويد الأطفال النظام والطاعة.

    4 ـ التهديد بالطرد:

     من المنزل أو الحرمان من فسخه أو إرساله الى مدرسة ايوائية أو تسليمه الى رجل الشرطة إذا ما ارتكب ذنبا في محيط أسرة.

    5ـ كثرة التحذيرات:

     إذا ما طلب الطفل أن يخرج بمفرده للطريق العام، أو إذا طلب اللعب مع رفاقه خارج المنزل؛ كأن يقال له مثلا: إذا خرجت للعب بمفردك فسوف تتعرض لأخطار الطريق، ربما دهمتك سيارة مسرعة..من التحذيرات الأخرى ما يتصل بالطعام، كأن يقال له مثلا: إذا أكلت هذا النوع من الطعام ستصاب بالمرض.

    إن هذه التهديدات والتحذيرات على مستوياتها المختلفة تثبت في عقل الطفل وترتبط دائما بمثيرات معينة، تصبح فيما بعد مصدرا للفزع والضيق والشعور بعدم الأمن. أن هذه التهديدات تحدث من الأثر السيء في نفوس الأطفال، أكثر مما تحدثه الخبرة نفسها، إذا ما تعرض لها الطفل في الحالات السابقة.

    6ـ إذلال الطفل:

    يأخذ هذا الإذلال صورا متعددة: النقد أو السخرية، اللوم، المقارنة بين الأطفال في أمور تقلل من شأنهم في نظر أنفسهم، أو إطلاق أسماء أو ألقاب تهكمية، مديح أصحاب الطفل وذكر ما بهم من محاسن؛ كأن يقال مثلا: إن فلانة جميلة وشعرها جذاب... إن هذا القول، دون شك يجرح شعور الطفل، يجعله يعتقد أن والديه يعتقدان انه غير جميل أو نظيف.

    7ـ المزاج العصبي:

     أن تكون الأم عصبية المزاج، يسود سلوكها الضجر والتذمر وهي تقوم بإشباع حاجات الطفل.

    8ـ عدم حماية الأطفال والاهتمام بشئونهم، يأخذ ذلك مظاهر مختلفة: وضع سرير الطفل في مكان معرض لتيار، وضع مكتبه في مكان تكون فيه الإضاءة غير كافية، إهمال الإجابة عن أسئلة الأطفال أو نسيان عيد ميلادهم، عدم التعقيب أو التوقيع على تقرير أو ورقة امتحانية أو شهادة مدرسية أو عدم مديح الطفل لحصوله على جائزة.

     

    أثر الأسلوب في سلوك الأطفال:

    1ـ إن الطفل غير المرغوب فيه يكون دائم الملاحظة لوالديه، يراقب حركاتهما، يتتبع خروجهما ومواعيد عودتهما الى المنزل بتلهف شديد وبقلق زائد.

    نلاحظ في مثل هذه الحالات قيامه بمحاولات عدة ليكسب بها حب والديه، ذلك بسبب ما يشعر به من أن والديه لا يبادلانه الحب. من الملاحظ أنه بقدر قلة حب الآباء لأبنائهم، يزداد تعلق الأبناء بآبائهم. يقول الباحثون في هذا المجال؛ إنه في حالة عجز الطفل عن الحصول على حب أمه مثلا، فإنه في بعض الأحيان يلجأ الى سرقة شيء عزيز لديها يحتفظ به، يخفيه عنها، طالما يتعذر عليه أن يحصل على حبها.

    2ـ يقوم بأنواع من السلوكيات يقصد بها لفت نظر والديه: صراخ أو ضحك بصوت عال، القيام بنشاط زائد، كثرة الشكوى والتذمر، كثرة الشقاوة أو التخريب، إتلاف أدوات المنزل والأثاث، السرقة..

    إنه يقوم بذلك السلوك: إما لأجل أن يلفت نظر والديه، وإما أن يقوم به كوسيلة انتقامية. مثلا في حالة تخريب أو إتلاف أدوات المنزل والأثاث، فإنه يعرف جيدا أن والديه سيشتريان بدلا منها (هذا عقاب لهم). أما في حالات السرقة من الغير فهم على علم واضح أن هذا السلوك سيجعل الآباء في مركز حرج، هذا من جهة، من جهة أخرى فإن وجود الأطفال في مثل هذه المواقف سيدفع الآباء الى حمايتهم.

    3ـ في حالات أخرى يعرض الطفل نفسه للجروح والكدمات، كل ذلك ليلفت نظر أهله إليه ليعتنى به. يدعي الطفل المرض بصفة متكررة، يمتنع عن الأكل أو الكلام، يتبول على نفسه لا إراديا..ما هذه إلا مظاهر للاضطراب النفسي.

    4ـ القيام بسلوك يتميز بالمقاومة، العدوان، الثورة، العناد، فكثيرا ما نجد هؤلاء الأطفال مصدر تعب للمدرسة، المنزل، ليس من السهل إخضاعهم للسلطة.

    5ـ الأطفال هؤلاء يقومون بسلوك يدل على حقدهم على المجتمع وتحديهم للسلطة. إن سلوكهم يدل على المرارة، الغيرة وعدم الرضا. إنهم في الواقع يعبرون عن هذه المشاعر بطريقة تدل على عدم الاكتراث.

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()