بتـــــاريخ : 8/11/2010 6:19:21 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1389 0


    السقوط المقنع والافلاس المعنوي

    الناقل : SunSet | العمر :37 | المصدر : www.annabaa.org

    كلمات مفتاحية  :
    نفس السقوط المقنع الافلاس المعنوي

     

    اعداد:  قسم المتابعة

     

    لا سقوط أكبر من أن يشعر المرء في قرارة نفسه أنه فاقد لمعنى وجوده الأخلاقي.

    يمكن اعتبار معرفة الإنسان لنفسه حجر الزاوية كي يحدد لها أن يكون في مصاف الصالحين أو الطالحين مع أن مصطلح الصلاح يذكر دوماً بمقولة رائعة للسيد المسيح عليه السلام وهو يشير لنفسه بعد أن سموه بالصالح إذ يقول: (ليس هناك صالح غير الله) وهذا التواضع الشديد في كلمة النبي عيسى عليه السلام وبهذا الوصف يعلّمنا كما علمنا كل نبي عليهم السلام درساً من دروس المنطق العادل وكيف ينبغي أن يكون، فأخطر ما يواجه الإنسان هو شعوره بالإفلاس المعنوي أمام ذاته.

    والمرء السوي هو دوماً ذلك الشخص الذي يتزود من معلومية.. الأخلاق الرفيعة السامية سواء أخذها عن نص ديني من كتاب سماوي مقدس كالقرآن الكريم أو من نظرات الأتقياء لهذا العالم الصاخب بهدوء أحياناً وبضجيج بمرات أخرى ويبقى المهم أن يتم استيعاب المرء لذاته ضمن دائرة حواراته مع دائرة عقله وضميره في تأملاته اليومية وتطلعاته إلى الواقع وأخيراً تمحيصه لمعنى وجوده بهذه الحياة التي سيخسر تواجده على أرضها عاجلاً أم آجلاً.

    في كل يوم تمر أمام أذهاننا أشرطة من البيانات والتبينات في حين تحدثنا تواليات الأحداث والوقائع أن هناك خيطاً غير مرئي يعتمل على محاولة تجميل القبيح أو تقبيح الجميل ومع أن هذه ليست سُنَّةً محببة لشيطانية صاحبها لكن الغطاء الشخصي لمثل هذه الحالات يمثل انحرافاً نحو مستنقع السقوط أو على الأقل وجود استعداد فعلي لتقبل مثل هذا السقوط الذي إذا ما لازم المرء فقد يصبح عقيدة لديه وعندها يصعب الاحتكام لمعرفة أي قاعدة قد عملت على استخلاف شخص قد فضل انتهاج مبدأ الكسب المادي أو الكسب المعنوي بصورة لا تنم عن أي استحسان يمكن أن يقنع نفسه به وهذا هو منتهى السقوط الذي يشعر به المرء أمام مرآة عقله.

    واختلاجات المرء مع ذاته غالباً ما تتمحور نحو الطمع في استحصال النتائج وهذا الطمع يصل في حالاته السلبية لإلحاق الضرر المعنوي قبل أي شيء بالآخرين لكنه يترسخ بشكل مؤكد حين يتجه المرء نحو أداء خدمة إنسانية لهم من موقع الطيبة المجبولة عليها ذاته ولكن يبقى الخطر المهدد للإنسان من خلال المؤثرات السلبية القادمة إليه من بعض محيطه الاجتماعي وفساد البيئة العلائقية مع الأقران وعدم وجود ضابط عائلي أو ضغط لرادع الضمير.

    وتشاء الظروف بأحيان ليست قليلة مع قليل أو كثير من الخط أن يتبؤا الإنسان السلبي مركزاً علمياً أو مركزاً اجتماعياً أو منصباً حكومياً فيشعر أن الأنظار أضحت متوجهة إليه فيحاول قدر مستطاعه أن يتمظهر بصورة الملتزم لما تمليه عليه هذه (الرفعة) التي لم تنزل عليه من السماء ويتناسى مثل هذا النموذج أن بإمكانه أن يستثمر هذه الفرصة الرحمة التي وصل إليها ربما (بشطارة) أو (صدفة) كي تكون مناسبة لصلاحه الأخير مع ذاته ومصالحته لعقله فتراه يفضل استغلال وضعه الجديد لصف سقوطه ذاته ونرى في مثال قتل الطبيب لمرضاه أو إبداء شهادة زور ضد بريء أو إصدار حكم قانوني بإعدام شخص على الشبهة! والأمثلة والشواهد على ذلك لا تعد ولا تحصى مادامت (الاستقامة) لم تعد من مقومات الوجود عند من لم يعرف أن المعادلة في الحياة لا تقبل زرع المفارقات المائعة في الطرق التي يسير عليها الكرماء من الناس.

    وإذ يبقى ارتباط المرء بنفسه أكبر من أي ارتباط آخر لأنه يحدد فيه كل ارتباطاته الحياتية والمعيشية الأخرى فهو يشعر تماماً أن لا ضمانة خالدة لشيء سوى ضمانة السمعة الطيبة في الدنيا ومجازاة العمل في الآخرة هذا إذا كان لدى ذاك المرء إيمان بالخالق سبحانه وتعالى ومصدقاً لأنبيائه وأوصيائه ومؤيداً للمصلحين الاجتماعيين الحقيقيين.

    إن العديد بين شرائح المجتمعات الذين كانت بدايات حياتهم يكتنفها شيئاً من الغموض ممن ارتموا في أحضان العوز الروحي أضحت درجة وعيهم ملتصقة برواسب اللا إخلاص لأحد والمفتقرون حقاً للمثل العُليا فهؤلاء الذين لا تنكشف سجياتهم إلا على المحك وذلك لكونهم يعيشون بانسجام تام مع سقوطهم المقنع اللا بادي للآخرين لكنه انسجام بعيد عن الحكمة والرجاحة.

    إن الحضور النفّاذ للوعي يذكِّر بأن الرصانة المبداة من قبل المقنعين بها لن يستطيعوا وقف انكشاف حقيقتهم في ميلودراما الحياة وقديماً قد قيل بهذا المقام: (ماذا لو ربح الإنسان العالم و فقد نفسه) ويبقى الإنسان حراً في اختيار طريقه المناسب لأخلاقياته ولكن ما هو غير مقبول أن يزرع الشوك في الطرقات الصالحة للمسير.

    كلمات مفتاحية  :
    نفس السقوط المقنع الافلاس المعنوي

    تعليقات الزوار ()