جَلَّ الذي جَمَعَ المَلاحـةَ كُلَّهـا
في وجهِ آسرتي وألَّـفَ شملَهـا
|
كم طاف طَرفي بالجِنانِ مُجنِّحًـا
يُحصي المحاسنَ جاهِدا ما مَلَّهـا
|
قَسَماتُها تَنفـي الهمـومَ بنظـرةٍ
واهـاً لثغـرٍٍ بالتبسُّـمِ سَلَّهـا
|
شَفَتَاكِ بَوْصَلَةُ العيونِ فما رأى ال
رَّحّالُ في دُنيـا الأنوثـةِ مِثلَهـا
|
والحاجبان على جَناحَي نَـوْرسٍ
يَشتاقُ شُطآنَ السـلامِ وأهلَهـا
|
والعينُ عَرْشُ الحُسنِ أُودِعَ جفنَها
فاشدُدْ إلى دارِ الخلافـة رَحْلَهـا
|
لا تسألوا نَعتـا يُترجِـمُ سِرَّهـا
هَيهاتَ أن يَجِدَ الفتى وصفًا لهـا
|
سَوداءُ حالكـةٌ تـلألأَ نجمُهـا
بِرُموزِ غُنْجٍ مـا دَرَيْنـا حَلَّهـا
|
نَبْعٌ تَرَقْرَقَ بالبـراءةِ فاحتـوى
طُهْرَ الطُّفولةِ حينَ تَسكُبُ طَلَّهـا
|
وجَبِينُها الوضَّـاءُ عانـقَ غُـرَّةً
كالشِّمسِ في خَجَلٍ تُعانقُ نخلَهـا
|
يا واحةَ العُشّاقِ! طَابَ بِكِ الهوى
طُوبى لِمَنْ سَكَنَ الجِنانَ وظلَّهـا
|
ما ذاقَ خمرتَهـا فـؤادٌ شاعـرٌ
إلاّ وآبَ معَ الحنيـنِ فَعَلََّهـا!!
|