تصوير أ.ف.ب
هددت إيران بتدمير إسرائيل والسيطرة على مضيق هرمز الاستراتيجى إذا ما أقدمت أى من تل أبيب أو واشنطن على ضرب محطتها النووية «بوشهر».
يأتى التهديد، ردا على تصريح لمندوب الولايات المتحدة السابق لدى الأمم المتحدة، جون بولتون، قال إنه أمام إسرائيل أسبوعا لتسديد ضربة عسكرية ضد أول مفاعل نووى إيرانى، وأعلنت طهران سابقا أن مفاعل بوشهر سيتحول إلى منشأة نووية عاملة، بعد أن تقوم روسيا بنقل الوقود إلى المبنى الرئيسى فى 21 أغسطس الجارى.
وقال وزير الدفاع الإيرانى، العميد أحمد وحيدى «أى هجوم على المفاعل سيعد بمثابة خطوة متهورة من جانب إسرائيل، وفى تلك الحالة سنخسر محطة نووية، وفى المقابل سيكون وجود الكيان الصهيونى فى خطر».
وبدوره، حذر رئيس دائرة العمليات بالجيش الإيرانى، العميد على شادمانى، من أن بلاده ستسيطر على مضيق «هرمز»، إذا ما قامت الولايات المتحدة بتوجيه ضربة عسكرية ضدها.
وأضاف شادمانى: «لمواجهة العدوان المحتمل فقد خططنا لـ3 إجراءات وفى مقدمتها السيطرة بشكل تام على مضيق هرمز حيث لن يسمح من خلال هذا الإجراء لأى أحد بالحركة، وفى هذا الخصوص أجرينا حتى الآن عدة مناورات، وعلى هذا الأساس فمن المؤكد أن تنفيذ أى من هذه الخطط سيلحق الهزيمة بالعدو فى بداية أى محاولة يقوم بها». وأردف قائلا: «نحن نراقب بدقة جميع القواعد الأمريكية فى أفغانستان والعراق، واستنادا إلى ذلك فعند أدنى محاولة ضد إيران سنجعل القوات الموجودة فى هذه القواعد تصاب بالشلل ولن يسمح لها بالقيام بأى عمليات».
وأشار العميد شادمانى إلى الإجراء الثالث قائلا «إن إسرائيل هى الحديقة الخلفية لأمريكا، وعلى هذا الأساس فإننا سندمر هذه الحديقة الخلفية، كما أن أمريكا وإسرائيل يدركان جيدا هذه الإمكانية التى نمتلكها».
من جانبها، أكدت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية أن هناك 7 أسباب تحول دون قيام إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية جوية ضد المنشآت النووية الإيرانية.
وأبرز هذه الأسباب هو طول المسافة بين تل أبيب وطهران والتى تشكل التحدى الأكبر أمام إمكانية نجاح أى ضربة ضد المنشآت الإيرانية، وذكرت الصحيفة أن المقاتلات الإسرائيلية ستضطر للطيران عبر المجالات الجوية السعودية والعراقية والتركية، وبالتالى على تل أبيب استئذان تلك الدول بشكل مسبق مما يجعل المراد الإسرائيلى غير قابل للتحقق، خاصة أن احتمالات وقوع طيارين إسرائيليين بأيدى الإيرانيين يشكل كابوسا مزعجا لإسرائيل.
كما يتطلب الهجوم نحو 100 طائرة من طراز «إف 15» و«إف 16» أمريكية الصنع مجهزة بخزانات وقود كبيرة السعة، بالإضافة إلى ضرورة استخدام طائرات أخرى لإعادة تزويدها بالوقود تحلق فى الأجواء الإقليمية.
وكذلك فإن الضربة ستتسبب فى تكلفة سياسية واقتصادية باهظة ضد إسرائيل وحلفائها مثل الولايات المتحدة، وثالثا سيكون رد الفعل الإيرانى الغاضب كبيراً ويتمثل فى جزء منه فى تشجيع حزب الله فى لبنان على ما وصفته بإمطار الأجواء الإسرائيلية بالصواريخ.
واعتبرت الصحيفة فى رابع الأسباب أن الضربة ستكون مغامرة إسرائيلية من شأنها زيادة فرص اندلاع صراع إقليمى فى الشرق الأوسط يجر إليه الولايات المتحدة ودولا أخرى فى المنطقة للتدخل، مما يشعل أسعار النفط إلى مستويات غير مسبوقة، وهو السبب الخامس.
سادسا، سيجلب الهجوم الضرر للقوات العسكرية الأمريكية المنتشرة فى العراق وأفغانستان ويعرض أبناء وبنات الأمريكيين للخطر، مشيرة إلى أن إيران أيضا قامت بتجنيد ميليشيات وكسب ود جماعات مسلحة فى كل من العراق وأفغانستان، وأن طهران ستزود تلك الجماعات بأسلحة فتاكة وخطيرة، لاستخدامها فى ردة الفعل الغاضبة إزاء أى هجوم إسرائيلى ضد إيران.
وأوضحت كريستيان ساينس مونيتور أن السبب السابع هو أن المتضرر الأكبر من ردة الفعل الإيرانية ستكون الولايات المتحدة التى سينظر لها معظم المسلمين فى العالم بوصفها من وافق وأقر وأيد هذا الهجوم. وثامنا، قد يؤول أى هجوم إسرائيلى ضد إيران بالضرورة إلى تقوية نظام الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد والتفاف الإيرانيين حول علم بلادهم، فإن من شأنه أيضا الإضرار بالمعارضة الإيرانية الداخلية وزيادة التأييد الرسمى والشعبى لإيران على نطاق واسع فى العالم الإسلامى.