بتـــــاريخ : 5/19/2008 5:48:44 PM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1439 0


    نموزج مشرف

    الناقل : heba | العمر :43 | الكاتب الأصلى : ليلى بيومى | المصدر : www.lahaonline.com

    كلمات مفتاحية  :
    اسرة امراة

    "سالي رفعت".. نموذج مشرف للفتاة المسلمة الواعية، المثقفة، الداعية، فقد تخرجت في كلية الصيدلة بجامعة القاهرة ثم حصلت على الماجستير والدكتوراه من الجامعات البريطانية، وفي بريطانيا تعرفت على الإسلام عن طريق القراءات الإسلامية  والنماذج العملية المتمثلة في الفتيات الملتزمات بدينهن.

     

    أخذها عالم الدعوة إلى الإسلام فقررت التفرغ له، ثم حصلت على دبلومة في اللغة الإنجليزية، ودبلومة لتدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها، ثم حصلت على ليسانس الدعوة من جامعة الأزهر، ودبلومة التاريخ من كلية دار العلوم. حياتها تمحورت حول تحصيل العلم الشرعي والقراءة المستمرة ثم الدعوة بهذا العلم في المساجد والمنتديات الخاصة.. مع هذا النموذج الفريد كان لنا هذا الحوار.

     

    كان الإسلام في حياتي شيئا عاديا لا أعرف عنه إلا القليل والشكلي، حتى كانت المرحلة الجامعية فلم أهتد وقتها إلى التمسك بديني، كنت أرتدي الأزياء الغربية وأفعل ما تفعله الفتيات غير الملتزمات بالإسلام، حتى جاءت فرصة السفر للحصول على الماجستير والدكتوراه، وهناك قابلت شبابا وشابات من مختلف الجنسيات والألوان واستمعت إلى أفكار مختلفة باختلاف الهيئات والألوان، وقد كانت حركة الشباب المسلم المتدين طيبة لدرجة أنها اجتذبت الشباب البريطانيين.  وذات مرة أخبرتني صديقتي البريطانية أنها ذهبت إلى المسجد مع صديقتها الجزائرية وشدها ما سمعته وما قرأته وتأثرت به،

     

     وأخبرتني بأنها تقوم بدراسة مكثفة حول الإسلام؛ فذهبت معها إلى مسجد المركز الإسلامي أكثر من مرة وتأثرت بما رأيت وسمعت، ثم كانت مفاجأة اعتناق صديقتي البريطانية للإسلام نقطة تحول  خطيرة جعلتني أتوقف لأدرس بالتفصيل رحلة الصديقة البريطانية والزلزال الذي أصاب حياتها بعد اعتناقها الإسلام وشكلها في الحجاب ودفاعها عن الإسلام بشدة، فقلت في نفسي: كل ذلك يحدث وأنا ـ ابنة الإسلام ـ لا أكاد أصلي ولا أرتدي الحجاب! فبدأت أواظب على حضور الدروس في المسجد وأشتري الكتب والأشرطة لمشاهير الخطباء والعلماء.

     

     مضت أشهر كنت أجد نفسي كالذي يغتسل وتعود إليه روحه وهويته، وارتديت الحجاب، وحفظت كثيرا من القرآن والأحاديث النبوية، وأصابني شغف القراءة لأعوض ما كنت فيه من تقصير، ثم بدأت رحلة العلم والالتزام الإسلامي التي أعتز بها كثيرا.

    الفتيات البريطانيات عمليات ويستجبن إذا عرضت عليهن الحجة كاملة، وإذا تمت مخاطبتهن بأساليب علمية غير عاطفية، وكان معظمهن يعجبن بالحياة الاجتماعية للمسلمين ونظافتهم وصدقهم وحفاظهم على أسرهم، ثم الرباط الجيد الذي يجمعهم، ثم رأيت أكثر من فتاة بريطانية تعلن إسلامها ومنهن من تزوجت من مصريين وعرب، وتوثقت علاقتي بالكثيرات منهن، ولديهن التزام ممتاز بالإسلام. بعد عودتي إلى مصر كان قد أصبح لدي قدر طيب من العلم الشرعي، وأخذت أتنقل في صفوف النساء والفتيات، وقد لاحظت أن الوسط النسائي يفتقد الداعيات المتميزات.

     

    وإذا كان الشباب أو الرجال تتاح لهم الفرص لمقابلة الدعاة والاستفادة منهم فإن النساء ليس لديهن هذه الميزة، وإنما اعتمادهن كله على الداعيات من النساء، ومستواهن بالتأكيد أقل من مستوى الرجال. ولاحظت أن النساء والفتيات ليس لديهن الصبر وطول البال على القراءة، وإنما يعتمدن بصفة أساسية على السماع، كما لاحظت أن كثيرا من النساء لسن عمليات وإنما يركزن على الشكليات. ومشكلة أخرى وجدتها في الوسط النسائي وهي أن المرأة مشغولة معظم الوقت في الأعمال المنزلية ولا تعطى للعلم الشرعي ما يستحقه من جهد وتركيز، رغم أنه هو الذي يضبط إيقاع الحياة ويوجه بوصلتها، وأنا ـ والحمد لله ـ في خطابي الدعوي أركز على هذه المشكلات وأحاول علاجها.

     

    هذه الجمعيات لا تقول أكثر من الذي يقوله أعداء الإسلام، وهي تروج للشبهات التي يمتلئ بها الإعلام الغربي، وبكل أمانة فان رقعة هذه الجماعات تتضاءل، وأمرها ينكشف أمام عامة الناس؛ حتى أصبح عددها الآن قليلا أمام التزايد المطرد في أعداد الملتزمين والملتزمات بالإسلام من مختلف البيئات الاجتماعية والثقافية والعلمية، والناس ينفضون من حولها؛ لأنها تكرر الشبهات نفسها التي يقولها أعداء الإسلام، وهذه الجمعيات مدعومة من الخارج، ومصدر تمويلها هو أوروبا وأمريكا تحت شماعة حقوق الإنسان وحقوق المرأة!

     

    والمرأة العادية تشعر بأن هذه الجمعيات تشتغل بقضايا النخبة المرفهة ومنفصلة تماما عن واقع المرأة البسيطة ومشكلاتها، فمعظم عضواتها من المطلقات أو من أعضاء نوادي الماسونية "الليونز والروتاري" أو من الذين في قلوبهم مرض، أو من يتطلعن إلى مواقع أكثر تقدما. والمرأة الطبيعية لا تشغلها هذه القضايا التي يثيرها الأشرار، كأن تكون العصمة بيدها.. فهي لا تريدها، ولا تريد أن تختلع من زوجها، ولا تريد أن تكون منفصلة نفسيا عن زوجها وأسرتها، ولا تريد أن تسافر دون إذنه، ولا تريد أن تحصل على ميراث مثل الذي يحصل عليه أخوها، وإنما مشكلاتها من نوع آخر تماما.

     

    المرأة العادية تعول الأسرة في ظروف فقد العائل أو مرضه المقعد؛ فهي إما أن تعمل في تنظيف البيوت، أو بيع الخضر والفواكه في الأسواق، أو في التطريز والحياكة. والمرأة القروية في مصر والسودان وغيرها من البلاد الزراعية تعمل في الحقل، وتعمل في بيع الجبن والزبد والبيض والخضراوات التي يزرعها زوجها، وتساهم في إعالة الأسرة وتربية الأبناء، ولا ترى نفسها خارج هذا الإطار، وإذا مات زوجها أو مرض تكمل هي المشوار، وكذلك المرأة في المدينة.

     

      وتنتشر في الوسط الشعبي مشكلة الإدمان بين الرجال.. والرجل الذي يعمل في حرفة يكسب منها مالا فلا يذهب لعمله حتى ينفق ما معه من مال على المقاهي وفي تدخين المخدرات، وزوجته أو أخته هي التي تعوله، وهذه المرأة لا يعنيها من قريب أو بعيد خطاب الجمعيات النسائية ومجموعة العلمانيات المتبرجات.   

    والمرأة العادية المسلمة في كثير من الأحيان تحصل على حقوقها وتتمتع بكرامتها كاملة، فزوجها يكتب المنزل أو السيارة أو المحل التجاري باسمها، ويناديها بـ" الحاجة" وتذهب معه للحج.. وفي البيت العادي تُقدم الفتاة على الشبان في تلبية احتياجاتها وفي تجهيزها للزواج.

    مشكلة كثرة الكلام وقلة العمل، ثم الانشغال بالقضايا الجزئية والمكررة وعدم تفكير الفتاة إلا في أمر الزواج. أما الآن فقد بدأت بوادر عمل اجتماعي خيري تطوعي بدأته بعض السيدات على انفراد، ثم أصبحت أجد جمعيات نسائية تعمل في مجال المرأة وتهتم بقضايا العلم الشرعي والدروس والمحاضرات والتجويد وتحفيظ القرآن، ثم الأعمال الاجتماعية التطوعية من مساعدات وقروض وعمرة وإطعام الفقراء وعلاج وكفالة الأيتام... إلخ.

    ونحن تعودنا أننا حينما نرى البشائر في مكان فإنها سرعان ما تنتقل إلى أماكن أخرى، وأرى أن هذا العمل تجيد فيه المرأة تماما، ويا ليتنا ننشغل به أفضل من انشغالنا بالمعارك الكلامية التي لا طائل من ورائها. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فذلك ترجمة حقيقية للعلم الإسلامي وتنفيذ له.

    من الملاحظ ارتفاع سن الفتيات بلا زواج، فمنهن من هي في الثلاثين أو أكثر، والتي تصل إلى هذا السن تصاب بالقلق والخوف من عدم زواجها، والمشكلة تكمن في الأزمة الاقتصادية فكثير من الشباب بلا عمل، والذي يعمل لا يستطيع تدبير نفقات الزواج؛ وأرى أن على العاملين في الحقل الإسلامي من أفراد وجماعات الاهتمام بهذه القضية الاجتماعية الخطيرة، وتيسير الأمر ومساعدة الشباب في الزواج سواء في الاختيار أو في المساعدة المادية أو التكفل بنفقات حفل عقد الزواج وغيره.

         

    كلمات مفتاحية  :
    اسرة امراة

    تعليقات الزوار ()