فعلى الأم أن تهتم بتأديب الولد منذ نعومة أظفاره على التزام آداب اجتماعية فاضلة وأصول نفسية نبيلة تنبع من العقيدة الإسلامية ليظهر الولد في المجتمع على خير ما يظهر به من حسن التعامل والأدب والاتزان والعقل الناضج والتصرف الحكيم.
وهذا يكون بغرس الأصول النفسية مثل: التقوى, الرحمة, الأخوة, الإيثار, العفو, الجرأة في الحق.
وكذلك بمراعاة حقوق الآخرين مثل: الأبوين, الأقارب والأرحام, حق الجار, حق المعلم, حق الرفيق, حق الكبير.
ويكون بالتزام الآداب الاجتماعية العامة مثل: أدب الطعام والشراب, أدب السلام, أدب الاستئذان, أدب المجلس, أدب الحديث, أدب المزاح, أدب التهنئة, أدب عيادة المريض, أدب التعزية, أدب العطاس والتثاؤب.
وكذلك بالمراقبة والنقد الاجتماعي مثل: تعويد الولد على واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وتعليمه أصول ذلك, وإسداء النصيحة والنقد الاجتماعي البناء, والدعوة إلى الله وتبليغ الإسلام.
أمور مهمة:
هناك عدة أمور مهمة تتعلق بتصرف الأم وسلوكها أمام أطفالها وينبغي أن تمتنع عنها حتى لا يترتب على فعلها نتائج سيئة وعواقب وخيمة فتندم بعدها حين لا ينفع الندم ومن هذه الأمور:
* اللعن والدعاء على الولد: فمن المعروف أن المرأة تكثر اللعن وقد أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم فخاطب النساء قائلا لهن: ) تكثرن اللعن وتكفرن العشير (.
* وقد تلعن ولدها وتتفنن في الدعاء عليه بأن يصيبه الله بالحمى أو الأوجاع المختلفة حين يبدر من الولد تصرف خاطئ أو مزعج بالنسبة لها فيجب على الأم أن تمسك لسانها عن مثل هذا اللعن وهذه الأدعية التي ربما توافق ساعة إجابة فيستجيب الله بعضها فيكون مصابها بولدها أليما وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: ) لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على خدمكم ولا تدعوا على أموالكم لا توافقها من الله ساعة نيل فيها عطاء فيستجيب لكم (.
ولتعلم الأم أن اللعن هو الدعاء بالطرد والإبعاد عن رحمة الله وهو ما لا ترضاه لولدها.
كذلك ينبغي للأم أن تصون لسانها عن سب ولدها وتمتنع عن استخدام الألفاظ البذيئة ومناداته بأسماء الحيوانات ولا ترفع صوتها عاليا حتى يسمع من خارج المنزل أثناء مخاطبته أو زجره.
وكذلك من الأمور التي ينبغي مراعاتها حتى تنجح عملية التربية:
- أن لا تسمح بإعطاء ولده شيئا منعه منه أبوه.
- أن لا تسلك تصرفا يفهم منه الولد أن سياستها في التربية وقراراته تخالف سياسة الأب وقراراته.
- أن لا تبدي أمام ولدها أي حركة أو إشارة استهزاء أو سخرية من بعض عادات الأب أو تصرفاته بل تحذر من تخطئة أقواله وأفعاله أو الانتقاص منه أمام ولدها ولا تتظلم لولدها من أبيه لأنه من القدوات التي يتخذها الابن والانتقاص منه سيقلل من شأنه ولن تفيد التربية بالقدوة حينئذ.
- أن لا تتستر على أخطاء ولدها الجسيمة التي يجب على الأب معرفتها ويجب عليها أن تصارح الأب بالحقيقة وتخبره بالأحداث التي تحصل أثناء غيابه.
- أن لا تعترض على الأب أثناء تأديبه ولده وبحضرته ويمكن أن تبدي رأيها في أي أمر من أمور التربية لكن على انفراد بالأب ودون حضور الأبناء كما يجب عليها أن تتفق مع الأب على سياسة محددة في التربية.
ويحقق الأب والأم التوازن في تربية الأبناء من خلال:
* أب حازم إذا قال كلمة ينفذها وأم رؤوم للولد تطلب من الأب العفو عن الغلط في المرة الأولى.
* أم يسر لها الأبناء بأمورهم الخاصة وتتحدث معهم في التفاصيل وأب يتحدث في الأمور السياسية ويبدي الاستعداد لكل شيء.
* أم تنظر إلى بعيد وتحذر من العواقب في بعض الأمور وأب يميل إلى أن يكون واقعيا وأكثر تفاؤلا.
* أب يولي اهتماما للذكور لأنه أعرف بمشاعرهم وأم تهتم بالبنات لأنهن يشعرن بقربها إليهن أكثر.
* أم تغلب على نظرتها ومواقفها في التربية العاطفة والمشاعر الجياشة وأب ينظر إلى الأمور نظرة أكثر عقلانية.
إذن:
الأب والأم يقومان بإيجاد التكامل في تربية الأبناء من خلال اختلاف طبيعتهما وأمورهما لكن هذا لا يتم دائما بل لا بد من التفاهم والتنسيق.