لكل ذكر مناسبة، فمن عبوديتك لله أن تقوم لله بهذا الذكر في هذه المناسبات، وأن تتقيد بهذه الأذكار في موضعها؛ لأن خلاف ذلك يعني: عدم المتابعة. فبعد الصلوات سنّ لك رسول الهدى صلى الله عليه وسلم التسبيح ثلاثاً وثلاثين، والتحميد ثلاثاً وثلاثين، والتكبير ثلاثاً وثلاثين، والتهليل تكمل المائة، ثم آية الكرسي وقل هو الله أحد والمعوذات.
فلكل ذكر مناسبة.
فمثلاً صعود الجبال وحمل الأثقال المرهقة يناسبها قول: (لا حول ولا قوة إلا بالله).
يقول أبو موسى رضي الله عنه: [كنا نصعد ثنية مع النبي صلى الله عليه وسلم وكان الناس يرفعون أصواتهم بالتكبير، وأنا أقول في نفسي: (لا حول ولا قوة إلا بالله)].
فقال لي صلى الله عليه وسلم: (يا أبا موسى ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟
قلت: بلى يا رسول الله، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله) (1) .
ويناسب التفكر في آيات الله وفي بديع صنعه سبحانه وتعالى قول: (سبحان الله).
ويناسب ذكر المعصية والخطيئة والذنب قول: (أستغفر الله وأتوب إليه).
وعند ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم الصلاة عليه.
وهكذا عند الطعام: (بسم الله)، وعند الفراغ: (الحمد لله).
فكل ذكر ورد في السنة هو مناسب لحاله ولموضعه لمن تأمل وتدبّر.