وصف الكعبة(تابع)
ومن الباب إلى مصلى آدم عليه السلام حين فرغ من طوافه وأنزل الله عليه التوبة، (وهو موضع الخلوق ومن أزار الكعبـة أرجح من سـبعـة أذرع) وكان هناك موضع مقـام إبراهيم صلى الله عليه وسلم، وصلى النبي صلى الله عليه وسلم عنده حين فرغ من طوافه ركعتين، وأنزل الله عليه: وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ثم نقله صلى الله عليه وسلم إلى الموضع الذي هو فيه الآن وذلك على عشرين ذراعـا من الكعبة لئـلا ينقطع الطواف بـالمصلين خلفـه، أو يتـرك الناس الصلاة خلفه لأجل الطواف حين كثـر الناس، وليدور الصف حول الكعبة، ويري الإمام من وجهه، ثم حمله السيل في أيام عمر، وأخرجه من المسجد فأمر عمر برده إلى مـوضعه الـذي وضعه فـيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبين
- ص 32 -
مـوضع الخلوق، وهو مصلـى آدم عليـه السـلام وبين الركن الشـامي ثمـانيـة أذرع، ومن الركن الشـامي إلى اللوح المرمـر المنقـوش في الحـجـر الذي بني هناك ابن الزبير ركن البيت، وهو على قواعد إبراهيم عليه السلام تسعـة أذرع، وفيما بين الحـجر إلى مقـام إبراهيم عليه السلام خمسة وعشرون ذراعـا، ويسمي ذلك الحطيم، لأنه يحطم الذنوب، أي يسقطها، وقيل لأنه حطم من البـيت، وقيل لأن من حلف هـناك كاذبا انحـصم دينه ودنياه، ومـا بين الركن العراقي وهو الذي فـيه الحـجر الأسود إلى مصلي النبي صلى الله عليه وسلم قـبل هجـرته إلى المدينة عشرة أذرع، وكان يستقـبل بيت المقدس ويجعل الكعبة بينه وبين بيت المقدس، ولهذا لم يبن توجـهه إلى بيت المقـدس إلا لما هاجر إلى المدينـة، وبين الركن اليمـاني وبين المسدود في ظهر الكعبة أربعة أذرع، ويسمي ذلك الموضع المسـتجـار من الذنوب وعـرض الباب خـمسـة أذرع، وارتفاعـه سبعة أذرع، وبـينه وبين الركن الغربي
- ص 33 -
ثلاثة عـشر ذراعـا، وبين الركن الغـربي وآخـر قواعـد إبراهيم - وهناك اللوح المرمر المنقوش - أزيد من سبـعة أذرع وإلى هناك بناء ابن الزبيـر، وقد قدمـنا أن ارتفاع الكعبة سبعة وعشرون ذراعا.