بتـــــاريخ : 7/31/2008 11:08:40 AM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1159 0


    عائدة إلى الله

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : ام عبدالله | المصدر : www.qassimy.com

    كلمات مفتاحية  :
    قصة قصص التائبين

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

    اخواني واخواتي في الله ..اردت ان اضيف قصتي لكم لعل منها العظه والعبره،،


    انا فتاة في العشرين من عمري ولدت في اسرة متواضعه،، يملؤها الايمان والطاعة وحب الخير ،، فابي يعمل في وظيفة اكثر من ممتازة وامي كذلك ،، لم نحتج يوما شيئا ومنعونا منه ،، كانت تربيتنا صالحه منذ الصغر فكان ابي بالاضافة الى عمله يؤذن ويأم بالمصلين في المسجد ويخطب على المنابر في المساجد في ايام الجمع وغيرها حافظا لكتاب الله متبعا لاحكامه ومطبقا لها ،، كذلك كانت امي داعية واعظة بين اقاربنا وجيراننا وحتى في مكان عملها فكلما اجتمعنا كانت تحدثنا بخواطر واحاديث تملؤها العظة والعبرة ،، لم نكن نعرف التلفاز وقتها لم يكن ذا اهمية بالنسبة لنا فكل همنا منذ الصغر حفظ ايات القرآن وتلاوته بافضل تجويد تعلمناه وكل هذا ونحن في السن الخامسة والسادسه ،، توفي والدي اثناء الغزو العراقي ،،،


    فاصبحت امي المسئولة عنا انا واخوتي .. لم يتغير شيء ابدا فلقد كانت نعم الام ،، بقيت وحدها معنا إلى ان كبرنا واصبحنا ذوات خلق حسن فلا نذكر الا بصلاحنا وثباتنا وقيمنا واخلاقنا التي تربينا عليها وان لنا ام تضرب بها الامثال ربتنا كما يجب ان تربي الام المسلمه فلذات كبدها ،، ليس هذا فقط وانما حافظت على ما بدأ فيه والدي من غرس سنابل تثمر في الايام المقبله ،، توفيت والدتي في حادث مؤلم ،،،

    في البدايه بقينا نصارع الحياة انا واخوتي فتعاهدنا على ان نبقى كما نحن في اخلاقياتنا ومبادئنا مهما تغير الزمن فنحن نعرف الله كما يجب ان يكون ونعرف حلال الدنيا وحرامها فلقد زرع في قلوبنا ما لم يزرع في قلوب غيرنا من من حولنا ،، كنا عندنا نرى ما يغضب الله نتكلم فنحن نعلم ان الساكت عن الحق شيطان اخرس ،، نصحت زميلاتي وصديقاتي المقربات بالاناشيد بدلا من الاغاني فان سماعها حرام وان من يسمع الاغاني والمعازف فعقابه كذا وكذا ومن نمصت حواجبها فان ذلك حرام وان عقابها كذا وكذا وغيره كثير وكثير ،،،

    هذا ما تربيت عليه وظنتت انه وحده يكفي ليبقيني بعيدة عن ملذات الدنيا وشهواتها والشيطان احرص مني على ان يبعدني عن كل هذا بلحظه واحده..

    بدت قصتي بدخولي الى عالم الانترنت لم تكن رغبه فيما يغضب الله لا وربي ولكن الشيطان زينها لي بالطريق الذي انا اتبعه ،، كنت ادخل دائما بحجة ان استمع للاناشيد واجلب القصص المفيده وادخل هذا العالم المليء بالتكنولوجيا والتطور العلمي الذي طالما احببته،، هل رأيتم هذا ما كنت مولعة به،،

    كنت ادخل تقريبا يومين بالاسبوع فقط ،، في البداية رفض اهلي لقلة علمهم بهذا العالم ،، فقلت لهم ان كل شيء له محاسن ومساوئ وكل منا له عقل ويعرف ما يختار وانا والحمدلله لا احتاج لمن يرشدني في مثل هذه الامور وفعلا ،، اصبح دخولي يوميا ،، تعلمت كيف اعمل لنفسي بريدا الكترونيا ،، علما انني اقنعت اهلي بدخولي للانترنت بشرط عدم دخولي للمحادثات الكتابيه ،، ففي يوم من الايام كان اهلي قد ذهبوا للنوم فقرت ان ادخل موقعا يحوي محادثة كتابيه ............

    فضولا مني لا اكثر ... وكما يقال كل ممنوع مرغوب ..... دخلت ورأيت ... عالم اخر ،،، شباب ،، بنات ،،، في مكان واحد ،،، لا رقابه ،،، لا احد يسكت الاخر ،،، تتحدث في كل شي ،، كل شي ،، كل شي ،، في البدايه لم اكتب حرفا ليس جهلا مني ولكن رغبة في المتابعه والقراءه فقط ،، لم يعجبني الوضع فخرجت واغلقت الجهاز وذهبت للنوم فالاسبوع الذي يليه قلت لماذا لا ادخل انا واختي التي تصغرني سنا ومعنا ابنة خالتي للضحك فقط لاغير....لاريهم ما اكتشفت لا اكثر ،،، فتجرأت معهم فبدأنا نلقي بكلمات مضحكه عليهم ونشارك في المحادثه وفي هذه الاثناء شد انتباهي لقب لاحد الموجودين في المحادثه كان قليل الكلام وان تحدث تحدث باحترام ..
    لم اهتم كثيرا وقتها فاغلقنا الجهاز وذهبنا للنوم بعدها ، فالاسبوع المقبل دخلت لنفس المحادثه ولوحدي دخلت انا وبنفسي وبدفعة من شيطاني اللعين الى غرفة المحادثة الخاصه على ذلك الشاب في البداية لم يكن يريد محادثتي لا اعلم السبب ربما كانت حركات شباب كما يقولون وانا لا اعلم لماذا كل هذا،، المهم استمريت في محادثته كاخوان ،، كما يقولون ،، كانني كنت في حاجة الى من يخفف عني او فقد لحنان او او او [ انه عذر لكل فتاة سلكت هذا الطريق ] ولكن والله لم يكن هذا هو السبب رغم اني فقدت والدي ورغم صغر سني حينها لم يكن هذا هو السبب ولكن الشيطان قرب ذلك الشاب الى قلبي وليس عقلي وزين بصفاته امامي ومن هنا بدأ شعوري بالسعادة المؤقتة التي تنتابني فقط عند محادثته رغم ارتجافي وخوفي من دخول احد اهلي علي عنوة يالغبائي (( ليس خوفا من الله )) وانا القدوة لزميلاتي واخوتي في ذلك الوقت لم اكن اكترث لمثل هذه الكلمات ولا لغيرها ،، سرت في هذا الطريق وبيني وبين نفسي (( انني افضل من غيري بكثير )) اولا .. لان من احادثه لا احادثه بالهاتف ولا يسمع صوتي ولم يراني لانه في ديار بعيده وفي بلد ليس بلدي ،، ولم اخرج معه يوما كما سمعت من قصص وحكايات ،، المهم انني استصغرت الامر منذ بدايته ،، مع مرور الوقت وبعد شهور عديده فاتحني في موضوع اثار دهشتي في البدايه ولكن لم يكن بوسعي رفض طلبه وهو من سهر الليالي على هذا الجهاز ينتظر دخولي يوميا بالساعات .. اتعلمون ما كان طلبه ،،




    اراد محادثتي صوتيا على الجهاز ،، في البدايه قلت لااااااااا.... "كيف واهلي وصوتي وشلون قويه ماقدر تكفى انا اخاف ومدري كيف" المهم انني حادثته من على الجهاز صوتيا ،، وقتها لم اكن اخف الا من اهلي فسبحان الله كيف انقلب الحال ،، فإذا حادثني من الجهاز صوتيا ارحم من ان يحادثني على الجوال فيعرف اهلي بذلك ،، والى الآن اقول لنفسي (( انا افضل من غيري )) وبعد اسبوعين طلب مني رقم هاتفي النقال ،، وقتها لم يكن في متناول يدي فلم يتعدى عمري الستة عشر عاما ،، ترددت كثير في هذه المسأله ،، فأخذ يهدنني بانه سوف يبتعد عني ويتركني مادمت لا اثق به بعد كل هذه الفتره التي قضيناها معا ،، فخفت من ذلك الامر لانني كنت قد تعلقت به كثيرا ،، فوافقت فورا ولكن المشكله كيف ومن اين ،، فانا لا استطيع ان اوفر لنفسي ذلك فتحدث شيطانه بخبثه فقال لي ماذا عن هاتف اختك ؟؟؟؟

    فحادثته عبر هاتفها وكانت اول ليالي رمضان ،، تخيلوا الليالي التي كنا نصومها ونختم فيها القرآن انا واخوتي ووالدي رحمهما الله ولا يفوت رمضان الا وكل منا يسمع للاخر ما حفظ من القرآن ،، فواحسرتي على مامضى من تلك الايام .. بقينا على هذه الحال قرابة ثلاث سنوات ولم تكمل الرابعه الا وانا متمكنه على الانترنت وتعلمت اشياء كثيره كاضافة عناوين الايميلات على مسنجري واصبحت مدمنه على المحادثات الكتابيه وكلما اعجبني اسلوب احدهم اضفته في محادثتي الخاصه وفي احد المرات انغمست بالحديث مع احدهم والمصيبه انه كان قريبا من منطقتنا ،، حدثته عن قصتي مع الشاب الذي تعلقت به وكل شي بتفاصيله ،، فرحة بمصيبتي ومعصيتي ،، لاحول ولا قوة الا بالله ،،،وقتها كنت قد تخرجت من الثانويه وكنت في فراغ قاتل انتظر قبولي بالجامعه حتى اكمل السلم التعليمي ،، فكنت اعشق التحدث عبر المسنجر ففي ذلك الوقت قال لي ذلك الشاب القريب انه يريد ان يخرج حالا وانه يريد ان يراني ثانيه في اقرب وقت ولكن لا يعرف اي الاوقات اكون متواجده فيها على الانترنت فقلت له انني نفسي لا اعلم فمتى سنحت لي الفرصه دخلت ،، فتحدث شيطانه هو الاخر بفكرة شيطانية خبيثه ،، فبادر بالحل سريعا .. فقال لي لما لا ترسلين لي رسالة عبر الهاتف النقال وانا ادخل وقتما تدخلين .. فرفضت الامر نهائيا [ وقتها فكرت فقط انني على علاقه بالاول فلماذا اربط نفسي برقم الاخر حراااااااام ] فقال اذا ارسلي لي علامة على هاتفي النقال فالعلامه لا تظهر الرقم على النقال فبهذا الشكل لن اعرف رقم هاتفك .. فاعجبتني الفكره فوافقت فورا ... ولقلة علمي بهذه الامور وقتها لانني لم تفت سنة على شرائي للهاتف النقال .. ولكن الخبيث كان يحمل معه هاتفا ذو تقنية جديده تظهر ارقام الهواتف حتى ولو كانت رسالة كعلامة .. فكانت الصدمة .. عرف رقمي ولم يمضي وقت على محادثتي معه على الانترنت على الاقل لم تبنى اي ثقه بيننا في ذلك الوقت وهذه اول مره اكلم فيها شخصا محتمل ان اراه في اي لحظه امامي وفي اي وقت لم اعلم وقتها كيف ساتصرف ،، الخوف ينتاني في كل لحظه تجدني احمل هاتفي النقال حتى اعزكم الله في الحمام حتى لا يسقط في يد احد ،،
    لم يعد شخصا واحد واعلم وقت اتصاله او ارساله اصبحوا اثنان .... واستمرت حالتي من الذعر والخوف من ان يكتشف امري في كل وقت اصبحت اتعطش للامان والسعاده الطبيعيه الممزوجة بالعفة والطهارة ،، فقد ادخلني الشيطان الى متاهة لا خروج منها الى بطاعة الله واتباع سنة نبيه عليه افضل الصلاة والسلام ...

    اغراني بالخروج معه ،، كنت قد ابتعدت عنه قرابة الشهر لطلبه هذا ،، ولكن كان يتودد الي برسائله وكلماته وقصائده ،، فرق قلبي وثار شيطاني وزين الفكره في قلبي لا في عقلي فعقلي غافل في تلك الفترات ،، فهاتفته وقتها واخبرته بموافقتي على طلبه ،، جن جنونه لم يصدق فلقد كانت اول مره يشاهدني فيها فعزمت على المضي في هذا الطريق واقنعت نفسي انه لن يحدث شي يضرني مادام قد بين حسن نيته تجاهي ،، تجولنا بالسياره لفترة قصيره واقترح ان نذهب لاحد المطاعم لنتاول شيئا فوافقت .. لم يخطر ببالي ان هدفه كان الاختلاء بي ليس الا .. فحدث ماحدث .. تلك اللحظات .. لم يلمسي قبله رجل فكان وقع لمساته على يدي قويا لم اتحمله فسقطت مغشيا علي على الارض.... آآآآآه آآآآآآه على ما مضى من ايام والله لا اقولها لاثارة فتنه او غيره انما عبرة وعظة لمن غفل قلبها وقل ايمانها وزين لها الشيطان الطريق باحسنها زينه...

    من بعد ذلك اليوم اعتدت على الخروج معه واعجبتني الفكره فحادثت غيره ثلاثه وايضا من مناطق قريبة من منطقتنا لكي استطيع الخروج معهم وقضاء بعض الوقت معهم ..وكل هذا عن طريق الانترنت ..

    المهم في الامر وما جعلني افكر في نفسي وحالي .. انني الى هذا اليوم وانا قد تزوجت والحمدلله وفي كل مره يجتمع فيها الاقارب والجيران اسمع ان ام فلان وام فلان يتكلمون عني رغبة في خطبتي لابنها او لابن جارتها او او او .. اتعلمون لماذا ... لاني ابنة ذلك الرجل وتلك المرأة .. أتعلمون لماذا برأيهم ... لانني بذرة صالحة تربت في بيت صالح ... كبرت ولازالت صالحه رغم وفاة والديها مازالت على خطاهم... "بالنسبة لهم" [ كبرت ولازالت صالحه ] لهذا انا افقت لنفسي قبل زواجي بسنه كنت استمع لمن حولي عن قصص عديده وكنت افضل الاستماع الى قصص التائبين[ فلقد كنت يوما ] احدث بها زميلاتي فزاد شوقي لجنة عرضها السماوات والارض وزاد شوقي للقاء رب راض غير غضبان وزاد شوقي لرؤية من غرس في قلبي حب الله ورسوله وحب قرآنه ولرؤية من جعلت في داخلي رغبة في ان اكون اما يضرب بها المثل،، اما صالحه .. اردت ان احدو حدوهم واكمل مسيرتهم وعاهدت نفسي على الالتزام بصلاتي وترك كل ما يذكرني بتلك الصفحة السوداء التي طالما اغلقت قلبي وعقلي وكتمت انفاسي وجعلت مني الفتاة المنطويه على نفسها المبتعدة عن ذكر الله المحبة للفضائيات المتعلقة بالاغاني ،،

    فعزمت ان ابدأ بشكلي فتركت معصية ربي في نمص الحواجب ففرح من حولي بذلك وشجعوني واثنوا على خطوتي .. ولكنهم لايعلمون ان هناك اعظم لا يعلمه الا الله .. فابتعدت عن كل هذا رغبة في رضا الله ،، لقد امهلني الله كثيرا فسترني على وجه الارض ،، فإلى متى وانا منغمسة في معصيته لابد من ان يصحو ذلك الضمير ويتحرك ويسعى لطاعة الله .. فقررت في البداية الرجوع الى صبحتي الصالحه التي كانت تشجعني على طاعة الله .. قررت ان اخصص لقراءة القرآن وقتا لا يأخذني منه شيئ وأن احرص على صلاة الفجر ولا اتركها يوما.. فلله الحمد والمنه .. بفضل الله سبحانه وتعالى تركت تلك الملذات المؤقته والسعاده المؤقته فاعاضني الله بزوج صالح .. فمن ترك شيئا لله عوضه الله بأفضل منه ...

    ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم ...واستغفر الله لي ولكم والصلاة والسلام على رسول الله محمد وعلى اله وصحبه اجمعين

    كلمات مفتاحية  :
    قصة قصص التائبين

    تعليقات الزوار ()