مر مفهوم التعليم بمراحل عدة تغير فيها فحواه وفق الفلسفات القائمة في تلك العصور ، خاصة التربوية منها ، ففي حقبة من الزمن لم يتجاوز مفهوم التعليم إعطاء أو تلقين المعلومة أو المعرفة ، في حين تجاوز ذلك بمراحل عدة في عصور متأخرة ليشمل عملية معقدة يسير في ظلها كل ما يسهم في بناء الإنسان ، ومن غير المفيد فصل مفهوم التربية عن التعليم ، ففي عصرنا الحالي تشمل عملية التعليم التربية ، أو لنقل إن التربية عملية تعليمية .
وليس حديثي عن مفهوم التعليم ومعناه بل حديثي عن الهدف الحقيقي من حلقاتنا ودورنا النسائية هل هو التحفيظ ؟ أو هو أشمل من ذلك بكثير أي التعليم ؟
إن نظرة سريعة لأهداف تلك الحلقات أو الدور تجعلك تجزم أنهم يقصدون التعليم وليس مجرد التحفيظ ، إلا أننا مازلنا أسارى كلمة قيلت في وقت ما وبقيت لم تتغير ، مع أن ممارساتنا وخططنا واستراجياتنا تخالفها تماماً .
وكذا هدي سلفنا الصالح ، وصحب نبينا الحبيب عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم ، لم يكونوا يقفوا عند مجرد الحفظ ، فهم لا يتجاوزون عشر آيات حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل ، ولله درهم يوم قالوا نتعلم ولم يقولوا نحفظ .
لا تتسرع أخي فأنا لا أقلل من قيمة الحفظ فهو مفتاح العلوم والعقول ، ولكني أعارض تسمية ما نقوم به مع طلابنا مجرد تحفيظ بل هو والله تعليم ليشمل مفاهيم واسعة منها تحفيظهم القرآن ومنها تأديبهم بآدابه وتعليمهم أحكامه ، فهذا هو التعليم .
دعوتي أسوقها لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم ، وللحلقات والدور النسائية أن بعيدوا النظر في هذه التسمية ، وأن نعود لمنهلنا الصافي صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ونرى ماذا قالوا ؟ فالخير كل الخير في هديهم .