بتـــــاريخ : 10/4/2010 7:41:02 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1890 0


    جلسة مع حافظ .. للشيخ د. محمد العريفي

    الناقل : SunSet | العمر :37 | الكاتب الأصلى : أبو ناصر | المصدر : www.qaaaf.com

    كلمات مفتاحية  :

    جلسة مع حافظ

    .. خالد .. كم كنت أسر عندما أراه غادياً إلى المسجد أو رائحاً .. كنا ننصرف من صلاة العصر إلى بيوتنا ويبقى هو ثانياً ركبتيه عند أستاذه ، تارة يحفظ ، وتارة يسمع ، وتارة يتعلم التجويد .. كنت أراه مع زملائه الحفاظ فأراه متميزاً عليهم بسمته وأدبه ، كل من رآه توقع له مستقبلاً متميزاً .. كان ذا همة عالية ، لمحته خارجاً من الحلقة يوماً وقد شارف على ختم القرآن حفظاً ، فدعوته إليّ .. خالد .. فقال بكل أدب: سَمْ يا شيخ ..

    قلت له: في نفسي كلمات منذ سنين أريد أن أفضي بها إليك ، ويبدو أن الوقت لها قد حان ..

    يا خالد .. قد أكرمك الله بالعناية بكتابه حفظاً وتعلماً ، فأشغلت به نهارك ، لما اشتغل غيرك بمتابعة قنوات ومباريات ، وأسهرت به ليلك لما أسهر غيرك ليله بالغناء والموبقات ..

    فأعط القرآن حقه .. قال : وما حقه؟

    قلت : انتبه أولاً أن تغفل عن العمل بالقرآن ..

    فاليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون ، فالأولون تعلموا ولم يعملوا .. والآخرون عملوا ولم يتعلموا..

    قال ابن عباس : رب قارئ للقرآن والقرآن يلعنه .. يقرأ (ألا لعنة الله على الفاسقين) وهو فاسق .. ويقرأ (فنجعل لعنة الله على الكاذبين) وهو كاذب ..

    ألا أخيَّ .. فاجعل للقرآن تأثيرأً عليك ، واحفظ لسانك وبصرك وجوارحك .. فأنت من أهل الله وخاصته ..

    أريد كل من رآك .. أمك أبوك إخوانك زملاؤك مدرسوك ، يعلم أن القرآن قد أدّبك ، نعم أدّب نظراتك وكلماتك ومجالسك حتى صارت تختلف تماماً عن غيرك ..

    هل سمعت يوماً أمنا عائشة وهي تصف رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقول : كان خلقه القرآن ، نعم ، كان يقرأ (وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) فيحسن إلى الكبير والصغير والغني والفقير ، ويقرأ (يغضوا من أبصارهم) فيغض بصره .. فهلا صرت مثله..

    خالد .. ومن حق القرآن عليك أن تتعاهد مراجعته ، فهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها ، وأبشر فإن أتقنته وأعطيته حقه ، آنسك في قبرك ، وجاء يوم القيامة شفيعاً لك ، وقيل لك في الجنة اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا..

    وأخيرا .. فكما تعلّمت فعلّم ، فخيركم من تعلم القرآن وعلمه..

    محبك الداعي لك بالخير/
    د. محمد بن عبدالرحمن العريفي



    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()