لمن يعاني من القلق وعدم الأطمئنان
هل تعاني من الكوابيس ... ؟ هل تشعر بأجسام غريبة تأتي عندك وقت النوم... ؟ هل تخاف عند الذهاب للنوم... ؟ هل استشرت أحدا في حالتك... ؟ هل شعرت بدقات قلبك المخيفة وقت النوم... ؟ هل تشعر بالاختناق وقت النوم وتحاول الصراخ ولا تقدر... ؟ هل تعاني من الاستيقاظ المتكرر والقلق ... ؟ هل ذهبت إلى الأطباء ولم تشعر بالتحسن... ؟ أتريد مني النصيحة... ؟ ، إليك فلم أكتبها إلا لك ، أيها الأخ ، وأيتها الأخت أكتب هذه الأسطر:
قال تعالى: [ الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب] هذه الآية الكريمة فيها الدواء النافع ، ولا تنسوا أن الله سمى القرآن شفاء ، ورحمة.
قال ابن كثير عن الآية : أي تطيب وتركن إلى جانب الله وتسكن عند ذكره وترضى به مولى ونصيرا ، ولهذا قال : [ ألا بذكر الله تطمئن القلوب ] ؛ أي هو حقيق بذلك. وقال سيد قطب عنها: تطمئن بإحساسها بالصلة بالله والأنس بجواره والأمن في جانبه وفي حماه ، تطمئن من قلق الوحدة وحيرة الطريق ، بإدراك الحكمة في الخلق والمبدأ والمصير ، وتطمئن بالشعور بالحماية من كل اعتداء ومن كل ضر ومن كل شر إلا بما يشاء ، مع الرضى بالابتلاء ، والصبر على البلاء ، وتطمئن برحمته في الهداية والرزق والستر في الدنيا والآخرة .
وهذا الاطمئنان في قلوب المؤمنين من ذكر الله حقيقة عميقة يعرفها الذين خالطت بشاشة الإيمان قلوبهم ، فاتصلت بالله .......، يعرفونها ، ولا يملكون بالكلمات أن ينقلوها إلى الآخرين الذين لم يعرفوها ؛ لأنها لا تُنقل بالكلمات إنما تسري في القلب ، فيستروحها ويهش لها ويندى بها ويستريح إليها ويستشعر الطمأنينة والسلام ، ويحس أنه في هذا الوجود ليس مفردا بلا أنيس ، فكل ما حوله صديق ؛ إذ كل ما حوله من صنع الله الذي هو في حماه ،
وليس أشقى ممن يعيش في هذه الحياة وهو لا يدري لم جاء ؟ ولم يذهب ؟ ولم يُعاني ما يعاني في هذه الحياة ؟ ليس أشقى ممن يشق طريقه فريدا وحيدا شاردا في فلاة ، عليه أن يكافح وحده بلا ناصر ولا هاد ولا معين .
إن هناك لحظات في الحياة لا يصمد لها بشر ..........إلا أن يكون ُمرتكنا إلى الله ، مُطمئنا إلى حماه ، مهما أوتي من قوة وصلابة وثبات واعتداد ، ففي الحياة لحظات تعصف بهذا كله ، فلا يصمد لها إلا المطمئنون بالله ، وهم كما أحسنوا العمل بحياتهم ، وأحسنوا الإنابة إليه ، واطمأنوا بذكره ، فهو يحسن مآبهم عنده .انتهى كلامه ولا تنس أخي وأختي الأسباب الشرعية فهي لا تقل أهمية عن الأسباب العضوية أو الجسدية ، وأعني بها الاستقامة ، وعدم الاستسلام للشهوات والله يقول في كتابه العظيم:
[ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى. قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا . قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ]
فالذي يتناسى الأوامر والنواهي ، ويتغافل عنها في الدنيا ، ويعرض عنها ، يجعل الله حياته جحيما لا يُطاق ، ليلا ، ونهارا .
[line]
يمكن الاستفادة من المقالة بشرط :
الإحالة للموقع وصاحبه فقط ومن ينقل أو يقتبس دون إحالة فهو عرضه للعقاب الدنيوي والأخروي ..