من فضــائلــــــها :
(1) كان بين السيدة عائشة رضى الله عنها و بين ربها جل فى علاه قربة متينة… فكان القرأن يتنزل بشأنها و بسببها فى مواضع شتى منها:
- تنزلت الأيات لتذب و تدافع عنها مصداقاً لقوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا
و نقصد بهذا كلام ربنا فى تطهير ام المؤمنين من الإفك الذى وقع.
حين أُتهمت فى عرضها و شرفها من قبل بعض سفهاء و منافقى المدينة و ذاعت الفرية و هى الطاهرة العفيفة الطيبة
زوجة الطيب فنزلت سبع عشرة أية فى كتاب الله من فوق سبع سموات تبرأة لها، آيات تتلى إلى أن يأذن الله
برفع كتابه من الأرض، وذلك في قول الله تعالى من سورة النور :
إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم إلى قوله الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرؤن مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم
فهذه الآيات من أكبر الأدلة على طهارتها، وشرفها، وعلو شأنها في الدين.تقول أم المؤمنين عائشة( والله ما كنت أظن أن الله منزل في شأني وحيا يتلى، لشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بأمر،ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم
في النوم رؤيا يبرئني الله بها. الحديث) رواه البخاري.
- و أنزل رب العزة تبارك و تعالى يعاتب السيدة عائشة و السيدة حفصة حين دفعتهما الغيرة من السيدة زينب إلى التظاهر
كما فى حديث عائشة : (انّ النبي كان يمكث عند زينب بنت جحش ويشرب عندها عسلاً، فتواصيت أنا وحفصة أن أيتنا دخل عليها النبي فلتقل: انّي أجد منك ريح مغافير، أكلت مغافير، فدخل على أحدهما فقالت: له ذلك...الحديث) فعاتبهما القرأن عتاب المـــربى المحــب و أمرهما بالتوبة
فقال تعالى إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ
- وأنزل الله فى كتابه أيضاً ما أظهر به فضل أمهات المؤمنين و عظيم شأنهن و على رأسهن أم المؤمنين عائشة .
و من ذلك أمر الله تعالى لنبيه المصطفى أن يخير نساءه بَيْن أَنْ يفارقهم فيذهبن إلى غيره ممن يحصل لهن عنده الحياة الدنيا و زينتها و بين الصبر على ما عنده من ضيق الحال و لهن عند الله فى ذلك الثواب الجزيل و ذلك فى قوله تعالى يَا (أَيُّهَا النَّبِيُّ
قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً (28) وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً فَاخْتَرْنَ رَضِيَ اللَّه عَنْهُنَّ وَأَرْضَاهُنَّ اللَّه وَرَسُوله وَالدَّار الْآخِرَة)
فَجَمَعَ اللَّه تَعَالَى لَهُنَّ بَعْد ذَلِكَ بَيْن خَيْر الدُّنْيَا وَسَعَادَة الْآخِرَة.
و فى هذا المقام كانت السيدة عائشة صاحبة السبق فى اختيار الله
و رسوله و تبعها على ذلك سائر أمهات المؤمنين رضى الله عنهم
قال ابن كثير: (حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بَشِير عَنْ مُحَمَّد بْن عَمْرو عَنْ أَبِي سَلَمَة عَنْ عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا قَالَتْ : لَمَّا نَزَلَتْ آيَة التَّخْيِير بَدَأَ بِي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ " يَا عَائِشَة إِنِّي عَارِض عَلَيْك أَمْرًا فَلَا تَفْتَاتِي فِيهِ بِشَيْءٍ حَتَّى تَعْرِضِيهِ عَلَى أَبَوَيْك أَبِي بَكْر وَأُمّ رُومَان رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا" فَقُلْت يَا رَسُول اللَّه وَمَا هُوَ ؟ قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ " يَا أَيّهَا النَّبِيّ قُلْ لِأَزْوَاجِك إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاة الدُّنْيَا وَزِينَتهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعكُنَّ وَأُسَرِّحكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًاَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّه وَرَسُوله وَالدَّار الْآخِرَة فَإِنَّ اللَّه أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا " قَالَتْ فَإِنِّي أُرِيد اللَّه وَرَسُوله وَالدَّار الْآخِرَة وَلَا أُؤَامِر فِي ذَلِكَ أَبَوَيَّ أَبَا بَكْر وَأُمّ رُومَان رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا
فَضَحِكَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ اِسْتَقْرَأَ الْحُجَر فَقَالَ" إِنَّ عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا قَالَتْ كَذَا وَكَذَا " فَقُلْنَ وَنَحْنُ نَقُول
مِثْل مَا قَالَتْ عَائِشَة.. رَضِيَ اللَّه عَنْهُنَّ كُلّهنَّ )و كذا روى البخاري و أحمد و ابن جرير و ابن أبى حاتم نحوه)
فأنزل الله تعالى أية تهدف فى الأساس إلى بيان شرف
و مكانة أمهات المؤمنين و هى قوله تعالى لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءمِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ
إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيباً
قال ابن كثير: ( ذَكَرَ غَيْر وَاحِد مِنْ الْعُلَمَاء كَابْنِ عَبَّاس وَمُجَاهِد وَالضَّحَّاك وَقَتَادَة وَابْن زَيْد وَابْن جَرِير وَغَيْرهمْ أَنَّ هَذِهِ الْآيَة
نَزَلَتْ مُجَازَاة لِأَزْوَاجِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرِضًا عَنْهُنَّ عَلَى حُسْن صَنِيعهنَّ فِي اِخْتِيَارهنَّ اللَّه وَرَسُوله وَالدَّار الْآخِرَة
لَمَّا خَيَّرَهُنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا تَقَدَّمَ فِي الْآيَة فَلَمَّا اِخْتَرْنَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ جَزَاؤُهُنَّ
أَنَّ اللَّه تَعَالَى قَصَرَهُ عَلَيْهِنَّ وَحَرَّمَ عَلَيْهِ أَنْ يَتَزَوَّج بِغَيْرِهِنَّ أَوْ يَسْتَبْدِل بِهِنَّ أَزْوَاجًا غَيْرهنَّ وَلَوْ أَعْجَبَهُ حُسْنهنَّ إِلَّا الْإِمَاء وَالسَّرَارِيّ فَلَا حَرَج عَلَيْهِ فِيهِنَّ ثُمَّ إِنَّهُ تَعَالَى رَفَعَ عَنْهُ الْحَرَج فِي ذَلِكَ وَنَسَخَ حُكْم هَذِهِ الْآيَة وَأَبَاحَ لَهُ التَّزَوُّج وَلَكِنْ لَمْ يَقَع مِنْهُ بَعْد ذَلِكَ تَزَوُّج لِتَكُونَ الْمِنَّة لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِنَّ))
-*و بل و جعل الله تعالى السيدة عائشة سبباً لنزول بعض الأحكام
التشريعية منها على سبيل المثال التيمم قالت أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها (خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره
حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش انقطع عقد لي فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه وأقام الناس معه وليسوا على ماء فأتى الناس إلى أبي بكر الصديق فقالوا ألا ترى ما صنعت عائشة أقامت برسول الله صلى الله عليه وسلم والناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء فجاء أبو بكر ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع رأسه على فخذي قد نام فقال حبست رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء فقالت عائشة فعاتبني أبو بكر وقال ما شاء الله أن يقول وجعل يطعنني بيده في خاصرتي فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أصبح على غير ماء فأنزل الله آية التيمم فتيمموا فقال أسيد بن الحضير ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر قالت فبعثنا البعير الذي كنت عليه فأصبنا العقد تحته)
(رواه البخارى – كتاب التيمم – باب فامسحوا و قول الله تعالى
في سورة المائدة ( فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ )( الآية : 6 ).
قال ابن عباسٍ رضي الله عنهما لأم المؤمنين حين عادها و هى على فراش الموت( كنتِ أحبَّ نساء النبي
صلى الله عليـه وسلَّم إليه ، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم يحب إلا طيِّباً "وقال : " هلكت قِلادتكِ بالأبواء فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلَّم يلتقطها ، وبعدها لم يجد ماءً للوضوء فأنزل الله عزَّ وجل أية التيمم
" وأنزل الله براءتك من فوق سبع سنوات ، فليس مسجدٍ يُذكر الله فيه إلا وشأنك يتلى فيه آناء الله وأطراف النهار " . فكان جواب أم المؤمنين المخلصة : " يا بن عباس دعني منك ومن تزكيتك ، فوالله لوددت أني كنت نَسياً منسيا) . (أحكام النساء ص125)لأن المخلص لا يلتفت إلى مديح الناس ، ومديح الناس لا يملأ قلبه…بل يضع نصب عينيه دائماً لقاء ربه و هول المطلع
(2) و في الصحيحين من حديث عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً يا عائشة هذا جبريل يقرئك السلام، قلت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ترى مالا أرى"تريد رسول الله صلى الله عليه وسلم)(3) وعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ) كمل من الرجال كثير،ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون،وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام))..متفق عليه)
(4) وعن هشام بن عروة عن عائشة قالت إنْ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتفقد يقول: { أين أنا اليوم؟أين أنا غداً؟ استبطاءً ليوم عائشة قالت: فلما كان يومي قبضه الله بين سحري ونحري}.متفق عليه
(5) روى الحاكم في المستدرك من حديث عائشة -رضي الله عنها-أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: (أما ترضين أن تكوني زوجتي في الدنيا والآخرة،قالت: بلى والله ، قال: فأنت زوجتي في الدنيا والآخرة)
(6) وعن هشام بن عروة قال(كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة قالت عائشة: فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة فقلن:يا أم سلمة والله إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة وإنا نريد الخير كما تريده عائشة، فمري رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيث كان أو حيث ما دار، قالت فذكرت ذلك أم سلمة للنبي صلى الله عليه وسلم قالت: فأعرض عني، فلما عاد إليّ ذكرت له ذلك فأعرض عني، فلما كان الثالثة ذكرت له فقال: يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها )(رواه البخاري كتاب فضائل الصحابة، باب فضل عائشة)
(7) وعن عمرو بن العاص - رضي الله عنه -أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل قال : {فأتيته فقلت: أي الناس أحبّ إليك؟ قال: عائشة، فقلت من الرجال؟ قال: أبوها، قلت ثم من قال: ثم عمر بن الخطاب فعدّ رجالاً)(..متفق عليه)
(8) وقال صلى الله علية وسلم لام سلمة: {يا ام سلمة، لا تؤذيني في عائشة، فانه والله ما نزل علي الوحي وانا في لحاف امرأة منكن غيرها)
(رواه البخارى- كتاب فضائل الصحابة- باب فضل عائشة رضي الله عنها)
(9) دعى لها رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال (اللهم اغفر لعائشة بنت أبي بكر الصديق مغفرة واجبة،ظاهرة، باطنة}(رواه الحاكم فى المستدرك- كتاب معرفة الصحابة – باب ذكر الصحابيات من أزواج رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم)
(10) قال محمد بن يعقوب حدثنا بكر بن سهل حدثنا عبد الغني بن سعيد حدثنا موسى بن عبد الرحمن عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رفعه إلى النبي-صلى الله لعيه وسلم- قال: {لما توفيت خديجة نزَل جبريل
بصورة عائشة في سرَقة حرير خضراء، فقال:"يا محمد هذه عائشة زوجتك في الدنيا وزوجتك في الآخرة عوضا من خديجة")
(غريب بهذا الإسناد تفرد به عبد الغني،ورُوي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة)
(11) و كانت هذه السيدة الجليلة تسأل النبي عليه الصلاة والسلام :
(" كيف حبك لي ؟ " فكان عليه الصلاة والسلام يقول :
" كعقدة الحبل " . أي عقدة متينة جداً لا تُفَك .
فكنت أقول من حينٍ إلى آخر : " يا رسول الله كيف العقدة
طمئنّي ـ " . فيقول عليه الصلاة والسلام : " على حالها)
وعن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت
( سابقني النبي صلي الله عليه وسلم فسبقته ما شاء الله
حتى إذا رهقني اللحم سابقني فسبقني فقال يا عائشة هذه بتلك )