قد يجد الإنسان نفسه في بعض الأحيان مقبل على الطعام بشكل غير اعتيادي, وهو الأمر الذي يؤدي به إلى اكتساب الوزن الزائد والإصابة بالبدانة والسمنة, ومن ثم المشاكل المرضية التي ترافق هذه الحالة, هذا بالإضافة إلى خسارة وزنه المثالي وافتقاده للياقة والرشاقة التي كان يتمتع بها, وغالباً ما تصيب مثل هذه الحالات النساء أكثر من الرجال.
ويمكن أن يطلق من الناحية العلمية أو الطبية على مثل هذه الحالة اسم الشره المرضي, وهو مرض مركب يتضمن عوامل جينية وهرمونية إلى جانب عوامل نفسية, وغالباً ما تكون الاضطرابات الهرمونية سبباً رئيسياً في الإصابة بحالة الشره المرضي.
وتؤكد الدراسات الحديثة إن اضطرابات الطعام الملفتة والتي تتجاوز الحد الطبيعي غالباً ما تكون مرتبطة بالشره المرضي, وتنتشر هذه الحالة بين النساء أكثر بعشرة أضعاف من انتشارها بين الرجال, وحوالي ثلث السيدات المصابات بالشره المرضي لديهن اضطرابات هرمونية يمكن أن تفسر اضطرابات تناول الطعام.
وتشير هذه الاضطرابات إلى التكوين الهرموني للمرأة أكثر من المرض النفسي, حيث ترتفع لديها مستويات هرمون الذكورة " التستوستيرون" وذلك مقابل انخفاض هرمون الأنوثة وهو هرمون "الأستروجين", أما هرمون " التستوستيرون" فهو مرتبط بكيفية تنظيم الجسم للشهية ويؤدي المستوى المرتفع منه إلى زيادة الإحساس بالجوع.
وغالباً ما يتم الاعتماد في علاج الشره المرضي على العلاج السلوكي المعرفي إلى جانب مضادات الاكتئاب, لأن هذا المرض ينجم غالباً عن عوامل نفسية, ويؤكد الأطباء انه قد يتم العلاج بتناول عقار لمنع الحمل يغلب على تكوينه مادة الأستروجين, وبذلك يمكن تخفيض مستويات " التستوستيرون" لدى المرضى, وتكون النتيجة تقليل الشعور بالحاجة الملحة للدهون والسكر والإحساس بالجوع.
ولكن العلاج من خلال تناول الهرمونات ما زال بحاجة للمزيد من الدراسات الأكثر شمولاً, من أجل اعتماده في المستقبل بديلاً عن العلاج السلوكي المعرفي.