السوق تنهي تداولاتها متراجعة في الأسبوع الأول بعد إجازة العيد.. وتفقد 152 نقطة
د. إبراهيم بن صالح الدوسري
ببداية ضعيفة على مستوى السيولة والصفقات تعاود السوق المالية السعودية نشاطاتها ـــ بعد توقفها لإجازة العيد والحج ـــ وتفقد 2.3 في المائة من قيمتها في تداولات هذا الأسبوع، وللمرة الثالثة تنجح مقاومة 6455 نقطة في مقاومة مؤشر السوق TASI ــ Tadawul All Share Index، ويعود ليغلق تحت متوسطه المتحرك للـ50 يوما عند 6291 نقطة بنهاية تداولات هذا الأسبوع، فاقدا بذلك 152 نقطة من إغلاق العاشر من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، لتصل نسبة ما فقده TASI هذا الأسبوع إلى 2.3 في المائة. وكانت 6455 نقطة قد قاومت مؤشر السوق TASI في الـ21 من شهر حزيران (يونيو)، وفي الـ25 من شهر أيلول (سبتمبر) الماضيين. وانخفضت قيمة التداولات هذا الأسبوع إلى 11.28 مليار ريال، مقارنة بـ 19.12 مليار قدمتها السوق المالية في الأسبوع الماضي ـ قبل التوقف ـ بانخفاض بلغت نسبته 40 في المائة، صاحب هذا الانخفاض في قيمة التداولات انخفاض في عدد الصفقات المنفذة هذا الأسبوع بنسبة 30 في المائة، إذ بلغت صفقات هذا الأسبوع 266.6 ألف صفقة. كما انخفضت كمية الأسهم المتداولة هذا الأسبوع إلى 458.96 مليون سهم، مقارنة بـ762.88 مليون سهم نفذت في الأسبوع الذي سبق توقف السوق لإجازة العيد، لتصل نسبة الانخفاض إلى 40 في المائة. وبالنظرة التحليلية لمؤشر السوق المالية السعودية TASI نجد أنه يمر بمرحلة تصحيحية متوقعة، سبقت الإشارة إليها في تحليل الأسبوع الماضي، ولم تنجح 6370 نقطة في دعم مؤشر السوق في منتصف تداولات هذا الأسبوع ـ كما هو متوقع ـ وبالتالي فإن 6230 نقطة ـــ التي يتجه إليها المؤشر حاليا ـــ تعد الدعم التالي لمؤشر السوق TASI التي سوف يختبر قوتها في الأسبوع المقبل.
وبتحليل السوق باستخدام المتوسطات المتحركة الأسية (50 يوما = 6336 نقطة، 100 يوم = 6322 نقطة، 200 يوم = 6309 نقطة) نجد أن إغلاق مؤشر السوق TASI تحتها يعد إغلاقا سلبيا من الناحية الفنية، إلا المتوسطات المتحركة لا تزال محافظة على ترتيبها الإيجابي الذي فقدته في تداولات شهر حزيران (يونيو) الماضي، وعادت إليه في مطلع تدوالات تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري. والمؤشرات الفنية الأخرى مثل مؤشر RSI (مؤشر القوة النسبية) يقف عند مستوى 45 درجة مبتعدا عن درجة الخطورة الفنية في هذا المؤشر (70 درجة)، ويواصل الـRSI اتجاهه الهابط متوافقا مع مؤشر السوق TASI ومقتربا من نقطتي دعم عند 43، 38 درجة. أما مؤشر MFI (مؤشر تدفق السيولة) فقد نجحت نقطة 62 في مقاومته صعودا ـــ كما أشرت في التحليل السابق ـــ ويقف حاليا عند 58 درجة مبتعدا عن درجة الخطورة الفنية في هذا المؤشر (80 درجة)، وبقراءة هذين المؤشرين فنيا يتوقع استمرار مؤشر السوق TASI في اتجاهه الهابط إلى نقطة دعم 6230 نقطة، ويحتاج TASI إلى تعزيز إيجابي عند هذه النقطة، وكذلك تجنب التأثيرات العالمية التي عصفت بالأسواق هذا الأسبوع، بعد عودة أزمة اليورو ـــ هذه المرة في إيرلندا ـــ والنزاع بين الكوريتين. أما مؤشر الـBollinger Bands فقد فشل متوسطه = 6370 درجة في دعم مؤشر السوق TASI عند هذه النقطة، وبالتالي يتوقع فنيا استمرار TASI في عملية جني الأرباح، وإذا ما فشلت 6230 في دعم مؤشر السوق، فإن الدعم التالي هي نقطة دعم البولينجر= 6150 نقطة، مؤشر الماكد MACD يوافق المؤشرات الأخرى في توقع استمرار مؤشر السوق TASI في عملية جني الأرباح الحالية. والتحليل المالي يدعم التحليل الفني في التقليل من تأثير عملية جني الأرباح الحالية في مؤشر السوق TASI، وذلك بعد تقديم الشركات المتداولة تحسنا في الربع الثالث من هذا العام فاق أرباحها في العام الماضي بنسبة 35 في المائة، وبعد أن عوض قطاع البتروكيماويات ما فقده قطاع المصارف القائد للسوق المالية السعودية.
ملخص القول مؤشر السوق المالية السعودية TASI يمر بمرحلة تصحيحية بعد أن قاومته 6450 نقطة، لم تنجح 6370 نقطة في دعمه، وبالتالي، فإن الدعم القادم لمؤشر السوق (6230 نقطة، 6150 نقطة) يحتاج إلى تعزيز إيجابي، بعد انخفاض مستوى السيولة هذا الأسبوع بنسبة 40 في المائة، مقارنة بأداء السوق في الأسبوع الذي سبق توقفها لإجازة العيد والحج. والأسواق العالمية قد تزيد من حدة جني الأرباح بعد تأثير نزاع الكوريتين عليها، وبعد عودة أزمة اليورو في إيرلندا، كما أن أسواق النفط قد تؤثر سلبيا في قطاع البتروكيماويات الذي قاد السوق في الفترة الماضية، وذلك بسبب الانخفاض المتوقع في أسعار النفط، بعد ارتفاع الدولار– علاقة عكسية مع سعر النفط - وبسبب ما أظهره التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة في الولايات المتحدة من أن مخزونها من النفط الخام زاد على غير المتوقع الأسبوع الماضي.