أنا مريضة منذُ ثلاث سنوات ولم أصم، وهذه السنة التي مضت هي الرابعة، فهل علي الصيام أو الكفارة؟ وهل يجوز لي إن استطعت أن أؤخر القضاء إلى أيام الشتاء وأقضي منها ما قدرت عليه؟
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فالمريض قد عفا الله عنه في تأخير الصوم؛ لقول الله - عز وجل - : وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [(185) سورة البقرة]. فهذا فضل من الله - سبحانه وتعالى - أن سامح المريض في الإفطار وأن يؤجل القضاء إلى الشفاء، ولهذا قال بعدها: يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ. فإذا شفاك الله تقضي ما تركت من الصيام والحمد لله أما إن قرر الأطباء أن هذا المرض لا يرجى برؤه وقد يستمر فعليك أن تطعمي عن كل يوم مسكين ويكفي، كالشيخ الكبير والعجوز الكبيرة الذين لا يستطيعان الصوم فإنهما يطعمان عن كل يوم مسكيناً نصف صاع من التمر أو الأرز أو غيرهما من قوت البلد، وهو كيلوا ونصف تقريباً، ويكفي عن كل يوم يعطى بعض الفقراء، أما إنسان ينتظر الشفاء ويرجوا الشفاء فهذا لا إطعام عليه ولكن يصبر حتى يشفيه الله فإذا شفاه الله قضى ما مضى من السنوات ولو سنوات لأنه معذور شرعاً، ولا كفارة. بارك الله فيكم.