هل صحيح أن الصلاة التي نصليها في مسجد الميقات لنية العمرة أو الحج هي من البدع؟
ليست من البدع بل إن الجمهور قال إنها سنة، عند أكثر أهل العلم أنها سنة، ركعتين ركعتين، قبل أن يحرم، ولكن ليس عليها دليل واضح، بل بعض أهل العلم لا يراها سنة، والأمر في هذا واسع، وليست بدعة، من توضأ وصلى ركعتين وأحرم فلا بأس، ومن أحرم بدون ركعتين فلا بأس، الأمر في هذا واسع، وقد ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (أنه أتاه آتٍ من ربه فقال صلِّ في هذا الوادي المبارك، وقل عمرة في حجة) يعني في وادي الحليفة، ميقات أهل المدينة، فاحتج بهذا بعض أهل العلم على أنه يصلى عند الإحرام، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: إن الآتي الذي أتاه من ربه قال صلِّ في هذا الوادي المبارك، وقل عمرةً في حج، ولأنه أحرم بعد الصلاة، بعد صلاة الظهر في حجة الوداع -عليه الصلاة والسلام-، فمن توضأ وصلى ركعتين سنة الوضوء، وأحرم بعدها فهذا حسن، والجمهور يقولون، جمهور أهل العلم يقولون: يستحب أن يصلي ركعتين قبل أن يحرم، يحتجون بحديث قبل أن يحرم، قبل أن يلبي، وإن كان بعد لبس الإحرام، يلبس إزاره وردائه ويتأهب ويتطيب ويصلي ركعتين ثم يلبي بعد ركوبه الدابة، أو السيارة، النبي -صلى الله عليه وسلم- ما أحرم إلا بعد ما ركب دابته، فالسنة للمؤمن أن لا يلبي ولا ينوي العمرة والحج إلا بعد ركوب السيارة، إذا ركب واستقر فيها يلبي لما نواه من حجٍ أو عمرة أو كليهما، هذا هو الأفضل له ما دام في الأرض لا ينوي ولا يلبي هذا هو الأفضل، فإذا لبس إزاره وردائه وفرغ من غسله وطيبه ركب، ثم لبى بحجه أو عمرته، وهكذا المرأة إذا فرغت من كل شيء تركب السيارة ثم تلبي، كفعل النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومن صلى قبل ذلك، صلى ركعتين في الميقات، أو في بيته إذا كان قريباً للميقات كأهل الطائف ونحوهم، أو الذي يحرم من جده ونحوه من مكان دون الميقات، إذا توضأ وصلى ركعتين فهذا حسن، سنة وضوء ويوافق بها رأي الجمهور، ويوافق فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- فإنه أحرم بعد ما صلى في حجة الوداع، صلى الظهر ثم أحرم -عليه الصلاة والسلام-. وكذلك عموم أنه أتاه آتٍ من ربه فقال: (صلّ في هذا الوادي المبارك، وقل عمرةً في حجة)، هذا فيه متمسك لمن قال: بشرعية الركعتين قبل الإحرام، وبكل حال الأمر في هذا واسع إن شاء الله، وإن كان الحديث غير صريح لكنه فيه متمسك لمن قال بذلك، فلا ينبغي القول بأنها بدعـة. يجوز أن تسمى ركعتي الإحرام ؟ يسميها العلماء ركعتي الإحرام، وإذا سميت ركعتي الوضوء، يعني توضأ وصلى ركعتين، سميت ركعتي الوضوء، يسن لمن توضأ أن يصلي ركعتين، فإذا توضأ وعمل بالسنة وصلى ركعتين، أحرم بعدهما فجمع بين السنتين.