لقد حججت وأنا طالب في الجامعة، وأخذت مالاً من والدي لمصاريف الحج؛ وذلك لعدم استطاعتي توفير المال بنفسي، ولكن والدي يعمل آنذاك في أعمال محرمة، وأرباحه من تلك الأعمال المحرمة، فهل حجي صحيح؟ أو أنكم ترون علي أن أعيد تأدية الفريضة مرة أخرى؟
الحج صحيح ولا يضره كون المال فيه شبهة أو ليس بحلال؛ لأن أعمال الحج كلها بدنية, وإن كانت النفقة الخبيثة تسبب شراً كثيراً, وقد تكون سبباً لعدم قبول الحج, وقد تكون أيضاً سبباً لقلة الحسنات وكثرة السيئات, لكن بكل حال فالحج صحيح, وإن كان أجره ليس مثل أجر من حج من مال حلال, لكن الحج صحيح ويجزئ وليس عليك حج بعد ذلك؛ لأن الأعمال بدنية طواف, سعي الوقوف بعرفات, رمي الجمار كلها بدنية ما فيها إلا مجرد الهدي هدي التمتع, وهذا الهدي إذا أنفقته من مال أخذته من أبيك وأنت تعلم حال أبيك فالأصل الحل وأنت لا تعلم أن هذا المال حرام بعينه حتى تقول أنك اشتريت بمال حرام فالأصل إجزاء الذبيحة التي ذبحتها, والأصل سلامة المال حتى تعلم عين المال أنه مغصوب من فلان, أو أنه حصل عن ربا معين يعني حتى تتيقن أنه حرام, فمادمت لا تتيقن أنه حرام من هذا المال المعين فالأصل حل الذبيحة, وأنها أدت الواجب والحمد لله, أما إذا كنت تتيقن أن الذبيحة اشتريتها بمال حرام, فينبغي أن تشتري بدلها الآن وتذبحها عن حجك السابق. بارك الله فيكم ، إذاً الحج كله ليس عليه إعادته؟ نعم نعم أبداً سنعود إلى بقية أسئلتك يا أخ أبو إبراهيم من البحرين في حلقة قادمة إن شاء الله.