ماذا عن الإطعام في مثل هذه الحالة سماحة الشيخ؟
لا، ما في إطعام، ما فيه إلا الصوم، إما الهدي وإما الصوم، فقط، إن قدر على الهدي أهدى -كما تقدم-، وإن عجز عن الهدي فإنه يصوم عشرة أيام، ثم الهدي يذبح في أيام العيد لا قبله، لا يقدم؛ لأن العبادة لا تقدم قبل وقتها، والرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ذبحوا في أيام العيد، وبعض الفقهاء أجاز التقديم ولكنه قول ضعيف مرجوح، والصواب أن هذه الهدايا تذبح يوم العيد، وفي أيام النحر الثلاثة، أربعة أيام، في أيام ذبح الهدي والضحايا، فإن فاتت شُغل عن ذلك، أو فقد الهدي أو ضاقت نفقته فلم يتيسر له الذبح أيام العيد فإنه يقضي بعد العيد الهدايا هذه، يسن أن يذبحها ولو بعد العيد قضاء، كما تقضى الصلاة، فإذا لم يتيسر له الذبح أيام النحر الأربعة فإنه يذبح هديه التمتع والقران بعد ذلك قضاء، يذبحها في مكة، ويأكل ويطعم كما يفعل في أيام العيد الأربعة، أما الضحايا وهدي التمتع وهدي التطوع فهذا ينتهي بانتهاء أيام النحر، إذا لم يذبح الضحية أيام النحر انتهى وذهب وقتها، وهكذا هدي التطوع ذهب وقته، لكن الهدي الواجب الذي يلزم المعتمر الهدي الذي يلزم المتمتع والقارن هذا لو فات في الأيام الأربعة لسبب من الأسباب فإنه يقضيه بعد ذلك، ويفعل فيه كما يفعل لو ذبحه في أيام النحر، من الأكل والإطعام.