س: في كتابك المفاتيح العشرة للنجاح، ذكرت قصة حياتك والتي فيها أنفقت معظم النقود التي معك في المطار، على سبيل التحفيز الذاتي للعثور على عمل – شخصيا أجد هذه الطريقة لا تفلح دائمًا – فأنا مثلاً كنت لا أملك مالاً فائضاً لأنفقه خلال فترة تعليمي الجامعي، ومع ذلك لم أعثر على عمل – وهذا حال غيري، فما تعليقك على هذه النقطة تحديداً؟
البقاء هو أول احتياج للناس فلو حدث أنك لم تجد طعاما وأنك جائع ستجد كل تفكيرك وتركيزك وانتباهك منصرفا إلى الطعام، وستكون مبتكرًا جدا حتى تلبي هذا الاحتياج، فلو وضعت نفسك في هذه القوة تأكد أنك ستجد العمل. طبعًا هناك مفاتيح النجاح الأخرى لكي تصل إن شاء الله لما تريد.
س: أيضاً ذكرت في قصتك أنك – بعد فصلك من العمل في الفندق في المرة الثانية – كنت قد جمعت أفكاراً وجدتها لتصلح نواة كتاب، فما هو هذا الكتاب؟ وهل سنرى يوماً نسخاً مجانية إلكترونية من كتب الدكتور ليقرأها الناس؟
هو كتابي الأول في المبيعات الحديثة وقوة الإقناع وكان الأول في العالم بالبرمجة اللغوية العصبية وقد ترجم إلى اللغات الثلاثة الانجليزية واسمه On the road to sales mastery وبالفرنسية Top vendeur وبالعربية بلا حدود – فن المبيعات والتسويق. وكما قلت من قبل فنحن بصدد عمل موقع يكون مفيدًا إن شاء الله.
س: ذكرت أيضاً سبب فصلك من العمل في المرة الثانية، ولم تذكر لنا السبب في المرة الأولى – فماذا كان السبب؟ وهل من السهل بمكان لأي شاب تكرار تجربتك في التحول من غسل الأطباق لإدارة الفنادق؟
السبب الأول كان اعتراضي على التفرقة العنصرية بعد حصولي على جائزة العامل المثالي ورفضت الإدارة تسليمي الجائزة لأنني عربي. طبعا من السهل بمكان لأي شاب تكرار تجربتي -بإذن الله تعالى- فأكثر من 90% من أغنياء العالم كانت بدايتهم أصعب مما تتخيل ومن تحت الصفر.
س: يغلب على الشباب المصري تحديداً والعربي عمومًا الشعور باليأس والقنوط وانعدام الأمل في النجاح داخل بلادنا العربية – ما رأيك؟ وما هي نصيحتك لهذه العينة من الشباب اليائس للتحول إلى النجاح؟
يمكنك أن تكون محبطاً وتضيع وقتك في الشكوى والاعتقاد بأنه لا يوجد أمل وهذا قرار واختيار فلا تشتكي من أنه لا يوجد عمل، وهناك قرار واختيار بالبحث الجدي عن عمل -وهنا البحث الجدي أعني به 10 ساعات يوميًا – والتعلم والقراءة والاطلاع والنمو وتعلم اللغات. كل ما أقوله ليس بغريب على الناجحين ولكن هناك من يريد كل شيء في مقابل القليل أو لا شيء. تخيل أن معظم الشباب تحت سن الواحد والعشرين يشاهد التلفاز حوالي خمسين ساعة في الأسبوع ثم يشتكى من الأوضاع. أقول لهم اختار ما يناسبك ضع طاقتك فيما يفيدك ، قم أنهض صلى ركعتين لله عز وجل ثم ابدأ الكفاح ، تأكد أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
س: في تقديري الخاص، ظهورك في برنامج محمود سعد على قناة MBC كان الغرض منه السخرية من علم البرمجة اللغوية العصبية، ظهر ذلك واضحاً حين طلب منك تنويمه مغناطيسيًا – هل تتفق معي؟ ولماذا تراه فعل ذلك؟ هل هي انعكاس لنظرة عامة في المجتمع العربي؟
هذا غير صحيح كل ما أراده الأستاذ محمود هو الإحساس بما يقال وبالفعل فعلت ما أراد وشعر به وبقوة ولو وجدتني معه في برنامج البيت بيتك ستجد أن تقديمه لي كان مبنى على المعرفة.
س: كيف تتعامل مع مثل هذه المواقف، مثل عندما يحاول الواحد منا تحفيز شخصًا محبطًا وتوضيح أهمية التفاؤل الذاتي وغير ذلك له – فتجده ينظر إليك بعين السخرية ولا يتقبل كلامك – ما نصيحتك في التعامل مع مثل هذا الرفض؟
لقد صنفنا الرسول عليه الصلاة والسلام إلى ثلاثة: العالم والمتعلم والجاهل. الجاهل هو الذي يجهل ما تقول وكما قال الإمام على رضي الله عنه المرء عدو ما يجهله. ولكل إنسان توقيت يكون فيه جاهزًا للتقبل – فلا تضيع وقتك الحالي ودع هؤلاء، بل ركز على المهتمين وستجد أن الشخص تزيد رغبته في التغيير عندما يرى التغيير الإيجابي على الآخرين وليس بالكلام بل بالنتائج.
س: هل لديك خطط مستقبلية لفتح مراكز تدريب في العالم العربي لمساعدة الشباب على تعلم فن التطوير الذاتي؟
بدأنا بالفعل في مصر وعندنا ممثلين لنا في معظم البلاد العربية.
س: أمنيات الدكتور إبراهيم لابنتيه التوأم؟ وكيف سيساعدهم على تحديد مستقبلهما؟ وكيف يقوم بتحفيزهما على النجاح في حياتهما؟
الهداية والستر من الله عز وجل وأن يجعل ذريتهما ذرية حسنة. وأنا أساعدهم بكل شيء من العلم والمال الخ.
س: بدون أدنى شك، نجاحك تشاطره فيه زوجتك، فلا تجد الكثير من الزوجات اللاتي توافقن أزواجهن على ربع ما اتخذته أنت من قرارات في حياتك، فما هي المرة التي عارضت زوجتك فيه قراراً لك؟
بالعكس من الممكن أن تعترض زوجتي على قرار سفرنا إلى بلد جديد، وتعتقد أنه لا يناسبنا في هذا الوقت أو تعترض على إنتاج كتاب أو إصدار أو تعترض على إعطاء حقوق تسجيل إصداراتي لشخص أو شركة. والحقيقة أنا أتمتع بذلك لأن اختلاف الآراء يدعم القرار وأنا مرن جدا ومن الممكن أن أغير رأى للمصلحة العامة.
س: هل تنوي البقاء في كندا؟ وهل من خطط للعودة إلى مصر؟
أتمنى أن أكون في مصر كإقامة كاملة ولكن وجود عائلتي الصغيرة في كندا في الوقت الحالي يمنعني من ذلك ولكن تواجدي في مصر أصبح كبيرًا ومشاريعي في مصر أصبحت أكبر بكثير من أي بلد آخر بما في ذلك كندا.
س: موقعك على إنترنت – إذا سمحت لي – بدائي بعض الشيء، ولا يوفر أي مواد مجانية مثل محاضرات أو مقالات، والمعلومات التي يقدمها عنك قليلة بعض الشيء، فلماذا لا يجد الموقع منكم الاهتمام الكافي؟ وكيف نتعرف على مواعيد دورات ومحاضرات الدكتور في العالم العربي؟
أوافقك وإن شاء الله سيكون هناك موقع متكامل من الناحية الفنية والتعليمية.
س: سؤال قد يبدو شخصيًا وسخيفًا ويمكنك ألا تجيب عليه: ثروة إبراهيم الفقي من التدريب ؟ بشكل آخر هل انضممت لنادي المليونيرات؟ ومتى ؟
سألني أحد الشباب في بلد خليجي هذا السؤال وإجابتي هي أن ثروتي في حب الله وطاعته سبحانه وتعالى، ثم في 7000 كتاب قرأتهم أكثر من مرة على امتداد 30 عاما وعلى 32 دبلوم حصلت عليها، أما عن الثروة المادية فكما تعرف العلماء العالمين بأنهم لن يأخذوا معهم غير عملهم يُسخرون ما عندهم في خدمة الله سبحانه وتعالى. أرجو أن تكون الإجابة وافية.
أخيراً – نحن بحاجة لأمثلة نجاح عربية لأشخاص عصاميين بدأوا من الصفر، مثل بيل جيتس – وارين يوفيت – مايكل دل – كولونيل ساندرز، فماذا تستطيع أن تخبرنا به من خلال خبرتك الطويلة في التدريب في العالم العربي؟
هائل سعيد من اليمن بدأ من تحت الصفر ويمكنك أن تسأل على شركات هائل سعيد في اليمن ستجده في كل مكان في العالم العربي والأوروبي. الحاج شاهين صاحب فنادق البارون شخصية متدينة وناجحة بفضل الله سبحانه وتعالى. طبعا الشخصيات الناجحة والعصامية بالملايين فقط ابحث بقلب صادق ستجحد ما تريد.
أخيرا أدعو لك وللجميع بالصحة والعافية والسعادة في الدنيا والآخرة.
وتذكر أن تعيش كل لحظة وكأنها آخر لحظة في حياتك، عش بحبك لله سبحانه وتعالى ، عش بالتطبع بأخلاق الرسول علية الصلاة والسلام والرسل والأولياء الصالحين، عش بالكفاح، عش بالصبر ، عش بالحب وقدر قيمة الحياة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نهاية المقابلة.
للاتصال بالدكتور الفقي، زوروا موقعه