تزوجت شاباً نحسبه ملتزماً، واتفق مع أبي أنه سيؤثث بيت الزوجية اعتباراً أن الأثاث مهر، وجئت إلى الرياض وكل أملي في حياة زوجية صالحة، فإذا به لا يحب الجلوس بالبيت حتى بعد انتهاء دوامه، ويأتي البيت في ساعة متأخرة، ويبحث عن أي شيء يشغله خارج البيت، ونصحته كثي
قد سبق ما نصحتك به أيتها الأخت الكريمة، ووصيتي -كما تقدم-: الصبر وحسن النصيحة بالكلام الطيب ولا تيأسي، والواجب عليه أن يؤدي الحق الذي عليه، فإن أداء الدين أمر لازم، ولكن يقول الله عز وجل: وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ.. (280) سورة البقرة، فإذا كان معسراً فارفقي به وسامحيه حتى يجعل الله فرجاً ومخرجاً. والسيارة اليوم لا يخفى على أحد أنها ضرورية ولاسيما صاحب العمل يذهب عليها وينفق عليها، فهو في أشد الحاجة إليها على أن تكون من السيارات التي تناسب أمثاله، فعليه أن يجتهد في حفظ ما تيسر من المال لحاجة البيت وتأثيث البيت، وعليه أن يتقي الله في إنصافك ومؤانستك والتحدث إليك وإعطائك ما تيسر من الوقت، هذا أمر لازم لك، والرسول أمر بذلك فقال -صلى الله عليه وسلم-: (استوصوا بالنساء خيراً) فعليه أن يتقي الله وأن يقوم بواجب الأهل حسب طاقته وإمكانه، وأنت لا تعجلي في طلب الطلاق واصبري وأحسني العشرة إليه وأبشري بالأجر العظيم والخير الكثير والعاقبة الحميدة، وقد تُبتلين بمن هو شر منه فلا تعجلي! فالوقت الآن خطير، وهذا آخر الزمان والشر أكثر والخير أقل، فعليك أن تصبري وتحتسبي وأن تسألي الله له الهداية والتوفيق، وأن يغير حاله إلى حالٍ خير منها، والله سبحانه هو الفعَّال لما يريد، وهو القادر على كل شيء، وهو القائل سبحانه وتعالى: ..وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) سورة البقرة، وهو القائل سبحانه: ..إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ (10) سورة الزمر، ويقول نبينا عليه الصلاة والسلام: (ما أعطي أحدٌ عطاءً خيراً وأوسع من الصبر).