إن والدي توفي منذ قرابة الشهر والنصف، والمشكلة تكمن فيما يتناقله الناس عن ماذا يجب على المرأة في فترة الحداد، فمنهم من يقول: إنه لا يجوز أن تمشي المرأة على الأرض بدون حذاء!! لأنها قد تكون تمشي على كبد المتوفى!! وأيضاً يقولون: لا يجوز للمرأة أن تسلِّم على
كثيرٌ من الناس يقولون عن المحادَّة أشياء لا أساس لها، ويأتون بخرافات لا أساس لها، وهذه منها، هذه التي ذكرت السائلة منها، فلا بأس أن تنقل السلام، ولا بأس أن يُسلَّم عليها، ولا بأس أن تسلم على زوجة غير محرمها، وعلى من شاءت من الناس، ولا بأس أن تمشي حافية في بيتها، كل ذلك لا بأس لا حرج فيه، والذي يُطلب من المحادة أن تلاحظه خمسة أمور، ينبغي أن تحفظ، خمسة أمور يطلب من المحادة الذي توفى عنها زوجها يطلب منها أن تراعيها دلت عليها النصوص: الأول: أن تبقى في البيت الذي مات زوجها وهي ساكنة فيه تبقى فيه، المحادة إذا تيسر ذلك تبقى في البيت إذا كان البيت ملكاً لزوجها أو مستأجر أو يمكن إكمال العدة فيه تبقى فيه حتى تنتهي العدة؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لفريعة بنت مالك لما مات زوجها: (امكثي في بيتك حتى يبلغ الكتاب أجله) (امكثي -يعني اسكني- في بيتك حتى يبلغ الكتاب أجله)، يعني حتى تنتهي العدة، إلا إذا كان هناك مانع، مثل البيت ليس لزوجها بل مستأجر وتمت المدة ويريده أهله فلا بأس تخرج، أو انهدم البيت أو ليس عندها من يؤنسها تخاف من الجلوس فيه، تخرج إلى أهلها إلى محل آمن، يعني تخرج بعذر شرعي وإلا تبقى في البيت، ولا بأس بخروجها من البيت لحاجة كأن تشتري حاجة من السوق طعام أو غيره من الحاجات، أو تذهب إلى الطبيب المستشفى لا بأس، أو تخرج إلى المحكمة لها دعوى أو وكالة تخرج لا بأس لحاجة. الأمر الثاني: أن تكون الملابس غير جميلة، الملابس العادية ليس جميلة، تلبس ملابس غير جميلة،؛لقوله -صلى الله عليه وسلم- في المحادة: (ولا تلبس ثوباً مصبوغاً إلا ثوب عصَْب) قال العلماء: معناه ثوب مصبوغ يعني صبغ جميل يعني فيه جمال يلفت النظر، أما ثياب العصب فهي غير جميلة، فإذا كانت الملابس غير جميلة فلا بأس، سواءٌ كانت سوداء أو غير سوداء ما هو بلازم سوداء، سوداء أو خضراء أو حمراء أو صفراء لا بأس، لكن تكون غير جميلة. الأمر الثالث: عدم الحلي، لا تلبس الحلي لا الذهب ولا الفضة ولا الماس ولا الخواتيم كله لا تلبس شيء، إذا كانت عليها تزيلها؛ لأن الرسول نهى عن لبس الحلي للمحادة. الرابع: عدم الطيب بالبخور أو بماء الورد أو بالعود أو بنحوه من الأطياب، إلا إذا كانت تحيض، شابة تحيض، إذا طهرت لا بأس أن تتعاطى بعض البخور عند الطهر. الخامس: عدم الكحل والحناء، لا تكتحل؛ لأن الرسول نهى أن تكحل عينها، أما الدواء لا بأس، تداوي عينها بالصبر بالـ....، دواء لا بأس، أما الكحل الذي للزينة لا، كذلك التحني لأنه زينة فلا تتحنى، هذه خمسة أمور تراعيها، والباقي ما عليها شيء، الباقي كونها تلبس ملابس جديدة لكن ما هي بجميلة، كونها تمشي حافية، كونها تغتسل كل يوم، أو كل يوم وراء يوم، كونها تغير ملابسها لا بأس، تتروش متى شاءت، تغير ملابسها متى شاءت، تكشف رأسها إذا كان ما عندها أجنبي، تكشف رأسها في حال جلوسها أو في حال نومها لا بأس، تمشي في خُفٍّ أو في غير خف في جوارب أو غير جوارب لا بأس، تذهب إلى السطح إلى ...!! في السطوح لا بأس، إلى الحوش إلى الحديقة في البيت لا بأس، كل هذه الأمور ما عدا الخمسة المذكورة لا حرج عليها، والحمد لله، تسلم في التلفون تتكلم في التلفون حاجاتها، ترد على التلفون، من جاء يسلم عليها بعض أقاربها ترد عليهم، لكن لا تخلو بأحد لا تخلو بأجنبي، ترد عليهم من دون خلوة مع التستر أيضاً، تسلم على النساء تصافحهن، تصافح محارمها، لا بأس أخوها عمها تصافحه، النساء تصافحهن قريبات أو غير قريبات، كل هذا لا بأس به ما عدا الخمسة الأشياء التي ذكرنا، وفق الله الجميع.