الإحداد في مجتمعنا السوداني أولاً: لزوم المرأة المعتدة، وافتراشها للأرض طوال المدة المقرر لها. ثانياًً: مواجهة حائط الغرفة. ثالثاً: امتناعها عن الكلام وخاصة عند شروق الشمس وعند الغروب في فترة يُطلق عليها النساء زمن الحضانة. رابعاً: امتناعها عن الاستحمام، وغسل الثياب، فهل هذا من الدين في شيء؟ ونسبة لكثرة النساء اللائي يتقيدن بهذه الظاهرة أرجو من سماحة الشيخ أن يوجه الجميع، جزاكم الله خيراً.
كل هذا لا أصل له في الشرع، الواجب امتثال الشرع، والتقيد بالشرع المطهر، فالمحادة عليها أن تبقى في البيت الذي مات زوجها وهي ساكنة فيه، تبقى المدة أربعة أشهر وعشراً، إن كانت غير حبلى، أما إن كانت حبلى فإنها تبقى في العدة حتى تضع الحمل، والواجب عليها ترك الطيب والحلي والملابس الجميلة والكحل والحناء هذه الأشياء التي ترغب فيها، وتجعلها محل النظر، هذه يجب تركها لما جاءت بذلك الأحاديث عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، أما ما ذكرته السائلة من كونها تفترش الأرض، ولا تجلس على بساط هذا لا أصل له، هذا باطل، وهذا تعنتٌ وتكلف، وكذلك استقبالها الحائط هذا غلط أيضاً، تستقبل ما شاءت مثل غيرها من النساء، كذلك امتناعها عن كلام الناس هذا غلط أيضاً، تكلم من شاءت مثل غيرها من النساء، تكلم أقاربها، وتكلم أولادها، وتكلم جيرانها، وتكلم من استأذن عليها بالكلام الذي ليس فيه محذور، لكن لا تخلو بأحدٍ من الرجال، مثل غيرها من النساء، أما الكلام فلا بأس مع محارمها وغيرهم في مصالحها وشئونها، على وجه لا ريبة فيه.. كونها تلتزم الصمت أيضاً عند الشروق وعند الغروب في فترة يسمونها الحضانة؟ كذلك هذا باطل ليس عليها التزام الصمت عند الشروق والغروب بل تتكلم في جميع النهار وفي جميع الليل، هذه الأشياء الأربعة كلها لا أصل لها ولا أساس لها، بل يجب على المسلمة تجنب ذلك، وأن لا تخضع للبدع والخرافات التي أحدثها الناس، وإنما عليها ما أمرها به الشارع -عليه الصلاة والسلام-، من تجنب الملابس الجميلة، ومن ترك الطيب والحلي؛ لأنها تلفت النظر، وتسبب رغبة الرجال فيها، وهكذا النساء ليس لها إلا أن تكحل عينيها، ولا أن تستعمل الحناء لأن هذا يسبب الفتنة بها، مع بقائها في بيت زوجها إذا تيسر ذلك، الذي مات زوجها وهي ساكنة فيه، إذا تيسر. أما إذا خرب البيت، أو كان مستأجراً ولم يسمح له في تأجيره، أو كانت وحدها تستوحش ما عندها من يؤانسها تنتقل إلى بيت أهلها، كل هذا لا بأس به، نسأل الله للجميع التوفيق. المذيع/ جزاكم الله خيراً، نقطة مهمة سماحة الشيخ لو تكرمتم كونها تمتنع عن الاستحمام وغسل الثياب؟ كذلك هذا أيضاً غلط لها أن تستحم متى شاءت، من ليل أو نهار في أي يوم، يوم الجمعة وغيره، ولها أن تمتشط متى شاءت لكن من دون طيب، ولها أن تغسل الثياب ثيابها أو ثياب أولادها، كل هذا لا بأس به، هذا التكلف لا أصل له، نعوذ بالله من طاعة الشيطان. جزاكم الله خيراً