أعرض عليكم مشكلتي والتي تتلخص في أنني عزمت على ترك التدخين، ولكن بدلاً من أن أؤكد كلامي على عزمي بذلك أمام السامع بالحلف بالله - كما ينبغي أن يكون عليه المسلم- أكدت بالحلف بالحرام، هل يقع الطلاق في هذه الحالة، مع العلم أنني صمت ثلاثة أيام وعدت إلى فعل ما
نعم إذا كنت قصدت منع نفسك من شرب الدخان بالتحريم أو باليمين أو بالطلاق قلت: علي الحرام، علي الطلاق أني ما أشرب هذا الدخان، أني لا أعود إليه، ومقصودك منع نفسك، والتأكيد على نفسك، ليس قصدك تحريم زوجتك إن فعلت، وليس قصدك طلاقها إن فعلت، وإنما أردت التأكيد على نفسك وإلزامها بالكف عن التدخين، فهذا حكمه حكم اليمين، وعليك كفارته، وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، ولا يجزئ الصيام إذا كنت قادر على الطعام أو الكسوة، لا يجزئ الصيام لأن الصيام إنما يجزئ مع العجز في حق من عجز عن الطعام أو الكسوة أو العتق، أما ما قدر على واحد من الثلاثة أن يطعم عشرة مساكين أو يكسوهم أو يعتق رقبة فإنه يلزمه واحدٌ من هذه الثلاثة، فإن عجز عنها كلها صام ثلاثة أيام، كما نص عليه القرآن الكريم في سورة المائدة. أما إن كنت أردت تحريم زوجتك إن فعلت، أو أردت طلاقها إن فعلت، فإنها تحرم عليك وعليك كفارة الظهار، وهي عتق رقبة مع القدرة، فأن عجزت صمت شهرين متتابعين ستين يوماً، فإن عجزت تطعم ستين مسكيناً ثلاثون صاعاً، كل صاع بين اثنين من قوت البلد من تمر أو أرز أو غيرهما، كل صاع بين اثنين، والصاع ثلاثة كيلوا تقريباً. وهكذا إذا أردت الطلاق، إذا قلت: علي الطلاق وأردت طلاقها إن دخنتَ يكون طلقة واحدة، وعليك أن تراجعها إذا رجعت للتدخين، إذا كنت لم تطلقها قبل هذا طلقتين، فإنه يحل لك مراجعتها إذا كنت أردت إيقاع الطلاق، فتقول: اشهد يا فلان وفلان أني راجعت زوجتي هذا هو السنة تشهد اثنين أنك راجعت زوجتك بعد أن باشرت الدخان والواجب عليك يا أخي تقوى الله وأن تحذر التدخين لمضرة العظيمة ــ والله سبحانه إنما أباح لعباده الطيبات، كما قال عز وجل: يسألونك ماذا أحل لهم، قل أحل لكم الطيبات، هكذا في سورة المائدة، وقال في سورة الأعراف في وصف النبي عليه الصلاة والسلام قال: ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث، ولا شك أن التدخين أمر منكر وأن الدخان من الخبائث وقد قرر الأطباء العارفون به فكل من استعمله أنه مضر وخبيث فعليك يا أخي أن تتقي الله وأن تحذر شر هذا البلاء، وأن تبتعد عنه وأن تعزم عزماً صادقاً عزم الرجال ألا تعود إليه، رزقنا الله وإياك التوفيق والهداية.