في الحديث النبوي الشريف: (من سن سنة حسنة..) إلى آخر الحديث، هل هذه العبارة مجازية، أم تفهم على ظاهرها، وهل يمكن اعتبار مكبرات الصوت في المساجد لرفع النداء، أو نقل الصلاة عبرها سنة حسنة؟
نعم، على ظاهرها، هي سنة، بل هو كلام حقيقي على ظاهره، فمن أحيا السنن ودعا إليها فقد سن في الإسلام سنة حسنة، وهو ليس بمعنى البدع المراد إظهار السنن وإحيائها والدعوة إليها، كما قال في قصة جماعة الذين قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم مجتابي النمار فقراء، فقام صلى الله عليه وسلم وخطب الناس وذكرهم، ودعاهم إلى الصدقة، فجاء رجلٌ بصرة كفه تعجز عنها، فتتابع الناس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من سن في الإسلام سنة حسنة...) الحديث، هذا مثال. فالذي أتى بالصدقة جهرة حتى تابعه الناس فقد سن في ذلك سنة حسنة، إذا أظهرها وبينها، وهكذا لو كان في بلد ما يصلون التراويح وصلاها وتابعوه أحيا السنة، وهكذا لو كانوا لا يصلون جماعة يصلون في بيوتهم فدعاهم إلى الصلاة في المساجد، وصلوا الصلاة في المساجد هذا أحيا السنة، يكون له مثل أجورهم، وهكذا ما أشبه ذلك. جزاكم الله خيراً سماحة الشيخ في ختام....